أظهرت صور الأقمار الصناعية، أن مساحة الخيام المؤقتة التي يقدر أنها تؤوي أكثر من مليون مدني فلسطيني نازح، تتوسع بشكل سريع في مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، في وقت يتجه جيش الاحتلال لاجتياح المنطقة، ويخطط لتهجير النازحين هناك، إلى شمال القطاع، وفق التقارير الإسرائيلية.
وأوضحت الصور، التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، أن معظم المنطقة المفتوحة سابقًا في رفح امتلأت بالخيام، إلى حد كبير في الفترة ما بين 10 ديسمبر و3 فبراير، حيث يبحث الفلسطينيون النازحون داخليًا قسرًا بأوامر جيش الاحتلال، الذي يشن عدوانًا غاشمًا ومدمرًا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عن مأوى لهم.
ولفتت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إلى مخاوف لدى عمال الإغاثة في رفح، من عملية عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح، مع تقدم قوات الاحتلال جنوبًا في غزة.
ولجأ أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي قال، إن اللاجئين الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والمأوى والأدوية، ما زالوا يتدفقون على رفح مع احتدام العدوان على مكانٍ قريبٍ.
ويتركز حاليًا حوالي 1.4 مليون من سكان قطاع غزة في رفح، وأكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن أي عملية إسرائيلية برية في المنطقة، ستكون كارثة كبرى.
وجاءت تحذيرات منظمات الإغاثة من الاجتياح الإسرائيلي لرفح، في حين قال يوآف جالانت، وزير جيش الاحتلال، مساء أمس الإثنين، إن العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة خان يونس الجنوبية "ستحقق أهدافها قريبًا"، مع تقدم القوات جنوبًا نحو رفح آخر، معقل متبقٍ لحماس، على حد قوله.
وزعم "جالانت" أيضًا أن قوات الاحتلال قتلت أو أصابت نحو نصف مقاتلي حماس في غزة بإصابات خطيرة. لكن حسام بدران، المُتحدث باسم حماس، نفى مزاعم جالانت، قائلًا إنها محاولة لرفع الروح المعنوية الإسرائيلية، ولا يزال مقاتلو حماس يعملون في جميع مناطق غزة.
ومع التهديد باجتياح رفح، يدرس جيش الاحتلال إجلاء النازحين الموجودين في المنطقة إلى شمال قطاع غزة، لكن من المتوقع أن مثل هذه الخطوة لن تتم قبل شهر مارس، حسب صحيفة "إسرائيل اليوم".
وأكدت قناة "كان 11" الإسرائيلية، في تقرير لها، نية الاحتلال تهجير النازحين من رفح قبل بدء العمليات العسكرية في المنطقة، وأشارت إلى "أفكار" إسرائيلية "في السماح بانتقال سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله، على أن يبدأ ذلك بالنساء والأطفال"، وأضاف التقرير أن المسار الآخر الذي تدرسه إسرائيل، هو إخلاء سكان غزة إلى أماكن أخرى داخل قطاع غزة.