معاناة يعيشها سكان الضفة الغربية المحتلة، لا تقل عما يلاقيه سكان غزة، منذ أكثر من أربعة أشهر جراء الحرب الوحشية على القطاع، في ظل ارتكاب مئات المجازر، وآخرها "مجزرة رفح الفلسطينية".
وارتفع عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة ، بعد 129 يومًا من مجازر الاحتلال في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، بنسبة ثلاثة في المئة تقريبًا في عام 2023، بحسب ما ذكرته صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وفقًا لأحدث بلغ عدد المستوطنين حتى 31 ديسمبر 517.407 مستوطنًا، ما يعني زيادة المستوطنين بعد الحرب على غزة، وقبل عام كان هناك 502.991.
وتخشى ألمانيا إلى جانب فرنسا وأمريكا أن يؤدي تصعيد العنف في الضفة الغربية المحتلة إلى زيادة خطر اندلاع حريق في المنطقة، مع التشديد على حظر دخول المستوطنين المتطرفين، وكذلك تجميد أصولهم.
توقعات برقم قياسي في 2030
وتشير الإحصائية إلى أنه في حال استمرار تزايد المستوطنين، فإن العدد قد يتجاوز 600 ألف قبل عام 2030.
وأرجع التقرير إلى أن زيادة عدد المستوطنين، يرجع إلى عملية "طوفان الأقصى"، الذي دفع العديد من الإسرائيليين الذين كانوا يعارضون في الأصل بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة إلى تغيير موقفهم.
وفي الخامس من فبراير الجاري، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بزيادة العنف "غير القانوني" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ودعت إلى التدخل الدولي، بعد تأكيدها تنفيذ قوات الاحتلال لعمليات قتل غير قانونية، واستخدام القوة المميتة بشكل غير ضروري أو غير متناسب في أثناء الاحتجاجات والاعتقالات، وحرمت الجرحى من المساعدة الطبي.
تهديد 3 ملايين فلسطيني في الضفة
وقالت كاتيا مولر، خبيرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية بألمانيا، إن تزايد العنف المميت غير القانوني من جانب القوات المحتلة في الضفة الغربية يمثل استهتارًا بحياة الفلسطينيين، وأن عمليات القتل غير المشروع تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
ويقطن الضفة الغربية المحتلة نحو 3 ملايين فلسطيني، منذ عام 1967، وتزايدت أعمال العنف في الضفة الغربية بشكل حاد، واستشهد أكثر من 360 شخصًا منذ ذلك الحين في عمليات جيش الاحتلال وهجمات المستوطنين.
استشهاد 507 فلسطينيين في الضفة
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، كثّفت إسرائيل غاراتها القاتلة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وتصاعدت التوترات بشكل كبير.
واستشهد ما لا يقل عن 507 فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، عام 2023، من بينهم 81 طفلًا على الأقل، ما يجعله العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تسجيل الضحايا، عام 2005.