الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفاوضات القاهرة.. أجواء متفائلة قد تنهي مأساة غزة والاتفاق حول صفقة المحتجزين

  • Share :
post-title
فلسطينية تعانق ابنها المحرر من سجون الاحتلال

Alqahera News - محمود غراب

استضافت مصر، أمس الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بمشاركة الوسطاء بين إسرائيل وحماس، للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بين الجانبين.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، نقلا عن مسؤولين مطلعين على المحادثات، إن إسرائيل وحماس تحرزان تقدمًا نحو التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى ببن الجانبين.

محادثات القاهرة مثمرة

وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أثناء انعقاد المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة: "لقد كانت بناءة وتتحرك في الاتجاه الصحيح".

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول أمريكي، إن المفاوضات في القاهرة، كانت "مثمرة وجدية"، رغم أن الخلافات بين الطرفين تتمحور حول عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والمحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة.

ونقلت شبكة " سي بي إس" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، إن نسبة الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، هي القضية الأكثر إشكالية في المحادثات.

وأضافت المصادر أن، "المحادثات كانت جيدة، لكن لم يحدث أي اختراق". ورغم ذلك، فقد تم إحراز تقدم في فهم الثغرات التي يجب سدها للدخول في مفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق، حسبما قال مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل اللقاء، بحسب لموقع "والا" الإسرائيلي.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي إن "الفجوة الرئيسية المتبقية في المفاوضات هي عدد الأسرى الكبير الذي تطلبه حماس مقابل كل محتجز إسرائيلي، وخصوصا الجنود والمجندات الأسرى"، موضحًا أن "اللقاء كان جيدا ومعمقا في فهم الفجوات المتبقية، وخصوصًا بما يتعلق بالأسرى، وكل الأطراف المشاركة تبذل جهدًا كبيرًا في محاولة لشق طريق".

وأوضحت "والا" أن إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل محتجز، كما فعلت في الصفقة السابقة، لكنها لن توافق على مطلب حماس بالإفراج عن آلاف الأسرى.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مساء الثلاثاء، أن اجتماعات القاهرة انتهت وسط إصرار حركة حماس على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة.

ونقلت الهيئة عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، قوله إن "موقف حماس لم يتغير ولا تزال الحركة تصر على وقف الحرب، وهو ما لم تقبله إسرائيل"، دون مزيد من التفاصيل.

وقالت الهيئة، إن نتنياهو رفض خلال الأيام الأخيرة الماضية، إطارا لاتفاق جديد لتبادل الأسرى، قدمه له رئيسا الموساد والشاباك، دون أن توضح تفاصيله. وتابعت: "لهذا السبب ذهب الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بأيد فارغة".

الخلافات بين قيادات الاحتلال

من جانبها، نقلت القناة "13" العبرية الخاصة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن خلافًا نشب بين النخبة السياسية والأمنية في إسرائيل حول مشاركة الوفد في محادثات القاهرة.

وبحسب ذات المسؤول، فإن وصول الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة كان بهدف إجراء "محادثات مجاملة بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن". وأشارت إلى أن نتنياهو أرسل مستشاره السياسي للتأكد من عدم تجاوز رئيس "الموساد" لصلاحياته في القاهرة.

وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال وجهازي "الموساد" و"الشاباك" وضعوا خطوطًا عريضة لصفقة تبادل أسرى مع "حماس"، ولكن بنيامين نتنياهو، رفضها.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "نتنياهو رفض خطة مقترحة قدمها كل من رئيس جهاز الموساد، ديفيد بارنياع، ورئيس الشابك، رونين بار، والجنرال نيتسان ألون، تقضي بإتمام صفقة تبادل رهائن مع حماس".

ولفتت الصحيفة إلى وصف نتنياهو مطالب حركة حماس بأنها وهمية، فيما أرسل رئيس الوزراء، مستشاره الخاص أوفير فليك، إلى القاهرة، بسبب قضايا خلافية يمكن أن تطرح على مائدة التفاوض في العاصمة المصرية".

وأوضحت القناة الـ12 الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أن "نتنياهو، قد ألحق مستشاره الخاص برئيس الموساد للتأكد من أن بارنياع لن يتجاوز التفويض المسموح به من نتنياهو شخصيا، والدفع بصفقة ضد رغبته".

وكان دبلوماسي غربي قال، قبل انعقاد اجتماع القاهرة، أمس الثلاثاء، أن الاجتماع سيكون حاسمًا لسد الفجوات المتبقية، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقا مدته ستة أسابيع مطروح على الطاولة، لكنه حذر من أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق، وفق ما نقلت عنه نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

ولفتت المجلة إلى اقتراح إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتم بموجبه إطلاق سراح المحتجزين، مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والسماح لكبار قادة حماس في غزة بالانتقال إلى بلدان أخرى.

ورفضت حماس هذه الشروط، ووضعت خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين على مراحل، وستطلق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك كبار المسلحين، وتنتهي الحرب مع سحب إسرائيل لقواتها.

شروط حماس قوبلت بالرفض من قادة الاحتلال، الذين يريدون القضاء على الحركة قبل إنهاء الحرب. لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أشار أول أمس الاثنين، إلى أن الاتفاق قد يكون في متناول اليد.