الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع دخول الصراع عامه الثالث.. المساعدات الأمريكية لأوكرانيا "محاصرة سياسيا"

  • Share :
post-title
الكونجرس الأمريكي

Alqahera News - مصطفى لبيب

عندما أطلقت روسيا الصواريخ الأولى في طريقها إلى أوكرانيا، قبل عامين تقريبًا، أسرع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى التعهد بما وصفه بدعم الديمقراطية ضد الاستبداد، وفرض عقوبات على روسيا ونشر قوات في ألمانيا وقدم مساعدات عسكرية لكييف، إلا أنه مع دخول الصراع عامه الثالث، حوصرت تلك المساعدات في معركة سياسية شائكة بالكونجرس، وسط تضاؤل الدعم الشعبي الأمريكي لأوكرانيا.

وكسرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الـ700 يوم، ومع فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، أصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي المهمة، التي كانت في الماضي أوكرانية، وفي المقابل يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، وتراجعًا مستمرًا، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، مع نقص في المعدات والجنود، التي تحتاجها الخطوط الأمامية.

بداية حماسية

"في السباق بين الديمقراطية والاستبداد، بين السيادة والخضوع، لا تخطئوا: الحرية سوف تسود".. هكذا وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن رأيه في الصراع الروسي الأوكراني، بعد انطلاقه بأيام، بل وتعهد بأن أوكرانيا ستحظى بالدعم الأمريكي طالما احتاج الأمر، وفي المقابل بحسب شبكة " أي بي سي نيوز " الأمريكية، كان زيلينسكي يوجه نداءً عاطفيًا للكونجرس الأمريكي للحصول على المساعدات في خطاب حماسي.

ومع تأثر بعض المشرعين الذين كانوا يستمعون إلى بكاء زيلينسكي، أقرت الولايات المتحدة حزمًا متعددة تضمنت مساعدات لأوكرانيا بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث صوت الكونجرس لصالح أكثر من 110 مليارات دولار من التمويل الإضافي لأوكرانيا واحتياجات الأمن القومي الأخرى.

معدات أمريكية حربية كانت في طريقها لأوكرانيا
مفاجأة ترامب

مع بدء نفاد الأموال المخصصة لدعم الجيش الأوكراني، زار زيلينسكي واشنطن مرة أخرى في محاولة اللحظة الأخيرة لتأمين المساعدات قبل نهاية العام، لكن على عكس العام السابق بحسب الشبكة الأمريكية، لم يلق زيلينسكي خطابًا أمام الكونجرس، وبدلًا من ذلك التقى بالقادة خلف أبواب مغلقة، الأمر الذي دفع الرئيس بايدن لطلب مساعدات إضافية للحلفاء بقيمة 60 مليار دولار أخرى.

كانت المفاجأة، التي فجرها ترامب، بمثابة قنبلة أحدثت شرخًا داخل الكونجرس الأمريكي، بعد معارضته لمشروع قانون المساعدات الخارجية التي قدمه بايدن، حيث نما تحالف داخل المكان الذي يسيطر عليه الجمهوريون يؤيد ذلك، الأمر الذي دفع المسؤولين الأمريكيين لإطلاق تحذير بشأن مواجهة الجيش الأوكراني على الجبهة نقصًا كارثيًا محتملًا في الذخيرة والدفاعات الجوية بحلول الربيع القادم إذا لم يتم إقرار مشروع المساعدات الذي قدمه الرئيس الأمريكي.

أمريكا أولًا

كان الانقسام الذي أحدثه ترامب وشعاره "أمريكا أولًا"، سببًا رئيسيًا في تعطيل حزم المساعدات الإضافية لأوكرانيا، ومما زاد الأمر تعقيدًا، أن الأموال تم ربطها بمساعدة إسرائيل في حربها ضد حماس، ثم في وقت لاحق بتغييرات الهجرة؛ بسبب مطالبة الجمهوريين بفرض قيود أكبر على الحدود، وتزعم رئيس مجلس النواب، مايك جونسون -حليف ترامب- الرافضين لتمرير المساعدات بدون معالجة المشكلات، بحسب الشبكة الأمريكية.

وبعد مناشدات البيت الأبيض بعدم وجود حل سحري لدعم أوكرانيا سوى التمويل القادم من الكونجرس، أقر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، مشروع مستقل للمساعدات الخارجية في 12 فبراير الحالي، والذي كان بمثابة بارقة أمل للجيش الأوكراني، إلا أن مجلس النواب الأمريكي، أحبط أي آمال بعد رفض مناقشة القانون، وحوصرت المساعدات الأوكرانية سياسيًا داخل المشاكل القومية الأمريكية.