يتجه الناخبون في خمس عشرة ولاية أمريكية، اليوم "الثلاثاء الكبير"، إلى صناديق الاقتراع، فيما يُمكن أن يكون يومًا مصيريًا، يُحدد مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 في نوفمبر المقبل، ومن المتوقع أن يكون هذا مُؤشرًا لإعادة تصفية الحسابات في البيت الأبيض، بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
تجري عملية الاقتراع يوم "الثلاثاء الكبير" في 15 ولاية أمريكية وتشمل ألاباما، وألاسكا، وأركنساس، وكاليفورنيا، وكولورادو، ومين، وماساتشوستس، ومينيسوتا، وشمال كارولاينا، وأوكلاهوما، وتينيسي، وتكساس، ويوتا، وفيرمونت، وفرجينيا، كما سيتم التصويت على أراضي إقليم ساموا الأمريكي.
وسوف تحدد هذه المنافسات أيضًا مسار السباقات الانتخابية لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، مما سيؤثر على الفرع التشريعي للحكومة في العام المقبل.
مندوبو المرشحين
تجرى الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي كل 4 سنوات لاختيار المندوبين الذين سيصوتون لاختيار المرشح خلال المؤتمر العام للحزب رسميًا.
وغالبية الولايات التي تنظم انتخابات تمهيدية في إطار "الثلاثاء الكبير" تختار مندوبيها على أساس المبدأ نفسه، أي أن المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات يحصل على العدد الإجمالي لمندوبي كل ولاية، أما الحلول في المرتبة الثانية فقد يعني عدم الحصول على أي مندوب.
ويُمثّل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في هذا العام 2429 مندوبًا، وللفوز بترشيح الحزب يحتاج المرشح إلى جمع 1215 صوتًا على الأقل من بين المندوبين الذين يمثلون الحزب خلال المؤتمر العام للحزب المقرر عقده في يوليو المقبل بمدينة ميلووكي في ولاية ويسكنسن.
وسيتم خلال "الثلاثاء الكبير"، اختيار 874 مندوبًا بما يشكل 72% من 1215 صوتًا المطلوبة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بحسب مجلة "فوربس".
ووفقًا لوكالة "رويترز"، يصبح توزيع عدد المندوبين الجمهوريين في "الثلاثاء الكبير" عبر الولايات كالتالي: كاليفورنيا (169)، تكساس (161)، ونورث كارولاينا (74)، تينيسي (58)، ألاباما (50)، وفرجينيا (48)، أوكلاهوما (43)، أركنساس (40)، ماساتشوستس (40)، يوتا (40)، مينيسوتا (39)، كولورادو (37)، ألاسكا (29)، ومين (20)، فيرمونت (17)، ساموا (9).
وللفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، سيحتاج المرشح أصوات 1986 مندوبًا من إجمالي 3934 مندوبًا، وذلك خلال المؤتمر الوطني للحزب الذي من المقرر أن يكون في أغسطس المقبل بمدينة شيكاغو بولاية إيلينوي.
ترشيح الحزب الديمقراطي أمرٌ مفروغٌ منه بالنسبة للرئيس جو بايدن الذي لا يواجه منافسين، إذ يُتوقع أن يتجمع أنصار الحزب الديمقراطي خلف الرئيس بايدن في المؤتمر الوطني للحزب في أغسطس المقبل في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي. ويحتاج بايدن إلى 1439 مندوبًا من إجمالي 3979 مندوبًا.
فرصة هيلي الأخيرة
وتُشير وكالة "فرانس برس" إلى أن "الثلاثاء الكبير" يُشكل الفرصة الأخيرة لهيلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية والسفيرة الأولى للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، لكسب دعم المزيد من الناخبين، بعد أن قامت عضوتا مجلس الشيوخ الجمهوريتان المعتدلتان من ولايتي ماين وألاسكا بتأييدها في الأيام الأخيرة، وهذا مهم جدًا في انتخابات "الثلاثاء الكبير" في ولايتيهما، إلا أن دونالد ترامب يتمتع بالفعل بتقدم كبير، إذ حصل على 122 مندوبًا مقابل 24 لنيكي هيلي في الولايات التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية سابقًا.
كما ستسمح الانتخابات التمهيدية المفتوحة في ولاية مينيسوتا يوم الثلاثاء للديمقراطيين بالتصويت لهالي إذا اختاروا ذلك، في حين أظهرت استطلاعات الرأي في ولاية فرجينيا أنها تقترب ببطء من ترامب.
هاجم دونالد ترامب مرارًا منافسته هيلي، وقال إنها لا تستطيع التغلب على بايدن أو أي مرشح ديمقراطي آخر، مُشيرًا إلى أنه يتطلع إلى تحقيق فوز غير مسبوق في "الثلاثاء الكبير".
ترامب الأوفر حظًا
من شأن انتخابات "الثلاثاء الكبير" أن تمنح لترامب تقدمًا لن تتمكن منافسته الوحيدة هيلي من تعويضه، بحسب وكالة "فرانس برس" التي أشارت إلى توقع فريق حملته الانتخابية أن يفوز بـ773 مندوبًا خلال "الثلاثاء الكبير"، وأنه سيكون "حسابيًا" غير قابل للهزيمة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بولايات كاليفورنيا وتكساس وكذلك ألاباما وماين ومينيسوتا، فيما لا تزال هيلي سفيرة بلادها السابقة إلى الأمم المتحدة تؤكد أن نسبة 40 % من الأصوات التي حققتها في نيوهامشر وكارولاينا الجنوبية تظهر أن الحزب الجمهوري لا يزال منقسمًا بشأن ترامب.
ويتقدم ترامب على بايدن بفارق نقطتين مئويتين، كما يتقدم عليه في الولايات المتأرجحة، بما في ذلك أريزونا وجورجيا وميشيجان ونيفادا وويسكنسن، فيما يتقدم بايدن على ترامب بفارق ضئيل في ولاية بنسلفانيا.
وأفاد استطلاع للرأي لـ"جامعة هارفارد"، بأن ترامب يتفوق على بايدن على المستوى الوطني بفارق 6 نقاط، وقال الاستطلاع إن ترامب يوحّد الجمهوريين بقوة أكثر مما يوحد بايدن الديمقراطيين.
متى ظهر الثلاثاء الكبير؟
ظهر مصطلح "الثلاثاء الكبير" لأول مرة خلال سبعينيات القرن الماضي، في إشارة إلى الانتخابات التمهيدية الكبرى التي كانت تجري في عدة ولايات، إلا أن المصطلح ظهر كما نعرفه، عام 1988 عندما قرر ديمقراطيون في الولايات الجنوبية، إطلاق هذه التسمية على العملية التمهيدية الرئاسية بعد فوز الرئيس الجمهوري رونالد ريجان عام 1984 على المرشح الديمقراطي والتر مونديل، بحسب شبكة "سي بي أس" نيوز الأمريكية.