الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استهداف عشوائي للمدنيين.. إسرائيل لا تهتم بالمعلومات الاستخباراتية

  • Share :
post-title
إسرائيل وسعت حملتها الوحشية في قطاع غزة

Alqahera News - عبدالله علي عسكر

تواصل الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 151 من الحرب مخلّفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في مجازر راح ضحيتها نحو 30534 شهيدًا و 71920 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

موقع منظمة "فير اوبزرفر" الدولية الأمريكية أعد تقريرًا حول استهداف الجيش الإسرائيلي للأهداف المدنية، مشيرًا إلى "أن الحملة التي يشنها الجيش الإسرائيلي بهذه الطريقة تعطي مصداقية للاتهامات بأن إسرائيل مهتمة بالانتقام في غزة بقدر اهتمامها بالسعي لتحقيق أهداف عسكرية".

غير موثوقة

وأوضح التقرير أن الاستخبارات الإسرائيلية أثبتت أنها بعيدة عن أن تكون موثوقة بين العمليات الكبرى، فمن المفترض أن يقوم ضباطها بدراسة قطاع غزة وتقييم ما إذا كان من الممكن تحديد موقع معين كهدف للعدو، وتقدير الأضرار الجانبية، وهي حسابات لعدد المدنيين المتوقع أن يُقتلوا في هجوم بناءً على الكثافة السكانية المدنية، والسلاح المستخدم ونوع البنية التي يجري استهدافها وتحديد ما إذا كانت الأهمية العسكرية للهدف متناسبة مع الضرر المتوقع أن يلحق بالمدنيين.

معلومات محدودة

ولفت التقرير إلى أن المعلومات الاستخبارية المتاحة للضباط الإسرائيليين غالبًا ما تكون محدودة للغاية، فقد يقرر جيش الدفاع الإسرائيلي أن الموقع عبارة عن منشأة لتخزين الذخيرة دون معرفة نوع أو كمية الذخيرة التي يخزنها، فالأهمية العسكرية لخمسين قنبلة يدوية، أقل بكثير من أهمية 50 صاروخًا يمكن إطلاقها باتجاه المدن الإسرائيلية.

وفي ظل هذه المعلومات المحدودة، لا يمكن تحديد الأهمية العسكرية للهدف بشكل كامل، وبالتالي لا تستطيع القوات الإسرائيلية إجراء تقييمات موثوقة للتناسب، ويمكن أن تصبح المعلومات الاستخبارية قديمة، ولا يقوم الضباط الإسرائيليون بتحديث المعلومات بشكل متكرر بما فيه الكفاية. يمكن أن تتغير وظيفة هيكل معين، وكذلك البيئة المحيطة به.

توسع الاستهداف العشوائي للمدنيين في قطاع غزة

تغيير الكثافة السكانية

وخلال الصراعات واسعة النطاق، وإلى حد أكبر خلال الحرب الحالية، تحذر إسرائيل مناطق سكنية بأكملها بضرورة الإخلاء، ما يؤدي إلى تغيير جذري في الكثافة السكانية والروتين اليومي في تلك الأحياء وغيرها. وفي هذه الظروف، تصبح التقديرات المسبقة للأضرار الجانبية مشكوك فيها بشكل خاص ولا يمكن استخدامها لتقييم التناسب، وفق التقرير.

ورأى التقرير أنه من الصعب تحديد العدد الإجمالي للحوادث التي قُتل فيها مدنيون أو أصيبوا بأذى بسبب ممارسة جيش الدفاع الإسرائيلي الاعتماد على معلومات استخباراتية قديمة، وحتى عندما تكون المعلومات الاستخبارية سليمة، فإن الإجراءات التي تتبعها إسرائيل لتنفيذ الغارات الجوية لا تعطي الأولوية لسلامة المدنيين، ففي الحملات العسكرية السابقة، أدت ضرورة تنفيذ المزيد من الضربات بوتيرة أكبر إلى قيام الجيش الإسرائيلي بمنح الضباط ذوي الرتب الأدنى سلطة الموافقة على الضربات التي قد تؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة للمدنيين.

إيذاء المدنيين

في الماضي، لم تفعل إسرائيل ما يكفي للتمييز بين المدنيين والمسلحين في غزة؛ وفي حرب اليوم، يبدو أن إسرائيل تفعل ما هو أقل من ذلك، وفي الواقع، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في ديسمبر الماضي أن إسرائيل وسّعت، في الحملة الحالية استعدادها لإيذاء المدنيين.

وفي تقرير حديث لشبكة "سي إن إن" أفاد بأن إسرائيل أسقطت خلال الشهر الأول من الحرب مئات القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل قادرة على قتل أو جرح الأشخاص على بُعد أكثر من 1000 قدم من مكان الارتطام، وأن ما يقرب من نصف الذخائر الإسرائيلية أسقطت على غزة، هي قنابل "غبية" غير دقيقة.

قتل غير مبرر

إن الأمثلة على القتل غير المبرر للمدنيين في غزة عديدة بالفعل، ومن المؤكد أن المزيد من الأمثلة على الموقف المتساهل الذي تبنته الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع مقتل الأبرياء سوف تظهر إلى النور بعد الحرب.

إن السبيل الحقيقي الوحيد للمضي قدمًا يتلخص في الاعتراف بإنسانية الطرف الآخر والسعي إلى إيجاد طريق لكلا الشعبين لا يعتمد فقط على القوة العسكرية. الخطوة الأولى الضرورية هي إنهاء هذه الحرب الآن. ويتعين على حماس أن تعيد الرهائن، ويجب تقديم المساعدات الإنسانية لشعب غزة. عندها فقط قد تصبح هذه الكارثة حافزًا للتغيير.