الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلاح السوفييت المطور.. روسيا تدك أوكرانيا بـ"القنابل المجنحة"

  • Share :
post-title
القنابل المجنحة الروسية

Alqahera News - محمود غراب

أظهرت لقطات مصورة، انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لجوء القوات الروسية إلى تكتيكات جديدة في الحرب على كييف، عبر استخدام قنابل ضخمة مزود بأجنحة لضرب أهداف في عمق أوكرانيا.

ونشر عسكريون روس، هذا الأسبوع، ثلاثة مقاطع فيديو تُظهِر الاستعانة بهذه القنابل لتدمر مباني متعددة الطوابق في بلدات تسيطر عليها أوكرانيا، بالقرب من الخطوط الأمامية في دونباس.

في أحد المقاطع، يمكن ملاحظة قنبلة تقترب بشكل سريع قبل أن تضرب عدة مبانٍ وتنفجر على شكل كرات نارية، وفي مقطع آخر ينهار مبنى بشكل كامل بعد تعرضه للقصف.

وأكد مسؤولون عسكريون أوكرانيون أن القوات الجوية الروسية باتت أكثر قدرة وفاعلية بهذا السلاح الخاص، وهو عبارة عن قنابل جوية قابلة للتوجيه "كيه أيه بي".

تلك القنابل قديمة غير موجهة، وتم تجهيزها بأجنحة قابلة للفتح ومجموعة أدوات توجيه دقيقة باستخدام النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمي "جب بب إس"، وفقًا لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وهذا النوع من القنابل من طراز (فاب 1500) ظهر في ستينيات القرن الماضي، أثناء حقبة الاتحاد السوفييتي السابق، لكن موسكو تمكنت من إدخال تعديلات عليها بإضافة مجموعات أجنحة لم تصمم الدفاعات الجوية لمواجهتها، ما يجعل من المستحيل تقريبًا إسقاطها بعد إطلاقها، وبالتالي باتت قريبة جدًا من تصميم القنابل الانزلاقية الأمريكية الصنع.

ويتراوح وزن القنبلة الواحدة بين 500 إلى 3 آلاف رطل (طن ونصف الطن) ما يجعل قوتها التدميرية كبيرة، إذ يمكنها تدمير مبنى متعدد الطوابق بضربة واحدة.

ويتم إسقاط هذا النوع من القنابل بواسطة طائرات مقاتلة على مسافة تصل إلى 40 كيلومترًا من هدفها، بدلًا من الطيران فوق الهدف، وتتميز بدقة محسنة وسرعة أكبر.

وتواجه الدفاعات الجوية التقليدية صعوبة في إسقاطها مقارنة بالصواريخ التقليدية والطائرات المسيرة؛ لأنها تبقى في الجو لفترة قصيرة فقط.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تمكنت القوات الروسية من تحقيق تقدم ملحوظ على طول الجبهة الأمامية في الحرب مع القوات الأوكرانية.

من بين المناطق التي شهدت تفوقًا روسيًا مؤخرًا مدينة أفدييفكا شرقي أوكرانيا، وفقًا لمعهد دراسات الحرب.

وقال المعهد، نقلًا عن مسؤولين عسكريين وجنود أوكرانيين، إن القوات الروسية أطلقت أعدادًا كبيرة من القنابل الانزلاقية على أجزاء من المدينة.

ويحذر محللون من أن روسيا تزيد من إنتاجها لهذا النوع من القنابل، وبالتالي سيزيد من قوة نيران الكرملين على طول الخطوط الأمامية، إذ تنفذ الطائرات المقاتلة الروسية بما يصل إلى 100 طلعة جوية يوميًا على مواقع أوكرانية.

وقال جاستن برونك، وهو زميل أبحاث كبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "في حين أن تصنيع القنابل الانزلاقية يمثل عنق الزجاجة، فإن الحزمة المتفجرة الأساسية هي شيء متوفر لديهم بأعداد كبيرة".

وأضاف "برونك" أن تطوير القنابل الانزلاقية أعطى الروس وسيلة لاستخدام قوتهم الجوية التكتيكية (على عكس القاذفات بعيدة المدى) بشكل أكثر فاعلية بعد دورها المحدود في المرحلة الأولى من الحرب. ولفت إلى أن منظومة الدفاع الأمريكية "باتريوت" هي وسيلة الدفاع الوحيدة التي لديها مدى لمواجهة التهديد، لكن الأوكرانيين لديهم عدد محدود.