في ظل الصراع المُحتدم بين روسيا وأوكرانيا، أطلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تصريحات صادمة تلوّح بإمكانية زيادة التورط الغربي في هذا النزاع، إذ في مقابلة تلفزيونية حديثة، أكد ماكرون بشكلٍ قاطعٍ، أنه لن يكون هناك "سلام دائم" ما لم تستعيد أوكرانيا السيطرة على جميع أراضيها السابقة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الروسية.
هذه التصريحات الجريئة، التي وصفت روسيا على نحو صريح بأنها "الخصم"، أثارت موجة من ردود الفعل الغاضبة في موسكو، واستنكارًا من حلفاء فرنسا داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن أوكرانيا يجب أن تستعيد السيطرة على جميع الأراضي التي كانت تسيطر عليها ذات يوم، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الروسية، مشيرًا إلى أنه بخلاف ذلك، لن يكون هناك "سلام دائم" ممكن.
وأدلى الرئيس بهذه التصريحات في مقابلة مع محطتي تي إف 2 وفرانس 2، واصفًا روسيا صراحة بأنها "خصم" فرنسا، في الوقت ذاته، مشددًا على أن باريس "لا تشن حربًا على روسيا" بل "تدعم" كييف في الصراع فحسب.
وأضاف: "من المؤكد أن روسيا اليوم هي الخصم".
وأشار ماكرون إلى أن بلاده تبذل قصارى جهدها حتى تتمكن من وضع روسيا تحت السيطرة "سأقول لكم بكل بساطة أنه لن يكون هناك سلام دائم إذا لم تكن هناك سيادة، وعودة إلى حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".
وقد قوبلت التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي باستقبال بارد في روسيا، حيث صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن ماكرون على ما يبدو "لن يمانع في زيادة درجة تورطه" في الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا.
وقال "بيسكوف" للصحفيين "نعم، من الواضح أن روسيا خصم لفرنسا؛ لأن فرنسا متورطة بالفعل في الحرب في أوكرانيا، إنها تشارك بشكل غير مباشر في هذه الحرب".
وقد أصدر الرئيس الفرنسي تصريحات عدوانية على نحو متزايد في الآونة الأخيرة، متمسكًا بالتصريحات التي أدلى بها في أواخر فبراير، والتي قال فيها إن النشر المحتمل لقوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا "لا يمكن استبعاده".
وأثارت هذه التصريحات موجة من الاستنكار من جانب الأعضاء في كتلة حلف الناتو.
وفي هذه المقابلة الأخيرة، رفض ماكرون الخوض في تفاصيل حول هذه المسألة، مدعيًا أنه يريد الحفاظ على "الغموض الاستراتيجي" وأن لديه "أسبابًا لعدم الدقة".
وتعكس تصريحات ماكرون الموقف الذي عبرت عنه مرارًا وتكرارًا القيادة الأوكرانية العليا، والتي أعلنت هدف الاستيلاء على جميع الأراضي التي سيطرت عليها كييف من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
انفصلت شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا في أعقاب تقلبات سياسية في كييف عام 2014، وسرعان ما عادت إلى روسيا بعد استفتاء على مستوى شبه الجزيرة. وأشارت موسكو مرارًا وتكرارًا إلى أن سيادتها على شبه جزيرة القرم وأي أراضٍ روسية أخرى ليست محلًا للتفاوض مع أي شخص.