الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شروط روسيا والدعم الأمريكي لكييف تبدد آمال السلام في أوكرانيا

  • Share :
post-title
أوكرانيا تتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة

Alqahera News - محمود غراب

لا تبدو في الأفق نهاية قريبة للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، وذلك في ظل طرح موسكو شروطا تبدو تعجيزية لإنهاء الحرب وإقرار السلام، في الوقت الذي يتواصل فيه الدعم العسكري الأمريكي لكييف.

فقد اشترطت الرئاسة الروسية" الكرملين" على أوكرانيا، التنازل عن الأراضي التي أعلنت موسكو ضمها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية.

وجاء الشرط الروسي ردًا على اقتراح طرحه فولوديمير زيلينسكي بتنظيم "قمة صيغة السلام العالمي". وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحفي اليومي، أمس الثلاثاء، إن على الجانب الأوكراني أن يدرك الحقائق التي جرت في الميدان.

وأوضح أن هذه الحقائق تظهر أن روسيا الاتحادية تملك أراضي جديدة، مشيرًا إلى استحالة أي تقدم دبلوماسي طالما أن كييف لا تأخذ هذه الحقائق في الاعتبار. وكانت روسيا قد أعلنت في نهاية سبتمبر، ضم أربع مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها بالفعل في عام 2014، دون بسط سيطرتها الكاملة عليها.

ولفت بيسكوف إلى أن سحب روسيا لقواتها من أوكرانيا قبل عيد الميلاد أمر "غير وارد"، في رده على طلب آخر قدمه زيلينسكي قبل يومين خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مجموعة السبع. وجدد الرئيس الأوكراني خطته للسلام المكونة من 10 نقاط والتي قدمها في منتصف نوفمبر، وتتناول استعادة وحدة الأراضي ومصير السجناء والأمن الغذائي.

ويرى المراقبون أن تمسك الطرفين الروسي والأوكراني بموقفيهما، يحول دون جلوسهما على طاولة المفاوضات، لأجل التوصل لتسوية للأزمة. هذا إلى جانب تواصل الدعم العسكري الغربي لكييف، الذي من شأنه إطالة أمد الحرب، كما قال الصحفي الفرنسي المختص بالشئون الدفاعية، سيدريك بيترالونجا.

وأوضح سيدريك في تقرير له نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، شهر نوفمبر المنصرم، أنه من أجل استمرار هذه الحرب الشرسة والسماح للأوكرانيين بالرد على النيران الروسية الكثيفة، فتح الغرب ترساناته على مصراعيها، وفي مقدمته الولايات المتحدة، التي تقدم ثلثي المساعدات العسكرية لكييف، حيث سلمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" رسميًا أكثر من مليون قذيفة إلى كييف منذ اندلاع القتال في 24 فبراير.

وبالنسبة للأسلحة المحمولة، المفيدة جدًا في الاشتباك قريب المدى، قدمت الولايات المتحدة في غضون تسعة أشهر، ما يقرب من 50 ألف صاروخ مضاد للدبابات من المخزونات الأمريكية، بما في ذلك أكثر من 8500 من صواريخ "جافلين"، وهو سلاح ساعد في وقف تقدم الدبابات الروسية على كييف في وقت مبكر من الحرب، كما تم تسليم حوالي 1600 صاروخ "ستينجر" مضاد للطائرات، إلى جانب ما يقرب من 3 آلاف طائرة بدون طيار من طرازي "سويتش بليد" و"فينكس جوست".

ووفق مذكرة نشرها "مارك كانسيان" الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، في سبتمبر الماضي، سلمت الولايات المتحدة إلى كييف ثلث احتياطياتها من صواريخ جافلين وستينجر وهيمارس. وتعتزم الولايات المتحدة إرسال منظومة باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا. وحسب تقرير من مركز "نيو أمريكان سيكيورتي" وهو مركز أبحاث أمني آخر مقره واشنطن، فإنه لمساعدة أوكرانيا، استنفدت الولايات المتحدة مخزونها من الأسلحة الحيوية.

وقبل أيام قليلة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن وثائق شراء الأسلحة الأمريكية، تظهر أن واشنطن تعتزم تأجيج الصراع في أوكرانيا لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل. وكانت زاخاروفا تشير إلى عقد لأنظمة صواريخ أرض-جو الوطنية المتقدمة "ناسامس" التابعة لشركة "رايثيون" والذي أعلنه البنتاجون الأسبوع الماضي. وسيشتري الجيش الأمريكي معدات بقيمة 1.2 مليار دولار لأوكرانيا، وفقا للإعلان، مع تاريخ الانتهاء المقدر في أواخر نوفمبر 2025.