لا يبدو المستقبل ورديًا كما كان يتوقع المجتمع الإسرائيلي من حكومته، فالداخل يتفكك، والعنف يسود الأرجاء، والصراع على السلطة لا ينتهي، وما زاد الطين بلَة، قدوم حكومة ستقلب الموازين رأسًا على عقب، لذا يخطط الإسرائيليون إلى الهجرة، فما الذي يجبرهم على البقاء في أرض تطردهم بكل ما أوتيت من قوة؟
نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تسفيكا كلاين، الصحفي الإسرائيلي، قوله إن "هناك مجموعات من تل أبيب تخطط للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب هيمنة الأحزاب اليمينية المتطرفة على حكومة إسرائيل المقبلة"، لافتًا إلى أن الدافع الرئيسي وراء التخطيط للهجرة، هو عدم الرضا عن الأوضاع الدينية، والقلق من فرض الشريعة اليهودية المتطرفة على سكان إسرائيل.
هجرة عكسية
ووفقًا لـ"كلاين"، هناك مجموعة تتكون من نحو ألف شخص، تسعى هذه الأيام إلى تجنيد أكثر من 10 آلاف إسرائيلي ممن يرفضون نتائج الانتخابات وعودة نتنياهو والأحزاب الدينية المتطرفة إلى السلطة، للهجرة الجماعية إلى الولايات المتحدة، ويعد هذا العدد قليلًا مقارنة بمئات الآلاف الذين رحلوا من إسرائيل على مدار السنوات الماضية، حسبما أفادت وزارة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية.
وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى أن إسرائيلي-أمريكي، يعيش حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يستعد لاستقبال الإسرائيليين المهاجرين من تل أبيب في مزرعة ضخمة يملكها، باعتبار أن إسرائيل لم تعد آمنة لليهود، ومن الضروري تركها لأنها أصبحت متطرفة جدًا، ويصعب العيش فيها.
وبحسب تقديرات وزارة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية، غادر البلاد ما يقرب من 16 ألف يهودي في عام 2020، بسبب التصعيد الجاري بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال والتي باتت تعكر صفو حياتهم، بالإضافة إلى 720 ألفًا غادروا المناطق المُحتلة بشكل نهائي في عام 2020، الأمر الذي أثار قلق قيادات إسرائيل.
مساعدة خارجية
وشهد العام الجاري ارتفاعًا ملموسًا لـ"الهجرة المعاكسة" من تل أبيب إلى واشنطن، بعد أن تعاظمت شوكة الفصائل الفلسطينية مؤخرًا وظهرت في الأفق تنظيمات جديدة مسلحة، شكلت تهديدًا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية والجيش، ولاقت استجابة واسعة من قبل الشارع الفلسطيني.
