الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 6 سنوات على رحيل أحمد راتب.. البطولة المُطلقة ليست الباب الوحيد لتصبح نجمًا

  • Share :
post-title
الفنان المصري الراحل أحمد راتب

Alqahera News - محمود ترك

باقة ورد اختار الفنان المصري الراحل أحمد راتب أن يضعها على قبر الراحلين محمود المليجي وعبد الوارث عسر، تقديرًا لقيمتهما الفنية وأدائهما الفريد، رغم أنهما لم يصعدا إلى أدوار البطولة المطلقة، إذ عبّر في لقاء تلفزيوني عن إعجابه بما قدماه في مشوارهما الفني، لكن اللافت للنظر أن "راتب" سار على نفس درب الراحلين، المليجي وعسر، واستحوذ على إعجاب النقاد والجمهور من صفوف الممثل الثاني، فلا يذكر تاريخه الفني أنه قدم عملًا من بطولته.

أحمد راتب الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2016، قدّم في مسيرته الفنية نحو 500 عمل، ما بين مسرح وسينما وتلفزيون.

تفاصيل الشخصية

يعتبر أحمد راتب من فئة النجوم الذين نجحوا في تجسيد أدوار السير الذاتية لشخصيات شهيرة، إذ كان يدرس كل تفاصيل الشخصية ليعيش واقعها ويتصرف مثلها، ولا يترك شيئًا للمصادفة مثلما فعل عند تجسيده لشخصية الموسيقار محمد القصبجي في مسلسل "أم كلثوم" بطولة الفنانة المصرية صابرين، والذي يحكي مشوار كوكب الشرق أم كلثوم ورحلتها الفنية، مُسلّطا الضوء على شركاء النجاح، ومنهم القصبجي، إذ استمع "راتب" إلى ألحانه قبل تصوير العمل، وشاهد صورًا وفيديوهات عديدة له ليدقق في تفاصيل خاصة منها نظارته وهيئته الخارجية وطريقه مشيته وانفعالاته.

عِشق أحمد راتب لشخصية القصبجي دفعه دون شعور إلى أن يتحدث يوميًا مع الفنان عادل إمام في كواليس إحدى المسرحيات التي جمعتهما سويا عن الموسيقار الراحل، مرارًا وتكرارًا عقب كل ليلة عرض، لأنه، كما يقول، عاش كل تفاصيل الشخصية وأصبح غارقًا في ألحانه، لتكون النتيجة في النهاية حصوله على جائزة مهرجان الإذاعة والتلفزيون عن هذا الدور، إضافة إلى العديد من مقالات الإشادة لنقاد عدة.

أحمد راتب وعادل إمام

نظرًا لما تمتع به أحمد راتب من موهبة تمثيلية تؤثر كثيرًا على نجاح العمل الفني، اختاره عادل إمام -المعروف عنه دقة اختياره لأبطال أعماله- ليشاركه بطولة 21 عملًا فنيًا، تستدعى ذاكرتنا منها فيلم "الإرهاب والكباب" ومشهدهما الشهير معًا الذي يحكي له فيه عن تعرضه للظلم من رجل فاسد ذي نفوذ استولى على أرضه، وهو المشهد الذي قال عنه الزعيم إن الفنان الراحل يستحق عنه جائزة أوسكار أفضل ممثل.

صداقة أحمد راتب وعادل إمام، جعلت الأول يوافق على الظهور في مشهد واحد فقط بفيلم "المنسي" قبل أن يُزيده المخرج شريف عرفة مشهدًا آخر في نهاية الفيلم لخدمة العمل الفني، والمفارقة أن جملة راتب أو "عم فرغلي" عامل التحويلة في هذا المشهد تعد إحدى الجمل البارزة التي تحتفظ بها ذاكرة الجمهور للفيلم.

رافق راتب زميله عادل إمام في العديد من الأعمال الناجحة التي تعد علامات بارزة في السينما المصرية، ومنها "الإرهابي" مجسدًا دور أمير جماعة متطرفة، و"حتى لا يطير الدخان" مجسدًا دور ابن قريته القروي الساذج، و"واحدة بواحدة"، و"بخيت وعديلة"، واجتمعا في المسرح من خلال العرض المسرحي "الزعيم"، وتقابلا في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل "أستاذ ورئيس قسم".

مساندة الشباب

راهن العديد من النجوم الشباب في بدايتهم الفنية على موهبة أحمد راتب ليشارك في أفلامهم السينمائية، ومنهم النجم أحمد حلمي الذي استعان به في أكثر من تجربة منها "صايع بحر"، "مطب صناعي"، فيما لجأ إليه أحمد آدم في فيلم "معلش احنا بنتبهدل"، وعلى الدرب نفسه سار هاني رمزي في "نمس بوند"، وأحمد عيد في "أنا مش معاهم"، ومنة شلبي وهند صبري في "بنات وسط البلد".

كوميدي وتراجيدي

نجح راتب في أن يقدم بحرفية أدوار الكوميديا وأيضا التراجيديا، وتميز فيهما معًا، مثلما فعل من قبل "المليجي" و"عسر" صاحبا الإهداء الخاص من الفنان الذي لحق بهما، مؤكدًا أن البطولة المطلقة ليست الباب الوحيد لكي تصبح نجمًا.