الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوروبا تفشل في تكوين "اتحاد الطاقة" وتتعامل بفوضوية مع أزمة الغاز الروسي

  • Share :
post-title
أوروبا تفشل في تكوين اتحاد للطاقة

Alqahera News - سيد خميس

منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في فبراير الماضي، يبذل الاتحاد الأوروبي جهودًا محمومة لتكييف أسواق الطاقة مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة، ولكن بعد ما يقرب من عشرة أشهر من الأزمة الأوكرانية، لم يقترب الاتحاد من صياغة سياسة طاقة متماسكة وفشل في تكوين اتحاد للطاقة لمواجهة الأزمة، وربما لم ينجح الاتحاد الأوروبي في إحراز أي تقدم هذا العام، سوى أنه أُجبر على مواجهة عواقب اعتماده الذاتي على الطاقة الروسية.

وبالنظر إلى استجابة الاتحاد الأوروبي الأولية للاضطرابات في سوق الطاقة مع بداية الأزمة الروسية- الأوكرانية، نجدها فوضوية، وتشبه بداية جائحة فيروس "كورونا" المستجد، إذ تُركت كل دولة عضو في الاتحاد لتدافع عن نفسها بشكل منفرد، لتأمين إمدادات بديلة، وانتهى الأمر أحيانًا بمزايدة دول أوروبية على بعضها البعض.

وترى آنا بلاسيو، وزيرة خارجية إسبانيا السابقة والمستشار العام لمجموعة البنك الدولي والمحاضرة الزائرة في جامعة جورجتاون، أنه بعد تعامل الاتحاد الأوروبي بفوضوية مع أزمة الطاقة إلا أنه سرعان ما بدأ العمل على بلورة حلول جماعية، فظهرت مجموعة كبيرة من المقترحات والخطط، مثل خارطة طريق الاتحاد لتقليل استهلاك الطاقة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتنويع إمدادات الطاقة بعيدًا عن روسيا، كما طبّق الاتحاد الأوروبي ضريبة مؤقتة على الأرباح المفاجئة لشركات الطاقة، وقدّم خطة لشراء الغاز بشكل مشترك، إلا أنها أكدت أن الاتحاد سيعود إلى التوتر والفوضوية في التعامل مع أزمة الطاقة الصيف المقبل.

"بلاسيو": أوروبا ستعود إلى التوتر والشجار لمواجهة أزمة الطاقة

وأضافت "بلاسيو" في ورقة بحثية نشرتها "بروجيكت سينديكيت"، اليوم الأربعاء، أن أوروبا ربما عملت معًا على نطاق واسع لمواجهة تحديات الطاقة، لأنه في ظل وجود شتاء شديد البرودة أو طويل الأمد، فإن لديها إمدادات غاز كافية، لكن يتعين عليها تجديد مخازنها في الشتاء التالي، على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية تحذر من نقص محتمل في الصيف المقبل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال. مؤكدة أنه مع أهداف الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة، ستعود الدول إلى حالتها الافتراضية: التوتر، والشجار، والتشويش، وأنه بينما يتوجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى "بروكسل" لحضور قمة هذا الشهر، يتعين عليهم مواجهة الإخفاقات التي أعاقت التقدم نحو اتحاد للطاقة أوروبي.

وأكدت أن أفضل مثال على نهج الاتحاد الأوروبي الفاشل في توحيد تدابير الطاقة، هو الجهد المبذول لإنشاء اتحاد طاقة أوروبي، مثل الاتحاد الأوروبي نفسه، مشيرة إلى أنه رؤية عظيمة ولدت من فكرة رائعة، لكن تبين أن تحقيقها عملية شاقة، مدفوعة إلى حد كبير بسياسات رد الفعل واختراقات اللحظة الأخيرة، بدلاً من الوضوح التكتيكي وفن الحكم الماهر.

وقالت إنه عندما يتعلق الأمر بالتجارة، يتم تحديد الخطوط العريضة لسياسة رؤية الاتحاد الأوروبي بوضوح، ولكن في مجال الطاقة- تمامًا مثل الاتحاد الاقتصادي والنقدي- يظل نهج الاتحاد، بما في ذلك إطاره التنظيمي، غير متساوٍ.

وأشارت إلى أن الجهود الأولى بذلت لفتح أسواق الكهرباء الأوروبية خلال قمة برشلونة عام 2002، إلا أنه لم تأت بشيء، ثم تطور الزخم ببطء على مدى السنوات اللاحقة، وبلغ ذروته عام 2015 عند إطلاق استراتيجية اتحاد الطاقة، مع تصور السياسيين الأوروبيين لتصميم يحاكي السوق الأوروبية الداخلية.