الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خيارات محدودة.. كيف ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية؟

  • Share :
post-title
آثار الغارة الجوية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق – وكالات

Alqahera News - أحمد صوان

شهد الصراع الإيراني- الإسرائيلي تصعيدًا كبيرًا، أمس الاثنين، بعد مقتل سبعة مسؤولين إيرانيين، من بينهم قائدان عسكريان من النخبة، في غارة جوية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، التي يُعتقد أنها من تنفيذ إسرائيل، رغم عدم إعلان تل أبيب مسؤوليتها.

ويعّد الهجوم هو الأكبر من نوعه على أهداف إيرانية، منذ أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بغداد عام 2020.

وتهاجم إسرائيل المصالح الإيرانية والمصالح المتحالفة معها في سوريا منذ سنوات كجزء من استراتيجية "الحملة بين الحروب" لردع وتدمير التهديدات الناشئة.

وزادت مثل هذه الهجمات منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها زعمت أن الهدف كان "مبنى عسكريا لفيلق القدس"، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات الخارجية.

ونقلت شبكة CNN الأمريكية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري قوله: "هذه ليست قنصلية، وليست سفارة".

ضرب المصالح الأمريكية

يلفت تحليل الخبراء الأمريكيين إلى أن الانتقام في شكل هجوم إيراني مباشر على إسرائيل هو أمر غير مرجح، لأنه سيدعو إلى هجوم متبادل على الأراضي الإيرانية.

لذلك، رسم تقرير شبكة CNN عدة خيارات أمام طهران لرد الضربة، من بينها استهداف المصالح الأمريكية، بعد أن حمّل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة المسؤولية عن الهجوم.

وقال عبد اللهيان، إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، القائم بالأعمال السويسري في طهران -الذي يمثل المصالح الأمريكية في البلاد- و"تم نقل رسالة مهمة إلى الإدارة الأمريكية باعتبارها داعمة للنظام الصهيوني. يجب أن تكون الولايات المتحدة مسؤولة".

ومع ذلك، حاولت واشنطن أن تنأى بنفسها عن الهجوم الإسرائيلي.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لشبكة CNN، اليوم، إن إدارة بايدن لم تكن متورطة وليس لديها علم مسبق بضربة أمس الاثنين، وأن الولايات المتحدة "أبلغت إيران بهذا مباشرة".

وبينما انخرطت إيران في صراع بالوكالة على مستوى منخفض مع الولايات المتحدة من خلال الميليشيات المتحالفة معها في سوريا والعراق؛ قد يشير خطاب إيران إلى أن هذه الهدنة مع الولايات المتحدة ربما تكون قد انتهت.

لكن الهجوم على الولايات المتحدة، ردًا على العملية الإسرائيلية، ربما يدفع طهران وواشنطن إلى مواجهة مباشرة لا يرغب أيًا منهما فيها.

حشد الوكلاء

تلفت CNN إلى أن وكيل إيران الأكثر قدرة على محاربة إسرائيل هو "حزب الله" في لبنان، الذي أثبت قدرته من قبل على ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.

لكن إسرائيل كانت تستعد للحرب مع حزب الله منذ أشهر، حيث قامت بإخلاء أكثر من 40 بلدة في شمالها.

ويخوض الجانبان مناوشات اقتصرت على بضعة كيلومترات على كل جانب من الحدود، على الرغم من أن إسرائيل ضربت الشهر الماضي عمقًا يصل إلى 100 كيلومتر داخل لبنان.

وبينما قال حزب الله إن ضربة يوم الاثنين ستقابل بـ"العقاب والانتقام"، فإن الخبراء شككوا في شهيته للدخول في حرب مدمرة مع إسرائيل.

وأشارت سنام وكيل، نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" في مركز أبحاث "تشاتام هاوس"، في لندن، حيث تقود العمل في مشروع "ديناميكيات إيران والخليج العربي"، إلى أنه من المرجح أن تستخدم إيران قواتها بالوكالة إلى جانب الجهود الدبلوماسية لعزل إسرائيل، لكن من غير المرجح أن تتصاعد بشكل كبير.

وقالت لشبكة CNN إنه من غير المرجح أن ينتقموا بهجمات واسعة النطاق، بل بسلسلة من الردود، عبر "تفعيل محور المقاومة".

مهاجمة المصالح الإسرائيلية

بعد الهجمات السابقة على إيران، توقعت إسرائيل في كثير من الأحيان الانتقام الإيراني على مصالحها في الدول الأجنبية، وعززت الأمن في سفاراتها.

واتهمت إسرائيل إيران في الماضي بمحاولة استهداف بعثاتها الدبلوماسية في الخارج ردًا على عمليات القتل الإسرائيلية المزعومة لعلماء ومسؤولين إيرانيين، وكذلك الهجمات على منشآتها النووية؛ بينما نفت طهران هذه الاتهامات.

وفي منشور على موقع "إكس"، اقترح جلال رشيدي كوتشي، عضو البرلمان الإيراني، أنه يجب على إيران الانتقام بضرب السفارة الإسرائيلية في أذربيجان.

لكن من غير المرجح أن تهاجم إيران البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج، لأن طهران -على الأرجح- لا تريد أن تفقد أي امتياز حصلت عليه من هذا الهجوم.

وحسب سنام وكيل، شهدت الأشهر الماضية الكثير من الانتقادات بأن إيران فقدت قدرتها على الردع"، لكنها ترى أن طهران "ستحاول إظهار أنها تحتفظ بهذه القدرة دون إثارة حرب أكبر".