يبدو أن إسرائيل، أخطأت التقدير بشأن رد فعل إيران، على استهداف مبنى دبلوماسي إيراني بالعاصمة السورية دمشق، أدى إلى مقتل 7 من قيادات الحرس الثوري، في الأول من أبريل.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن المسؤولين الإسرائيليين أخطأوا في تقدير شدة ردة فعلى إيران على هجوم الأول من أبريل، على مبنى في دمشق والتي قُتل فيها العديد من قادة الحرس الثوري الإسلامي.
إسرائيل تفشل في التقدير
وذكرت الصحفية أن الإسرائيليين أخطأوا في حساباتهم بشدة، معتقدين أن إيران لن ترد بقوة، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين الذين شاركوا في مناقشات رفيعة المستوى بعد الهجوم، وهو رأي شاركه فيه مسؤول إسرائيلي كبير".
وللمرة الأولى في تاريخها، هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر، مساء السبت الماضي، من خلال إطلاق العشرات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز وصواريخ أرض أرض، أطلقت عليها اسم "عملية الوعد الصادق"، ردًا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، الشخصية البارزة في الحرس الثوري الإيراني و6 قادة آخرين، في غارة على مبنى دبلوماسي إيراني بالعاصمة السورية دمشق.
التخطيط لهجوم إيران قبل شهرين
وأبدى المسؤولون الأمريكيون غضبهم من الجانب الإسرائيلي، لأنه تم إبلاغهم قبل دقائق قليلة فقط من ضربة دمشق، وأنه لم يتم نقل أهميتها.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون علنًا عن دعمهم لإسرائيل، لكنهم عبروا سرًا عن غضبهم جراء الهجوم ضد إيران دون استشارة واشنطن، وسرعان ما أبلغ جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، وجون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي، بريت ماكغورك، منسق بايدن للشرق الأوسط، الرئيس الأمريكي بأن الضربة قد تكون لها عواقب وخيمة.
وقال اثنان من المسؤولين الإسرائيليين إن خطط الضربة بدأت قبل شهرين من تنفيذها، بحسب صحيفة التايمز، وأن الخطة تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء الحربي في 22 مارس.
10 صواريخ فقط
وتقول الصحيفة إنها اطلعت على سجلات الدفاع الداخلية التي حددت الردود المحتملة من قبل طهران، ولم يتنبأ أي منها بهجوم على النطاق الذي شوهد خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة بدون طيار على إسرائيل.
ووفقًا للتقرير، توقعت المخابرات الإسرائيلية في البداية أن تطلق إيران ما لا يزيد على 10 صواريخ أرض-أرض على إسرائيل، وفي الأسبوع الماضي، رفعوا التقدير إلى 60 أو 70 صاروخ أرض-أرض، كما يقول التقرير، مشيرًا إلى أنه تبين أيضًا أن هذا كان سوء تقدير.
تأجيل الرد الإسرائيلي
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، جمّد الخطط المعدة مُسبقًا للرد على الهجمات الإيرانية في نهاية الأسبوع، بعد التحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي بالفعل على سلسلة من الردود المحتملة اعتمادًا على نطاق الهجوم الإيراني، التي كان من المقرر تنفيذها مباشرة بعد الهجوم الإيراني.
وقال مصدر رفيع، لإذاعة إسرائيلية: "لن يكون الرد كما جرى التخطيط له بعد الآن، فقد تغلبت الحساسيات الدبلوماسية"، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك رد، لكنه سيكون مختلفًا عما كان مخططًا له.