الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الساحرة المستديرة والسياسة المستحيلة.. ميكافيلية كرة القدم

  • Share :
post-title
كرة القدم والسياسة

Alqahera News - محمد حسين

ميكافيلى وكرة القدم

هناك 270 مليون شخص يلعبون كرة القدم على مستوى العالم، وشاهد مباراة نهائي فرنسا وكرواتيا عام 2018 الذي نظمته روسيا مليار و200 مليون شخص بحسب رواية الكاتب عادل حمودة خلال مناقشته ارتباط كرة القدم بالسياسة في برنامج "واجه الحقيقة" على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية".

 لكرة القدم تأثير هائل على السياسة، حيث أصبح بعض نجومها قادة سياسيين بل ومنهم من أصبح رئيس جمهورية.

في عام 2006 اعتبر كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة وقتذاك، أن كرة القدم أكثر عالمية وشهرة من المنظمة التي يديرها، حيث تضم الأمم المتحدة 191 عضوًا بينما عدد أعضاء الاتحاد الدولى لكرة القدم 211 عضوًا، بل إن الفيفا أقدم من منظمة الأمم المتحدة، حيث تأسست عام 1904 بينما تأسست الأمم المتحدة عام 1945.

وكان أول من ربط الكرة بالسياسة هو الفيلسوف الإيطالي ميكافيلي، الذي نشر كتاب "الأمير" عام 1513 عن كيفية الوصول إلى الحكم، قائلا في طياته "ليس أمام الأمير من طريق إلى الحكم سوى القوة، ولا مفر أمامه سوى أن يكون مرنًا بما فيه الكفاية، وبالتالي لن يفوّت الحكام استغلال استاد ممتلئ بالجماهير تتحكم فيه العاطفة إلى حد التعصب لفريقها الكروي"، وكانت تلك الكلمات بداية الحديث عن الكرة والسياسة، وبعدها نُشرت مئات المقالات والكتب والأبحاث الأكاديمية عن العلاقة بينهما.

السياسة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرياضة

استخدمت كرة القدم في الدعاية السياسية وتغذية الكبرياء الوطني، والتهدئة الاجتماعية وتفريغ طاقة الجماهير بعيدًا عن الغضب والشغب والتعبير السياسي، حيث تهفت التجمعات الجماهيرية بشعارات تؤمن بها ومطالب تسعى إليها، وأيضًا دعم السياسة الخارجية بين دول متحالفة أو إفسادها بين دول متخاصمة.

وكانت كرة القدم سببًا في فرض السياسة نفسها على كأس العالم عام 2022، حينما تم إبعاد روسيا عن المشاركة في مباريات التصفيات النهائية أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

وعلى مدار التاريخ كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم أكثر من مجرد بطولة.

يرجع تاريخ كرة القدم لأكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، حيث بدأت اللعبة في الصين وانتشرت في اليونان واليابان قبل 600 عام قبل الميلاد، وعرفها المصريون القدماء قبل 300 عام قبل الميلاد.

وفي عام 1314 انتقلت اللعبة من إيطاليا إلى إنجلترا لتبدأ تاريخًا لا يعرفه الكثيرون، حيث كانت تلعب بين قرى بأكملها وكانت غالبًا ما تنتهي المباراة بسقوط عشرات الضحايا، ما دعا الملك إدوارد الثانى لمنع لعب كرة القدم عام 1349.

عام 1592 تناول شكسبير في مسرحية "كوميديا الأخطاء" شكوى إحدى شخصيات المسرحية التي قالت إنني اتدحرج بين الناس وكأنني كرة.

عادل حمودة على شاشة القاهرة الإخبارية

الطبقة العاملة وتفجير شعبية كرة القدم

بدأ إنشاء أكبر النوادي في أوروبا على أيدي عمال المطاحن والمخابز، واستضافت أوروجواي أول مونديال على أرضها عام 1930، وفازت بالبطولة، وكان المونديال الثانى في إيطاليا عام 1934 واستغلت النظم الديكتاتورية وقتها الفرق الرياضية القوية لإثبات قوة الدولة والدعاية السياسية لها، وظهر ذلك في ألمانيا النازية تحت حكم هتلر وإيطاليا الفاشية تحت حكم موسوليني والاتحاد السوفيتى تحت حكم ستالين.

واستغلت الدعاية الفاشية فوز إيطاليا بكأس العالم في تنمية التعصب الوطني لينسى الناس مناخ القمع والقهر المخيم على الحياة العامة.

أشهر المباريات السياسية في تاريخ العالم

كانت مباراة فرنسا وإيطاليا في مونديال العالم عام 1938 من أشهر المباريات على مر التاريخ، حين قرر الإيطاليون ارتداء اللون الأسود بديلًا للأبيض، وحينها بعث موسوليني رسالة شهيرة للاعبي المنتخب الإيطالي مفادها "اربحوا أو موتوا".

بينما عرفت مباراة إيطاليا وشيلى في مونديال عام 1962 بمعركة "سنتياجو"، وأدى حجم العنف في المباراة إلى تهديد العلاقات بين البلدين.