الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة بوتين لبيلاروسيا.. هل تكون "مينسك" قاعدة هجوم روسيا على كييف؟

  • Share :
post-title
ألكسندر لوكاشينكو في استقبال فلاديمير بوتين بمطار مينسك

Alqahera News - سامح جريس

أثارت الزيارة الأخيرة للرئيس فلاديمير بوتين، إلى مينسك والتي التقى خلالها نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، مخاوف كثيرة من أن هجومًا بريًا روسيًا جديدًا قد يستهدف كييف مرة أخرى، من خلال الحدود البيلاروسية.

كان الرئيسان الروسي والبيلاروسي التقيا ست مرات على الأقل منذ بدء الحرب، جرت معظمها في روسيا، إلا أن هذه أول زيارة لبوتين إلى بيلاروسيا منذ عام 2019، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية، وكان لوكاشينكو ينتظر نظيره على مدرج المطار ليحييه عناقًا.

بيلاروسيا نقطة انطلاق

أشار تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيسين ناقشا تشكيل "فضاء دفاعي موحد"، دون وصف ما سيترتب على ذلك، واتفقا على مواصلة التدريبات العسكرية المشتركة، خلال اجتماع ثنائي في قصر مينسك، فضلا عن تأكيد الحاجة لمقاومة الضغوط الاقتصادية الغربية.  

جاءت زيارة الرئيس الروسي في الوقت الذي واصلت فيه روسيا حملة القصف الليلي ضد محطات توليد الكهرباء في أوكرانيا والبنية التحتية الحيوية الأخرى، ما أدى إلى تعميق البؤس في البلاد.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه يبدو أن الرحلة ستؤدي بصورة كبيرة إلى تصعيد المخاوف في كييف بشأن احتمال شن هجوم بري جديد يمكن أن يستخدم بيلاروسيا كنقطة انطلاق.

محاولة دخول كييف

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن أوكرانيا حذرت مرارًا وتكرارًا في الأيام الأخيرة من أن القوات الروسية قد تستعد لهجوم جديد من بيلاروسيا بهدف محاولة الاستيلاء مرة أخرى على كييف، على بُعد نحو 88 كيلومترًا فقط من الحدود البيلاروسية، أو تعطيل تدفق الأسلحة الغربية والمساعدات إلى أوكرانيا من بولندا.

كما أوضح التقرير الصادر عن الصحيفة الأمريكية أن الرئيسين توصلا لاتفاق بشأن سعر شحنات الغاز الروسي المدعوم إلى بيلاروسيا.

حيلة متقنة

وأشار التقرير إلى أنه بناء على بعض آراء بعض المحللين العسكريين فإن موجة النشاط العسكري في بيلاروسيا، بما في ذلك وصول الآلاف من القوات الروسية ظاهريًا للتدريب، يمكن أن تكون جزءًا من حيلة متقنة تهدف لإجبار أوكرانيا على تحويل القوات إلى الشمال من الجبهات النشطة في الشرق وجنوب البلاد.

وأضاف كونراد موزيكا، محلل دفاعي مستقل، أن المعلومات الاستخباراتية مفتوحة المصدر تشير إلى أن روسيا لديها 10 آلاف إلى 15 ألف جندي يشاركون في أنشطة تدريبية في بيلاروسيا، على الرغم من أن هذا يمثل جزءًا صغيرًا من العدد الذي كان لديهم عندما بدأوا العملية العسكرية الخاصة.

تعزيز عملية الخداع المعلوماتي الروسية 

في السياق ذاته قال معهد دراسة الحرب، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن، في تقرير نُشر الجمعة الماضي، إن توغل روسي جديد في أوكرانيا غير مرجح لأنه 'لا توجد حتى الآن مؤشرات على أن القوات الروسية تشكل قوة ضاربة في بيلاروسيا'.

ومع ذلك، فإن اجتماع بوتين مع لوكاشينكو، وفقًا للمعهد "سيعزز عملية الخداع المعلوماتي الروسية المصممة لإقناع الأوكرانيين والغربيين بأن روسيا قد تهاجم أوكرانيا من بيلاروسيا".

افتراءات غبية

ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التكهن بأن بيلاروسيا يمكن أن تشارك بشكل مباشر في العملية العسكرية، وقال للصحفيين اليوم، الاثنين، إن مثل هذا الحديث استند إلى "افتراءات غبية تمامًا لا أساس لها".

تعزيز العلاقات العسكرية

جدير بالذكر أن وزيري دفاع روسيا وبيلاروسيا وقعا اتفاقية غير محددة هذا الشهر لتعزيز العلاقات العسكرية، وقالت بيلاروسيا الأسبوع الماضي إنها تتحقق من الاستعداد القتالي لقواتها، إلا أن آخر مرة فعلت قامت فيها بهذا الاستعداد كان قبل أيام فقط من غزو روسيا لأوكرانيا من أراضيها.

وقال الرئيس البيلاروسي إن موسكو تساعد أيضًا مينسك في تدريب طياريها العسكريين على قيادة طائرات ذات حمولات خاصة، دون الخوض في التفاصيل، ولم يذكر إمكانية إرسال قوات بيلاروسية إلى أوكرانيا.