الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هل يحدث "الباتريوت" الأمريكي تغييرًا سريعًا لمسار الحرب في أوكرانيا؟

  • Share :
post-title
نظام باتريوت الأمريكي

Alqahera News - محمود غراب

من غير المتوقع أن يحدث نظام الدفاع الأمريكي "باتريوت"، الذي أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، عزمها تزويد أوكرانيا به، ضمن مساعدات عسكرية بقيمة 1.85 مليار دولار، تغييرًا سريعًا فى مسار الحرب هناك.

وأكد البيت الأبيض أن أوكرانيا ستحصل على منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية، حتى تتمكن من التصدى للهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة. وقال، في بيان صدر قبل يومين، إن صواريخ باتريوت الجديدة سوف تكون من المقومات المهمة الضرورية للدفاع عن الشعب الأوكرانى ضد الهجمات الروسية على البُنى التحتية الحيوية في أوكرانيا.

ومنذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير العام الجاري، تلقت أوكرانيا منظومات دفاع جوي غربية مختلفة، من أهمها صواريخ "ستينجر" المحمولة على الكتف، ومنظومات دفاعية أكثر تقدمًا موجهة بالرادار، وأخرى تعمل بالتتبع الحرارى. وتوفر الصواريخ التى استلمتها كييف مستوى متقدمًا من الحماية ضد تهديدات مختلفة.

وتعد منظومة "باتريوت" الدفاعية خطوة جديدة في نفس الاتجاه، من شأنها تعزيز قدرة كييف فى مواجهة الآلة العسكرية الروسية المتفوقة.

وتجدر الإشارة إلى أن "باتريوت" هو نظام دفاع صاروخي "أرض- جو"، طورته شركة "رايثيون تكنولوجيز"، ويعد واحدًا من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في ترسانة الولايات المتحدة.

و"الباتريوت" نظام دفاعى متنقل يشتمل عادة على رادار قوي ومحطة تحكم ومولد طاقة ومحطات إطلاق ومركبات دعم أخرى، ولهذا النظام قدرات مختلفة حسب نوع الصاروخ المستخدم، فالصاروخ "باك-2" يستخدم رأسًا حربية متفجرة، والصاروخ "باك-3 " الأحدث يستخدم تقنية الإصابة بغرض القتل الأكثر تقدمًا.

وقالت منظمة حلف شمال الأطلسي في عام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل أكثر من 150 كيلومترًا.

تبلغ تكلفة مجموعة باتريوت حديثة الإنتاج أكثر من مليار دولار، منها 400 مليون دولار للنظام و690 مليون دولار للصواريخ في البطارية، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيما يبلغ ثمن كل صاروخ من صواريخ "باتريوت" ثلاثة ملايين دولار.

وحتى الآن، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا زوجين من أنظمة صواريخ "أرض-جو" الوطنية المتقدمة (ناسامس)، لكن كييف أعلنت أنها بحاجة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي للحماية من وابل الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة من القوات الروسية.

ونظام باتريوت مصمم لاعتراض التهديدات مثل الطائرات والصواريخ الباليستية، لكن يمكنه أيضًا إسقاط طائرات انتحارية "مسيرة" دأبت روسيا على إطلاقها لضرب البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا.

ومع ذلك، من غير المرجح أن يحدث "باتريوت" تغييرًا سريعًا في مسار الصراع المستمر في أوكرانيا منذ ما يقرب من 10 أشهر، وذلك لعدة أسباب، أولها لأنه نظام دفاعي.

كما أن أوكرانيا لن تتمكن من نشر صواريخ باتريوت في ساحة المعركة قبل بضعة أشهر. وقد ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلًا عن مسئولين أمريكيين إن نظام "باتريوت" سيصل أولًا إلى ألمانيا، حيث ستتدرب قوات أوكرانية هناك على كيفية استخدامه، وقد يستغرق التدريب شهورًا لأن كل نظام يتطلب عشرات الجنود لتشغيله.

وسيتعين على أوكرانيا بعد ذلك أن تقرر كيف وأين تنشر النظام دون أن تدمره القوات الروسية، وقالت روسيا إن نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت" سيكون هدفًا مشروعًا للضربات الروسية.

وقلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كفاءة منظومة "باتريوت" الدفاعية التي سلمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنها أقل فاعلية من منظومة "إس 300" التي تمتلكها بلاده.

فيما أكدت الرئاسة الروسية "الكرملين" أن تزويد الولايات المتحدة، أوكرانيا بأنظمة صواريخ باتريوت، لن يسهم في تسوية الصراع بين موسكو وكييف، كما أنه لن يحول بين تحقيق روسيا أهدافها.