تواجه بريطانيا عددًا من الإضرابات، وسط تبديل عدد من رؤساء الوزراء مؤخرًا، والمعاناة من أزمة اقتصادية طاحنة.
بريطانيا لم تعد دولة عظمى
قال حميد الكفائي، الكاتب والباحث السياسي، لـ"القاهرة الإخبارية"، إن بريطانيا كانت دولة عظمى حتى عهد قريب، وهي دولة مؤثرة في الأحداث العالمية، وهذا ما يظهر جليًا في اهتمام العالم بشأنها الداخلي.
أضاف أن بريطانيا لم تعد قادرةً اقتصاديًا على تقديم دور الدولة العظمى، ما أجبرها على تقليص دورها الدولي على كل المناحي.
بشأن أزمة القطاع الطبي البريطاني، أكد "الكفائي" أن الحكومة البريطانية تدرك جيدًا حجم الأزمة ولديها الحلول، ولكن هناك أولويات لدى حكومة "سوناك"، يأتي على رأسها خفض معدل التضخم الذي لا يستطيع إنجازه، حال رفع أجور العاملين بالقطاع الطبي كما يطالبون.
أشار إلى أن الشارع البريطاني يؤيد العمال المضربين في كل القطاعات، ولكن الحكومة البريطانية لا تكترث للرأي العام حاليًا، إذ تأمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية للدولة، وتحسين أوضاع القطاعات التي لديها أزمات، في ظل اقتراب موعد الانتخابات المقبلة التي ستفرز حكومة جديدة، من المرجح أن يقودها حزب العمال، خاصة بعد أن أصبح موحدًا ولديه إنجازات ملموسة مؤخرًا.
يرى أن هناك حلولًا لدى الحكومة البريطانية عن طريق فرض ضرائب على الشركات الكبيرة في المملكة، ولكن حكومة المحافظين ترعى مالكي هذه الشركات والأثرياء أصحاب "الياقات البيضاء"، على حد تعبيره.
تابع أنه لا يوجد أي تشابه بين حكومة "سوناك" وحكومة "مارجريت تاتشر" التي كانت تقود حزبًا موحدًا، وفترة حكمها شهدت إصلاحات كبيرة أيّدها الشارع البريطاني، أما ريشي سوناك، فلديه عدد من المشكلات داخل الحزب على مستوى الحالة السياسية والاقتصادية للبلاد.
القطاع الطبي لم يعد فخر بريطانيا
فيما قال محمد منير، الكاتب الصحفي، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الحكومة البريطانية لديها عجز اقتصادي في ظل حُكم حزب المحافظين، بالإضافة إلى الأزمات العالمية، كأزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية.
أضاف أن القطاع الطبي والتمريض في بريطانيا به أزمة كبيرة، وليست وليدة اللحظة، فهو يعاني ضعف الأجور مقارنةً بالقطاعات الأخرى.
ذكر "منير" أن القطاع الطبي الذي هو فخر بريطانيا، لم يتخيل أحد على مستوى العالم أن يصل إلى هذا السوء.
أشار إلى أن رفض "سوناك" الدخول في حوار بين الحكومة والمضربين عن العمل في بعض القطاعات، يرجع إلى عدم وجود خريطة طريق أو حلول فورية في ظل أزمة القطاع الطبي البريطاني. ويرى "منير" أن أزمة القطاع الطبي لها التأثير الأكبر في بريطانيا، بخلاف أزمات باقي القطاعات.