الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عبد الإله السناني: "العاصوف" مرحلة نضج فني يعيش بذاكرة الدراما السعودية (حوار)

  • Share :
post-title
الفنان السعودي عبد الإله السناني

Alqahera News - إيمان بسطاوي

غبت عن الكوميديا 4 سنوات.. وسعيد بعودة الجزء الـ 19 لـ"طاش ما طاش"
لم أتخيل أنني سأصبح ممثلًا يومًا ما وكنت أعتقد أنها فترة وتنتهي
التدريس مهنة مقدسة والفن أفادني بها
تربطني بـ"ناصر القصبي" علاقة صداقة ممتدة منذ الصف الثاني الثانوي
أصور مسلسل كويتي كوميدي لايت بعنوان "معرس بالفلس"
مهرجان الرياض المسرحي سينتج 30 عرضًا مسرحيًا للمرة الأولى عربيًا

قادت المصادفة الفنان السعودي عبد الإله السناني ليصبح ممثلًا عاشقًا لمهنته، وفي الوقت نفسه لم يتخل عن عمله الأكاديمي ويعتبره مقدسًا، إذ يعمل عضو هيئة تدريس بـجامعة الملك سعود في تخصص الميكروبيولوجي، كما أنه عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون بالمملكة العربية السعودية.

التقى موقع "القاهرة الإخبارية" بـ"السناني" أثناء وجوده في زيارة قصيرة للقاهرة لتصوير مسلسل كويتي جديد كشف لنا عن تفاصيله، كما تحدث عن التحضير للدورة الأولى من مهرجان الرياض للمسرح الذي يتولى رئاسته وينطلق مايو المقبل، وتطرق إلى عودة مسلسل "طاش ما طاش" في جزئه الـ19 منه بعد غياب 11 عامًا، كما تحدث عن مسلسل "العاصوف" الذي اعتبره مرحلة نضج في مشواره الفني، وتفاصيل كثيرة في هذا الحوار:

بزغ نجمك في عالم الفن وفي الوقت نفسه تحافظ على عملك كأستاذ جامعي.. كيف جاء ذلك؟

أعشق الفن منذ الصغر، وأساتذتي كانوا مهتمين بالحركة الفنية، ووجدت مناخًا صحيًا لتطوير هوايتي، ساعد على ذلك أنني لم أكن بمفردي بل رافقني أغلب أبناء جيلي الذين عاشوا الفترة نفسها في جامعة الملك سعود وأصبحوا شعراء وفنانين، وأريد التأكيد أن لدي اهتمامات كثيرة بعيدًا عن مجال تخصصي الأكاديمي، إذ كنت أذهب لدراسة الأدب واللغات والتاريخ لأنني أحبها.

لكن ‏لماذا لم تسلك طريق الفن والمسرح بشكل مباشر؟

كنت أبحث عن الوظيفة والاستقرار والمركز الاجتماعي، ولم يأت بمخيلتي يومًا أو يخطر ببالي أنني سأصبح ممثلًا، وكنت أعتقد أن فترة المسرح الجامعي ستنتهي بعد التخرج، لكن أصبحت أنا وجيلي مطلوبين بأعمال فنية كثيرة وجدت قبولًا لدى الناس، ما ساعدني على المضي قدمًا في درب الفن.

ورغم أنني حضّرت الماجستير في تخصص الميكروبيولوجي، لكنني بعد ذلك بدأت أهتم بالعمل الفني وكونت مجموعة من نفس خريجي الجامعة، وقدمنا برامج وفقرات فنية في التلفزيون، وذاع صيتنا بأننا فنانو مسرح الجامعة وكنا مختلفين عن الجيل الذي سبقنا، ثم شاركنا في مسلسلات، وحققننا شهرة على نطاق أوسع مع توالي الأعمال.

‏وأحب مهنة التدريس ومؤمن بدورها المهم ولم أفكر في تركها، وكنت أرتب إجازتي الصيفية لتصوير الأعمال الفنية، فالتدريس للطلبة شعور جميل، ورغم أنني كوميديان لكنني أكون جادًا مع الطلاب.

وأؤكد أن التمثيل ساعدني في توصيل المعلومة للطلاب وتبسيطها، ويظل التدريس أعظم مهنة في التاريخ وأعتبرها جزءًا من حياتي، وأتمنى أن أكون قدمت جزءًا بسيطًا من حياتي في مهنة مقدسة.

الفنان عبد الإله السناني
ماذا عن تأسيسك اتحاد المسرحيين العرب؟

كنت أحد مؤسسي اتحاد المسرحيين العرب برئاسة المصري سعد الدين وهبة، ومعنا مجموعة كبيرة من الفنانين من مصر والعراق، وقدمنا أول تجربة مسرحية بعنوان" واقدساه" على المسرح القومي مع الفنان المصري محمود ياسين، وعرضت في 7 مهرجانات، وتعد بداية للعمل المسرحي الجاد الذي يأتي بعد أن أصبح الشخص واعيًا ومثقفًا بشكل كبير.

لنتطرق إلى أعمالك الفنية بعودة‏ مسلسل "طاش ما طاش" بجزء جديد.. ما سبب الغياب لمدة 11 عامًا؟

لوجود اختلاف في وجهات النظر بين الزملاء، وأنا لم أتدخل في تفاصيل الاختلاف بينهم، وأرى عودة المسلسل شيء مهم في العام الجديد، خصوصًا أن السلسلة ترتبط بذكريات كثيرة مع المشاهد، ولا بد أن يحمل الجزء الـ19 رؤية جديدة لأن المسألة تتعلق بالإبداع.٠

‏ هل ستشارك في الجزء الجديد؟

‏ لا أعرف ولكن أعتقد سأكون مشاركًا فيه لأنه غالبًا يعتمد على الأبطال والفريق الرئيسي بالعمل.

الفنان ناصر القصبي
وماذا عن كواليس علاقتك بالفنان ناصر القصبي؟

صديق عزيز احتفظ بوفائه لأنه شخص مميز، وعلاقتي به ممتدة منذ كنت في الصف الثاني الثانوي، وكنا وقتها لا علاقة لنا بالمسرح، وتوطدت علاقتي به في منتخب الجامعة، وبدأنا المسيرة الفنية.

‏ حدثنا عن المسلسل الكويتي الذي تصور مشاهده حاليًا في القاهرة؟

أصور مسلسل كويتي كوميدي خفيف بعنوان "معرس بالفلس" أي يعني أن العريس مفلس ماديًا، وفكرته عالية ومختلفة وأحرص على تقديم الكوميديا المعتمدة على الموقف وليس اللفظ.

ونصور عددًا من المشاهد في مصر وأخرى في الكويت، وكان من المفترض أن يعرض في رمضان الماضي، لكن تأجل لما بعد رمضان بسبب انشغال أغلب الفنانين بارتباطات مسبقة.

ولدي في خططي الفنية عمل مسرحي جديد، لكن لا أود أن أتحدث عنه حاليًا، وكان آخر أعمالي مسلسل "الزاهرية" في موسم رمضان الماضي ومسلسل "العاصوف".

والحقيقة أنني لا أحب أن أصور عملين في وقت واحد، مفضلًا التركيز في عمل واحد، إذ لم تكن كثرة الأعمال هدفي منذ دخولي مجال الفن، وأهتم أكثر بدقة العمل الذي اختاره، لأنني أراهن على أن أبقى في ذاكرة المشاهدة، وليس مجرد مرور عابر لحظي.

الفنان عبد الإله السناني بمسلسل "العاصوف"
تخرج أحيانا من الأدوار الكوميدية لفسحة بعض الوقت في شخصيات جادة.. حدثنا عن سبب ذلك؟

‏ غبت عن الكوميديا لمدة 4 سنوات بسبب مسلسل "العاصوف" الذي قدمت فيه دورًا مختلفًا تمامًا عن الكوميديا، التي قدمتها لمدة 10 سنوات، وفجأة انتقلت إلى الدراما القاسية جدًا.

‏ كيف ترى انتقالك من الكوميدي للأدوار الجادة؟

إقناع المشاهد بأن الممثل كوميدي يقدم أدوارًا جادة أمر صعب وقاسٍ للغاية، وقمة الإبداع أن تمتلك أدوات مهمة تستطيع من خلالها أن تميز بين الكوميديا والدراما، وللجمهور الحكم في النهاية.

‏وصفت "العاصوف" بأنه نضج فني بمشوارك فما السبب؟

يمثل لي مرحلة نضج فني بمسيرتي الفنية لأنه على مدار 4 أجزاء يتحدث عن بيئتي الحقيقية التي عشت فيها، ويقدم دراما حقيقية احترافية، ولا أعتبره نضجًا فنيًا لي فقط ولكن لأغلب صنّاعه، لأنه سيخلد في الذاكرة، وأرى أن ذاكرة الدراما السعودية بدأت في "العاصوف"، خصوصًا أن أحد أكبر المآخذ التي يُنتقد عليها جيلي بأنه يقدم أعمالًا كوميدية فقط، ولكن بهذا المسلسل تعمقنا أكثر في التطور الدرامي للشخصيات وتفاعلها مع المناخ الموجود.

هناك تطور واضح في الفن بالسعودية.. حدثنا عن رؤيتك لهذا الأمر خصوصًا أنك عضو هيئة المسرح والفنون الأدائية؟

نشهد طفرة في كل المستويات وأصبح لدينا هيئات كثيرة للسينما والطهي والمسرح والفنون الأدائية والتشكيليين، والحرف، وكلها تساعد في العمل المؤسسي وأخذنا خطوات مهمة للغاية، جاءت متسقة مع رؤية 2030، وأصبح المسرح جزءًا من الحياة.

كما أن الشراكات الموجودة مع التعليم والمؤسسات التي تعتني بالعمل الفني من جميع الوجوه مثل وزارة التعليم العالي والجامعات والمدارس أصبحت واقعًا نعيشه بعد أن كان حلمًا نتمناه، ولدينا جامعات وأكاديميات متخصصة تعتني بالعمل الفني، الأمر الذي كنا نحتاجه، وكل هذا التطور سيصب في تطوير العمل الفني السعودي بشكل مميز.

الفنان عبد الإله السناني
وماذا عن المهرجانات المسرحية في السعودية؟

هناك عدة مهرجانات تختص بالفنون الأدائية، إذ لدينا 6 مهرجانات في مناطق مختلفة وأغلبها دولية منها ما يختص بالفلكلور الغنائي وآخر عن القمم يقام سنويًا يختص بكل ما يتعلق بالفلكلور والرقصات والفنون الأدائية في المناطق المرتفعة بالمملكة، والدورة الثانية منه تنطلق في شهر يناير المقبل، إضافة لمهرجان آخر عن دول العالم التي دخلت فيها اللغة السواحلية والذي يقام في أبريل المقبل.

حدثنا عن رئاستك لمهرجان الرياض المسرحي المقرر إطلاق دورته الأولى العام المقبل؟

المهرجان ذو أهمية كبرى، بمشاركة نحو 30 عرضًا محليًا مع عروض عالمية من دول عربية وأجنبية، ويشهد إقامة ندوات وورش لتطوير العمل المسرحي، وسيقدم منصة تعتني بالمسرح العربي والدولي وسيساعد في أرشفة العمل المسرحي والدولي وسيعقد في شهر مايو المقبل.

ويعد المهرجان الوحيد في العالم العربي الذي ينتج 30 مسرحية من التي ستدخل في المسابقة، وهذا يعكس مدى دعم الدولة للفرق المسرحية وتطويرها ووضع ميزانية كبيرة له.

كما سنطلق مهرجانًا سنقدم فيه المسرح المصري والعراقي والتونسي والأوروبي وكل المدارس المختلفة في المسرح، وسيكون شبيهًا بالمهرجانات الكبيرة مثل البحر الأحمر السينمائي بجدة.