الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حقوقيون أفغان: نعيش وأدًا جديدًا للفتيات.. وأيام حالكة في انتظار النساء

  • Share :
post-title
نساء أفغانيات

Alqahera News - آلاء عوض

على مرأى ومسمع من سكان العاصمة كابول، تواجه النساء وأدًا من نوع آخر، إذ تصر حركة "طالبان" المسلحة التي تحكم البلاد، على سلب المرأة الأفغانية كامل حقوقها، تحت مبررات دينية لممارسة كل أنواع الاضطهاد والتطرف.

ضربت "طالبان" بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، حتى القيم الدينية التي تدّعي التمسك بها لم تشفع للمرأة عندها، وأصرت على اعتبار وجهها مصدرًا للفساد، وحرمت عليها التفاعل مع المجتمع حولها، بما في ذلك التعليم والعمل، وإلا واجهن عقوبة "الجلد" بالسياط علنًا.

نساء "طالبان" في انتظار معجرة

وفيما يتعلق بقرار الحركة المتشددة بحرمان الفتيات والنساء من حقهن الأساسي في التعليم، قالت فاطمة حكمت، الباحثة الأفغانية في مجال حقوق المرأة: إن قرارات طالبان وأد للبنات بشكل آخر، ولا مستقبل لنساء أفغانستان في ظل حُكمها"، مشيرة إلى أن النساء مُنعن بشكل عام من الخروج من المنازل والاشتراك في الحياة العامة، ما يضاعف خطورة الوضع الثقافي "المهترئ" في البلاد.

وأضافت "حكمت"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الهدف الحقيقي وراء هذا القرار هو أيدلوجية "طالبان" التي لا تخفى عن العالم منذ سنوات طويلة، وهذه القرارات كانت متوقعة بعد عودتهم للحكم مجددًا، وكانت الحركة تفرض قيودًا أشد صرامة يومًا بعد يوم تجاه النساء، وراء ستار "الشريعة الإسلامية" التي لا تمت أفعالهم لها بصلة.

وأعلنت وزارة التعليم العالي أن المنهج الدراسي، وعدم اتباع الحجاب الشرعي والشكاوى المتعلقة بالحياء، هم السبب في منع الفتيات من التعليم وحظر عمل النساء في المؤسسات غير الحكومية، ومن تخالف الأوامر تواجه أبشع أنواع العنف، أهونها "الاغتصاب" والجلد بالسوط علنًا". 

سيدة أفغانية وعناصر من حركة "طالبان"
أيام صعبة وقرارات أكثر صرامة

يرى حسين إحساني، الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان، أن ممارسات طالبان غير الإنسانية تجاه النساء على مدى سنوات طويلة، هي جزء أصيل ومتأصل في طبيعة الجماعة "المتطرفة" التي تتبع الأيدلوجية "الجهادية"، لكن الدافع الأساسي وراء التحركات الأخيرة ما هو إلا وسيلة للضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بشرعية "طالبان"، في ظل تراجع الثقة بين "طالبان" والولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحابها من أفغانستان.

وفي السياق ذاته، قال "إحساني" خلال تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، إن "طالبان" ستعيد أفغانستان إلى تسعينيات القرن الماضي، ونساء أفغانستان تنتظرهن قرارات أكثر صرامة، مشيرًا إلى أن هذا القرار ـ رقم 14ـ التي تصدره "طالبان" بحق النساء الأفغانيات لن يكون الأخير.

حكومة "طالبان"

يذكر أن حركة "طالبان" استحوذت على السلطة في أفغانستان، 15 غسطس 2021، بعد انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، ووقعت إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، 29 فبراير 2020، في الدوحة، اتفاقًا تاريخيًا مع طالبان نص على انسحاب كل القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية، ذلك الانسحاب الذي أحاطت به فوضى سياسية وميدانية مؤلمة.