لم تمر ساعات قليلة على إتمام الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صفقة الأستحواذ على موقع تويتر، إلا و بدأ في إحداث هزات عنيفة بقرارات إقصائية بحق 4 من كبار المسؤولين، والمديرين، لموقع التواصل الاجتماعي العالمي.
بداية التأزم
مرت الصفقة بمجموعة من منحنيات الصعود والهبوط والمنعطفات المختلفة، حيث تقدم إيلون ماسك في إبريل الماضي بعرض "دون طلب" من الشركة لشراء "تويتر"، ووقع حينها اتفاقًا مبدئيًا قبل أن يخرج ليعلن اعتزامه العدول عن القرار، ما دفع "تويتر" لرفع دعوى قضائية ضده، وفي مايو الماضي أطلق "ماسك" تصريحات عبّر فيها عن شديد انزعاجه من حظر حساب الرئيس الأمريكي "الجمهوري" السابق دونالد ترامب، واصفا القرار بـ"الأحمق"، وأنه سيلغيه إذا اشترى المنصة.
ومع دخول المسار الخاص بمقاضاة ماسك بسبب عدوله عن صفقة الشراء إلى مراحله النهائية، تراجع خطوات للوراء وأعاد إحياء خطة الاستحواذ، بشرط تأجيل الإجراءات قانونية ضده.
نشب بعدها في يوليو الماضي، سجالٌ آخر بين "ماسك" وكبار مسؤولي الشركة، بعدما اتهمهم في يوليو الماضي بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائي على المنصة.
حينها امتلك الموظفون في تويتر شعورًا استباقيًا بإمكانية أن يطيح بهم ماسك، ففي استفتاء أجراه موقع "بلايند" لموظفي تويتر، حول ما إذا كانوا يعتقدون بأنهم سيحتفظون بوظائفهم بالشركة بعد 3 أشهر، 10 في المئة فقط أجابوا بـ"نعم".
استحواذ كامل
يملك إيلون ماسك البالغ من العمر 51 عاما، أصولا تبلغ قيمتها 220 مليار دولار –بحسب مجلة فوربس- إلا أنه اُضطر إلى بيع ما قيمته نحو 15.5 مليار دولار من أسهم شركة تسلا على مرحلتين، لتمويل صفقة الاستحواذ على تويتر.
وحسم ماسك صفقة الاستحواذ على شركة تويتر بقيمة 44 مليار دولار، مساء أمس الخميس، حيث صرح الملياردير الأمريكي في حينها بأن سعيه للاستحواذ على تويتر "لا يتعلق بالمال" بل "لخدمة الإنسانية"، وقبلها غيّر ماسك ملفه الشخصي على تويتر ليطلق على نفسه مسمى :"رئيس تويتر".
"الحضارة المستقبلية عليها أن تكون ساحة رئيسية إلكرتونية"، بهذه الكلمات، فسر الملياردير الأمريكي سبب استحواذه على موقع تويتر، وأضاف: "نحتاج في تلك الساحة الإلكترونية، إحداث أكبر قدر من النقاش حول كل الأمور بطريقة صحية ودون اللجوء إلى العنف".
استبعاد فوري
بمجرد تمكن إيلون ماسك من إتمام صفقة الاستحواذ على موقع تويتر، سارع إلى تغريده أورد فيها: "حُرر العصفور"، في إشارة إلى شعار المنصة، وكتمهيد لما جرى لاحقا من الإطاحة بكبار المسؤولين في تويتر، حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جرنال"، أنه جرى اصطحاب 4 من كبار المسؤولين، "بشكل عاجل" إلى خارج مقر الشركة العملاقة في سان فرانسيسكو.
وكان من بين أبرز الشخصيات التي أطاح بها ماسك، المسؤولة التي سرعان ما انتشر اسمها بين مستخدمي "تويتر"، فيجايا جادي، مديرة القسم الذي اتخذ قرار تعليق حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بشكل دائم، في يناير العام الماضي 2021.