الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في ذكرى وفاته.. محمد العلي مهندس الدراما الخليجية

  • Share :
post-title
محمد العلي - أرشيفية

Alqahera News - إيمان بسطاوي

"مهندس الدراما الخليجية" لم يأت هذا اللقب، الذي أُطلق على الفنان السعودي محمد العلي من فراغ، فهو أحد رواد الفن السعودي، وساهم بموهبته في نهضته، وكان من أوائل المؤسسين للمسرح والتليفزيون في بلده، بعد أن كتب سيرته الفنية في ذاكرة الجيل الذهبي بالسعودية، لتظل أعماله الفنية عالقة في قلوب محبيه وجمهوره العريض.

ذاق محمد عبد الله العلي سالم، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، طعم اليُتم منذ الصغر، إذ توفيت والدته بعد مولده، وكان يتنقل بين المُرضعات إلى أن وجدوا في زوجة خاله التي ربته أمًا بديلة، ليعيش في بيت خاله 7 سنوات، وبحكم صغر سنه آنذاك وعدم إدراكه كان يظن أن السيدة التي ربته هي والدته إلى أن عرف الحقيقة، وعندما نضج كتب مقالًا في إحدى الصحف عبر فيها عن طعم اليُتم، كان عنوانه "بكيت حتى بكى الحمار"، وذلك بحسب ما قاله ابنه "فهد العلي"، في لقاء تليفزيوني سابق.

كانت القاهرة قِبلة محمد العلي ـ المولود في 21 مايو 1949 ـ في مرحلة الشباب لاستكمال دراسته التعليمية، حيث شكّلت جزءًا من شخصيته ليطّلع على الفن المصري، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الرياض عام 1962.

"الموضوعات التي قدمتها في مشواري الفني أقرب للأسرة والمجتمع السعودي، حيث استنبطت قضايا حلقات مسلسلاتي من قراءتي للصحف وكانت كل القضايا اجتماعية"، بهذه العبارات عبّر "العلي" عن مسيرته الطويلة التي امتدت لأكثر من 40 عامًا، قبل أن يودع دنيانا في مثل هذا اليوم الثالث من يناير عام 2003.

تنوعت أعمال محمد العلي بين التليفزيون، الذي حصل على النصيب الأكبر من عدد أعماله بأكثر من 30 مسلسلًا تليفزيونيًا، مع تقديمه عدد من المسرحيات، وغلب على أسلوبه الطابع الكوميدي، مع تقديم بعض الأعمال بشكل درامي جاد، يتناسب مع نوعية القضايا التي يُقدمها في أعماله بداية من مسرحية "مُزيفون"، وانتهاءً بمسلسل "طعم الأيام" عام 2001.

كانت مسرحية "طبيب بالمشعاب" عام 1973 بمثابة الانطلاقة الحقيقية له بالمسرح، ثم مسرحية "تحت الكراسي" عام 1985 التي تكرر عرضها كثيرًا في التليفزيون السعودي إلى أن أصبحت جزءًا من ذاكرة الجمهور الفنية، لدرجة أن الفنان الراحل كان يحصد تصفيقًا حادًا من الجمهور بمجرد أن يطل على خشبة المسرح، لا سيما أنه كان يتعامل مع نصوصه المسرحية كإنسان وليس فنانًا، لتخرج الكوميديا مُغلّفة بحس إنساني، وهو ما كان يُميّز محمد العلي بحسب شهادات زملائه الذين عاصروه.

ارتبط الجمهور بالفنان الراحل حتى إن الناس في الشارع السعودي كانوا ينادونه باسم "أبو جندل"، تلك الشخصية التي قدمها في السباعية التليفزيونية "عودة عصويد" عام 1985، والتي اجتمع فيها كبار فناني السعودية وقدموا منها أفلامًا، ثم توالت الكثير من الأعمال الناجحة، بحسب ما قاله نجله فهد العلي في أحد لقاءاته المتلفزة.

كان محمد العلي حريصًا على الأسرة، فكان ينصح أبناءه بالحفاظ على الروابط الأسرية، وهي التي كانت تنعكس على أعماله ليُقدّم أجمل الأعمال الداعمة للأسرة السعودية، ليرحل ولكن تبقى أعماله شاهدة على سنوات طويلة من العمل في خدمة وطنه بفنه الراقي.