إرث عائلي قديم يعود إلى حقبة الستينيات من القرن الماضي لأسرة شامية مشهورة جاءت من طرابلس تدعى "خلاط اللبنانية"، استقر بعض أفرادها في الإسكندرية، ما دفع الحفيد إلياس خلاط -ينتمي إلى الجيل الرابع- للتنقيب عن هذا الميراث من خلال رحلاته المتواصلة بين الإسكندرية بمصر وطرابلس بلبنان.
دفعت جولات حفيد العائلة، صانع الأفلام ومدير مهرجان طرابلس، للتفكير في تقديم فيلم وثائقي يعكف حاليًا على كتابته وإخراجه وإنتاجه، عن عائلته التي امتدت جذورها بين لبنان ومصر، حيث استقر جزء منهم منذ نحو 5 عقود في محافظة الإسكندرية.
تحدث إلياس خلاط، عن كواليس الفيلم لموقع "القاهرة الإخبارية"، قائلًا: "كنت أذهب بشكل متكرر إلى محافظة الإسكندرية نيابة عن عائلتي لمتابعة مسألة الميراث التي تعود إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وفتحت الرحلات عيني على إرثها ووجودها في الإسكندرية منذ منتصف القرن التاسع عشر، باعتبارها أكبر عائلة سورية شامية مغتربة هناك جاءت من طرابلس".
أضاف: "الفيلم يمر بمرحلة توثيق وتدقيق خلال الفترة الحالية، ومن بين الشخصيات الرئيسية التي أبني عليها أحداث العمل الجديّن الراحلين نسيم وديميتري خِلاط، إذ وثّق الأخير رحلته في كتابة "سفر السفر إلى معرض الحضر" المنشور عام 1891، والذي أُعيد نشره في بيروت بمناسبة فوزه بجائزة "ابن بطوطة لأدب الرحلة" عام 2022".
يؤكد "خلاط" أن الفيلم يحمل اسم "طرابلس والإسكندرية.. 100 عام من الذهاب والإياب"، مشيرًا إلى أن العمل من خلال 95 دقيقة يغوص في رحلة طويلة على مدار 100 عام، لفهم تحديات الجغرافيا السياسية في المنطقة وخلال السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية وصعود القومية في مصر ولبنان.
وتابع: "كنت اسأل نفسي دائمًا عن أصول وأسباب ثروة وهجرة اللبنانيين والعلاقة بينهما، ولقد نشأت في ظلال قصص أجدادي في الإسكندرية وهما نسيم (1833-1910) وديمتري (1859-1941)، ولا شك أن الأمر يتعلق بالجغرافيا السياسية الإقليمية".
يشير "خلاط" إلى أنه من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم خلال الفترة المقبلة، لكنه أولًا يريد أن يخرج السيناريو الذي يعمل عليه بشكل موثق، ويدقق في جميع التفاصيل التاريخية نظرًا لأهميته الشديدة له.