الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفنان حسين الإمام.. كوكتيل مواهب استثنائي

  • Share :
post-title
حسين الإمام

Alqahera News - إيمان بسطاوي

وقف الفنان الراحل حسين الإمام وسط شوارع مدينة شيكاغو الأمريكية يغني أغاني روك مع إحدى الفرق هناك، ساعده في ذلك إتقانه لعدد من اللغات، غير أن شقيقه الموسيقار مودي الإمام لعب دورًا في عودته إلى مصر، وكان كلمة السر في ذلك ليشق طريقه في عالم الشهرة والنجومية.

مواهب متعددة أصقلت شخصية الفنان المصري الراحل حسين الإمام، فهو واحد من النجوم القلائل الذين لا يمكن حصر موهبتهم في لون محدد، فهو الممثل والمؤلف والمخرج وعازف الجيتار والملحن ومقدم البرامج، الذي بدأ حياته الفنية من خلال الموسيقى ليكوّن فرقة موسيقية رفقة شقيقه مودي الإمام حملت اسم "فرقة طيبة" في الثمانينيات.

يشاع أنه في مثل هذا اليوم، قد ولد الفنان حسين الإمام، الأمر الذي دفع الكثيرين للاحتفاء بميلاده في 8 فبراير، دون أن يكون ذلك دقيقًا، وهو ما أكدته أرملته الفنانة سحر رامي لـ"القاهرة الإخبارية"، حيث أوضحت أنه من مواليد ١٢ سبتمبر وليس 8 فبراير كما يشاع على مواقع البحث الإلكتروني.

البداية

سرد حسين الإمام كيفية دخوله مجال الغناء وتكوين فرقته الموسيقية ليقول في آخر حوار له قبل وفاته مع الإعلامية إسعاد يونس: "كنت أعيش في أمريكا وجاءني مودي يطلب مني أن أقدم أغاني باللغة العربية، في حين أنني كنت أغني روك وأحد أعضاء فرقة موسيقية هناك، وطلبت مني صديقتي أن أقدم لها أغنية جديدة تحمل اسم "شكلك متغيرش" وأعجب مودي بالأغنية وطلب أن نغنيها سويًا بدلًا منها، لتكون سببًا أن أقدم أول ألبوم غنائي مع شقيقي حمل اسم الدنيا صغيرة".

ثورة غنائية

كان حسين الإمام واحدًا من الفنانين الذين أحدثوا ثورة غنائية ليكسر النمط السائد والتقليدي للأغاني في الثمانينيات والتسعينيات، ويقول عن ذلك:" الثورة الفنية قامت على أكتاف علي الحجار ومحمد منير وفرقة طيبة التي كونتها مع شقيقي، وأيضًا عزت أبو عوف وهو ما ساهم في تغيير شكل الأغنية نهائيًا".

الجيتار رفيقه بالتمثيل

حاول حسين الإمام استغلال موهبته، ليس فقط في تقديم أغانٍ لنفسه ولكن لمن حوله أيضًا، فقدم مع الفنانة يسرا أغنية "جات الحرارة" ليقول عن تلك التجربة: "شاركتها الأغنية وكان من المقرر أن نقدمها في فيلم يحمل اسم "طعم الدنيا" لكن لم يكتب له النجاح، وكان ثالثنا الفنان محمد منير، لكن الأغنية عندما طرحت حققت نجاحًا غير طبيعي، ثم توالى التعاون معها بأغنية "فاضي فاضي" بفيلم الوردة الحمراء".

طوّع الإمام موهبته في العزف على الجيتار في تقديم أدوار ظهر فيها عازفًا ومنها مسرحيته في "باللو" مع الفنانة القديرة إسعاد يونس، التي يقول عنها: "أعتز بهذه المسرحية وقدمت أغاني لايف على المسرح للجمهور والحمد لله المسرحية نجحت بشكل كبير وكنت سعيدًا بها".

الملك والهضبة

الموسيقى الصاخبة والإيقاع السريع والألوان الغربية وطريقة الغناء غير المعتادة كانت أبرز ما يميز حسين الإمام، ليكون الجيتار صديقه المقرب، ويطل به على جمهوره في أكثر من عمل ومنها فيلم "استاكوزا" ثم "كابوريا"، وكعازف روك في فيلم "أشيك واد في روكسي"، وكانت هذه التيمة جديدة على مسامع الجمهور المصري والعربي، فكان مٌتيما بالجيتار ليضع الموسيقى التصويرية لفيلم "آيس كريم في جليم" وظهر ممسكًا به في مشاهد بجوار الفنان عمرو دياب.

كان "الإمام" صاحب مزاج خاص في تقديم ألحان لغيره، ليؤكد أنه لم يكتب لأحد من المطربين سوى محمد منير، وقام بكتابة وتلحين أغنية "جننّي طول البعاد" ليبرر ذلك بقوله: "لم أقدم أغاني سوى محمد منير فقط لأنه ينتمي إلى نفس مدرستي الموسيقية.. الروك، وأنظر للكلمات التي يغنيها المطرب وإذا وجدتها مختلفة عني لا أقبلها".

عشق حسين الإمام مسرح الدولة، وقدّم له ألحانًا لأغاني بعض المسرحيات، وتعاون مع كبار المشاهير مثل أحمد فؤاد نجم والفنان محمد منير في مسرحية "للكبار فقط"، كما لحّن أغاني مسرحية "ألاباندا" و"لما بابا ينام"، و"باللو"، مؤكدًا أنه بعد أن صنع اسمًا في عالم الغناء عُرض عليه تقديم أغانٍ لنجوم معروفين لكنه كان يعتذر لأنه لا تعجبهم كلمات أغانيهم على حد قوله.

إلهام "كابوريا" فجرًا

شعر حسين الإمام بالسعادة عندما طلب منه المنتج محمد السبكي تقديم أغنية "كابوريا" بعد 21 عامًا لكي يغنيها الفنان إدوارد في أحد أفلامه، ويحكي عن ذكرياته في فيلم "كابوريا" مع الفنان الراحل أحمد زكي قائلًا: "جاء لي إلهام تقديم أغنية "كابوريا" الساعة الثالثة فجرًا وكانت ترن في أذني، ولم أستطع النوم بسببها، فطلبت المخرج خيري بشارة وجاء لي على الفور وقمنا بتطوير الأغنية، وكنا حريصين على تقديم أغنية قوية تتناسب مع شخصية حسن هدهد المطرب الذي يغني عنوة بالأفراح الذي جسده الفنان الراحل أحمد زكي".

نصيحة والده

أثّرت النصيحة التي أخذها من والده المخرج الراحل حسن الإمام في شخصيته ليقول عنها: "والدي قال لي خير الحوار ما قل ودل، فالعمل يكون ثلثه حوار وثلثه تمثيل بحركات العين والثلث الأخير للموسيقى والحركة"، وهي النصيحة التي ساهمت في حدوث تحول ملحوظ في بعض الشخصيات التي جسّدها حسين الإمام في فيلمي "المطارد" و"السكرية" من روائع الأديب العالمي نجيب محفوظ، ليبتعد تمامًا عن الشخصية التي عرفه الجمهور بها.

حسين الإمام وسحر رامي

زي عود الكبريت

قدّم حسين الإمام تجربة إخراجية استثنائية ووحيدة في مشواره الفني حملت اسم "زي عود الكبريت" هذا الفيلم الذي ابتكر فكرته بطريقة مختلفة، إذ مزج مشاهد من خمسة أفلام لوالده الراحل المخرج حسن الإمام، وعن طريق استخدام المونتاج وتركيب المشاهد ظهر حسين رفقة زوجته الفنانة سحر رامي في أحداث هذه الأفلام مع نجوم الزمن الجميل البالغ عددهم 21 نجمًا مثل فاتن حمامة وهند رستم وليلى فوزي وفريد شوقي وأمينة رزق وغيرهم، بينما المشاهد التمثيلية من تأليفه وإخراجه، وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2014 بعد وفاته، ليحصد العمل ترحيبًا من الجمهور.

برامج المقالب

بزغ نجم الإمام في مجال تقديم البرامج، وخاصة "المقالب" منها وارتبط اسمه بها، ليستمر فيها لأكثر من 13 عامًا بدأها ببرنامجه الشهير "حسين على الهوا"، ثم "حسين على الناصية" و"عفاريت حسين" و"ماتيجي أقولك" وختمها ببرنامج "حسين في الاستديو" عام 2013.

فيلم زي عود الكبريت

الوفاة

عاش حسين الإمام مخلصًا للفن حتى آخر يوم في حياته، حتى إنه قبل وفاته بساعات قليلة كان يصور مسلسل "كلام على ورق" الذي كان سيطل به على الشاشة في موسم رمضان 2014، لكن القدر لم يسعفه لاستكماله، بعد إصابته بأزمة قلبية ليرحل عن عمر 63 عامًا، وتبقى أعماله تخلد اسم فنان استثنائي.