بعد غياب وتوقفات كثيرة، دبت الحياة في المهرجانات السينمائية على المستويين العالمي والعربي، بعدما توارت الأحداث الفنية الكبرى واختفت مهرجانات فنية مرموقة، مع تفشي جائحة كورونا بشكل كبير في عام 2020، بين قرارات بتأجيل دورات لمهرجانات مهمة، وأخرى اختارت أن تقام افتراضيًا عبر شبكة الإنترنت، لتضع القيود في أيدي مشاهد الاحتفاء بالإبداع الفني، وطويت السجادة الحمراء المميزة للمهرجانات.
عودة المهرجانات الفنية بدأت على استحياء العام الماضي، لكن اكتمل المشهد هذا العام، وعادت السجادة الحمراء ليسير عليها النجوم بمختلف المهرجانات الفنية الكبرى، ومنها مهرجان برلين السينمائي الذي اُختتمت دورته الـ73 بالأيام الأخيرة، إذ أقيمت الفعاليات على مدار 10 أيام كما هي عادة المهرجان، في حين أن دورة عام 2022 جرى تقليصها إلى 6 أيام فقط مع تخفيض عدد الحضور، بينما أقيمت دورة عام 2021 افتراضيًا.
كما عاد مهرجان "صندانس" إلى الإقامة بشكل فعلي في الولايات المتحدة الأمريكية بحضور المشاهير وعروض الأفلام بعد عامين من الدورات الافتراضية، الأمر نفسه لمهرجان روتردام السينمائي الذي أقيمت دورته الـ52 بهولندا، بعد دورتين عبر الإنترنت.
مهرجان الرقص المعاصر بالجزائر
وفي الوطن العربي، تعود مهرجانات فنية مختلفة بالفترة المقبلة، لتقام بعد توقف بسبب الجائحة، منها مهرجان الرقص المعاصر بالجزائر المقرر إقامته في الفترة من 9 إلى 13 مارس الجاري، لتدب الحياة من جديد في المهرجان بدورته الـ11، بعد توقف دام 3 سنوات.
ومن المقرر أن تشهد الدورة التي تقام في أوبرا الجزائر، مشاركة فرق من دول عربية وأجنبية مختلفة، منها تونس، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وكندا، وروسيا، وفرنسا، فيما تحل مالي ضيف شرف الدورة، التي تشهد أيضا محاضرات مختلفة وندوات مع متخصصين في الرقص المعاصر.
مهرجان الأغنية التونسية
ويستعيد مهرجان الأغنية التونسية نشاطه من جديد هذا العام تحت شعار "الدنيا غناية"، بعد توقف العام الماضي بسبب فيروس كورونا، ومن المقرر أن تقام دورته في الفترة من 7 إلى 12 مارس الجاري، وتشهد 24 عرضًا موسيقيًا ستتوزّع على 6 سهرات، كما سيتم تكريم الفنانة الراحلة ذكرى محمد، التي انطلقت من أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويتزامن هذا التكريم مع مرور 20 عامًا على وفاتها، بالإضافة إلى تكريم كل من محمد الموسى، نعمة، الهادي الجويني، عُليّة، وعلي الرياحي، وصليحة.
ويشهد المهرجان حفلات لعدد من نجوم الوطن العربي، مثل هاني شاكر، ومحمد الحلو، وإيهاب توفيق، وصابر الرباعي، ومحمد الجبالي، ويسري محنوش، وصفا سعد، وغازي العيادي، وملكة الشاري، ونوال غشام، وآية دغنوج، وآمنة دمق، وألفة بن رمضان، ونيكولا سعادة، وسعد رمضان، وشاب جيلاني، وخالد الزواوي.
وتتضمن فعاليات المهرجان أيضًا ندوات وفعاليات مختلفة، من أبرزها ندوة فكرية بعنوان "قطاع الموسيقى بتونس من الدولة الراعية إلى منظومة اقتصاد السوق"، كما سيكون هناك معرض يوثق لتاريخ المهرجان منذ إقامته عام 1987.
مهرجان المسرح العربي
فيما عادت خلال الفترة الماضية مهرجانات عربية أخرى، منها مهرجان المسرح العربي الذي أقيمت دورته الـ13 تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد" في الفترة من 10 إلى 16 يناير الماضي، بعد تأجيل عامين بسبب تداعيات فيروس كورونا.
شهدت الدورة الماضية من المهرجان تكريم 10 مسرحيين مغاربة، أثْرَّوا المسرح بتاريخهم الكبير، وهم الفنانة نزهة الركراكي، الممثل والمخرج المسرحي عبدالإله عاجل، فاطمة الغالية الشرادي، المؤلف والممثل محمد الجم، الفنان مصطفى دسوقي، الذي لم يستطع الحضور ليتسلم تكريمه لاحقًا، الفنان مصطفى الزعري، الفنانة مليكة العمري، المخرج عبد الرزاق البدوي، الممثل والمؤلف المسرحي محمد البلهيسي، الفنان والكاتب محمد التسولي.
