دخلت الفنانة المصرية لبلبة عالم الأضواء والشهرة منذ نعومة أظافرها، فعشقتها الكاميرا، وأحبها الجمهور لتحقق شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي، وبعد سنوات طويلة من العمل والإنجاز وتفوقها في تقديم أكثر من 100 عمل فني متنوع، استحوذت السينما على النصيب الأكبر من رصيدها، حيث قدمت ما يقرب من ٨٨ فيلمًا سينمائيًا، لتحظى بتكريم واحتفاء خاص وتفوز بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 44 هذا العام.
كواليس ما قبل التكريم
"شعور ممزوج بالفرحة والبكاء"، بهذا الحالة استقبلت لبلبة خبر تكريمها بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44، بعد رحلة طويلة من العطاء للفن على مدار سنوات طويلة، حيث بدأت مجال الفن مطلع الخمسينيات ليكون فيلم "حبيبتي سوسو" أول أفلامها، وتقول في حوارها لموقع " القاهرة الإخبارية" عن كواليس تكريمها: "كنت سعيدة للغاية عندما سألني الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان عن عدد الأفلام التي قدمتها طوال مسيرتي، فاستغربت من سؤاله، لكني أجبته قائلة: أنا قدمت 88 فيلمًا، وسألته لماذا هذا السؤال؟ فقال لي: لأننا سنكرمك في دورة المهرجان هذا العام، بمجرد أن سمعت الخبر أصبت بحالة من السعادة الغامرة، وخاصة أن هذه الدورة برئاسة حسين فهمي".
جاء في الوقت المناسب
رغم أن لبلبة ذكرت خلال استلام جائزتها في افتتاح المهرجان أنها كانت تنتظر تكريم مهرجان القاهرة السينمائي لها منذ فترة، ولكن هذا لم يحدث طوال السنوات الماضية، وبسؤالها هل ترين أن التكريم جاء متأخرًا أم لا؟.. أكدت أنه جاء في توقيته المناسب، حيث قالت: "لم يتأخر نهائيا لأنه جاء في وقت تولي رئاسة الفنان حسين فهمي للمهرجان، وأنه سيكرمني ويمنحني جائزة الهرم الذهبي بنفسه، فلم أشعر أنه تأخر لأن ربنا عندما يريد ويكون هناك نصيب يتحقق كل شيء".
حلم تقديم فيلم للأطفال
قدمت لبلبة مسيرة طويلة ليس فقط بتقديم أعمال للكبار، ولكن كان للأطفال نصيب منها، فقدمت نحو 30 أغنية للطفل مع ارتباطها الشديد بهم، حيث استطاعت أن تصل لقلوبهم وتخطفهم لعالم السحر والجمال وتغوص في أعماقهم، فنشأت علاقة محبة بينها وبينهم، وخاصة أنها تتمتع بخفة ظل وروح مرحة تشبه الأطفال، لتكشف عن رغبتها في تقديم عمل للأطفال قائلة: "أتمنى أن أقدم أي عمل للأطفال، حيث قدمت نحو 30 أغنية للطفل، ومسرحية اسمها "علي بابا كهرمانة شكرا" وهي للأطفال، وإخراج أحمد زكي المخرج وليس الممثل، كما قدمت أوبريت للأطفال لتعليمهم الحروف الأبجدية وكانت مدته ساعة كاملة، وكان إخراج الراحل فهمي عبد الحميد، وأمنيتي حاليا تقديم فيلم للأطفال، ويكونوا هم أنفسهم الأبطال المشاركون في الفيلم".
أضافت: "ليس لدى مانع في تقديم دور ضيفة شرف بفيلم عن الأطفال، وأن أجسد دور أم لأي طفل فيهم، وواثقة أن كل طفل سيكون معه أكثر من 4 أشخاص مشاركين في العمل والفيلم سينجح بشكل كبير وهذه أمنية ستتحقق، وأتمنى أن تخرج للنور".
غياب عن المسرح
رصيد الفنانة لبلبة في مجال المسرح لم يكن كبيرًا مقارنة بأعمالها التي قدمتها في السينما والتليفزيون، لتكشف سبب ابتعادها عن المسرح وقلة أعمالها به قائلة: "قدمت 7 مسرحيات، والحقيقة لم تجذبني أعمالا أخرى لتقديمها على خشبة المسرح، وانشغلت في السينما والتليفزيون، وأرى أعمالًا كثيرة تقدم للمسرح في الفترة الحالية، وأتمنى إذا وجدت عملًا مناسبًا سأقدمه على الفور"، لتعود بذلك إلى خشبة المسرح بعد غياب أكثر من 40 عامًا منذ آخر أعمالها التي قدمتها في السبعينيات.
نصائح للشباب
خبرة طويلة اكتسبتها لبلبة بعد سنوات طويلة من العطاء في مجال الفن الذي بدأته مطلع الخمسينيات لتوجه نصائح للشباب الجديد من الممثلين، وتعطي لهم خلاصة تجربتها قائلة: "أتمنى أن يهتموا بفنهم ويخلصوا له كما أخلصنا للفن وأعطيناه حياتنا"، مشددة على ضرورة ألا يصيبهم الغرور، معبرة عن ذلك بقولها: "أنصح كل الشباب أن يبتعدوا عن الغرور وأن يختاروا الأدوار غير المتشابهة؛ لأن أحيانا الفنان عندما ينجح في دور يحب أن يقدم نفس الشخصية ويكررها في أكثر من عمل، وأن يحرصوا على التنويع في أعمالهم وشخصياتهم التي يقدموها حتى يستمروا، وأن يلتزموا بمواعيدهم ويفكروا دائمًا أن النجاح هو الاستمرارية، خاصة أنه من الممكن أن يحقق فنان نجاحًا بشكل كبير، ولكنه نجاح وقتي، ولا يستمر، وبالتالي أهم شيء الاستمرارية لأنها تعني النجاح بالنسبة لي".
العمل لآخر العمر
كانت الفنانة المصرية لبلبة أول فنانة يطالب زملاؤها بدخولها موسوعة جينيس بعد أن وثّقت الكاميرا مراحل عمرها بداية من عمر خمس سنوات، ولما يزيد على نصف قرن من الزمان، في خطوة إن حدثت ستكون الأولى عالميًا.
وتؤكد لبلبة في حديثها أنها لا تصدق أنها عملت في مجال الفن على مدار عمرها، حيث قالت: "لا أصدق حتى الآن أنني بدأت عملي بالفن منذ كان عمري 5 سنوات، وحتى الآن أعمل في الفن بدون انقطاع نهائيا عنه، وأتمنى أن أقضي الباقي من عمري وأنا أعمل في المجال نفسه، وأن أقدم أدوارًا جديدة، وكل ما أتمناه أيضا أن أكون عند حُسن ظن جمهوري لأنني أحبه وأحترمه جدًا".
