الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سيدة المسرح السعودي ملحة عبد الله: "شحات الغرام.. محمد فوزي" أضخم وأحدث مشاريعي (حوار)

  • Share :
post-title
د.ملحة عبد الله الملقبة بـ"سيدة المسرح السعودي"

Alqahera News - إيمان بسطاوي

مصر احتضنتني منذ 30 عامًا.. وهي جامعة الثقافة العربية

كنتُ المرأة الوحيدة بمهنة احتكرها الرجال

كتبتُ نصوصًا منفصلة للرجال والنساء

قدَّمت 60 نصًا مسرحيًا للوطن العربي

حصدتُ جائزتين من اليونسكو والأمم المتحدة

تاريخ طويل من النجاح حققته د.ملحة عبد الله، الملقبة بـ"سيدة المسرح السعودي"، لتشكل حالة استثنائية وفريدة، بعد أن بدأت المجال مبكرًا، متحدية كل الظروف والعقبات لاستكمال دراستها بالمسرح، لتحقق شهرة عربية وتحصد عددًا من الجوائز العالمية من اليونسكو والأمم المتحدة، بعد أن قدَّمت أكثر من 60 نصًا مسرحيًا بالوطن العربي.

وفي حوارها مع موقع قناة "القاهرة الإخبارية"، تحدثت ملحة التي تشغل حاليًا منصب عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، عن الصعوبات التي واجهتها في بداية حياتها، وكيف ترى الانتعاشة الفنية الحالية بالمملكة، وكذلك عن ارتباطها بمصر التي اختارت أن تعيش فيها منذ 30 عامًا، حيث وصفتها بأنها جامعة للثقافة العربية، كما تطرقت إلى تفاصيل مشروعها المسرحي الضخم "شحات الغرام.. محمد فوزي"، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:

تشهد المملكة نشاطًا فنيًا كبيرًا دفع عددًا من النجوم لتقديم عروضهم المسرحية هناك، كيف ترين ذلك؟

لدينا استراتيجية سواء كانت هذه النهضة ثقافية وتوعوية وفنية تحتضنها المملكة العربية السعودية، حسب رؤية 2030، وانطلقت تحت مسمين، هيئة الترفيه ووزارة الثقافة، وكل واحدة منهما لها تخصصاتها، فمثلًا هيئة الترفيه تهتم باستقطاب الفنانين العرب والعالميين.

ومن أبرز الاهتمامات الفنون العالمية التي تنتجها وتذهب إليها، وعلى مستوى المسرح والبوليفارد الذي يجمع الفنون المرئية والمسموعة في شكل دائم من كل البلاد العربية والعالم والاحتفالات العربية العالمية.

وبالنسبة لوزارة الثقافة، فلها عدد من الهيئات المتخصصة مثل هيئة النشر والترجمة وهيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الفنون التشكيلية وهيئة الموسيقى وهيئة الطبخ وهيئة الأزياء، وكل هذه الهيئات استحدثت مؤخرًا.

وتوضع استراتيجية لكل هيئة، ويكون هناك تخصص بأنواع الفنون التي تنطلق منها سواء بالنسبة للإنتاج أو التعاون مع القطاع الخاص، وأحيانًا تندمج هذه الهيئات مع بعضها إذا لزم الأمر، وتشرفت بكوني عضو مجلس إدارة بهيئة المسرح والفنون الأدائية.

لقبتِ بـ"سيدة المسرح السعودي" بعد أن قدَّمتِ تاريخًا حافلًا بالمسرح.. كيف حققتِ هذا اللقب؟

الحمد لله، لا أحب أن أتحدث عن نفسي، فهذه مهمة النقاد، ولكن هناك خمسين عرضًا مسرحيًا من كتاباتي، تم إنتاجها وعرضها ليس فقط على مستوى الوطن العربي ولكن خارجه أيضًا، كما أنتجتُ 60 نصًا مسرحيًا نُشرت في الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة السعودية والنوادي الأدبية، والآن تطبع الأعمال الكاملة بنادي الطائف الأدبي، التي تضم 60 نصًا مسرحيًا حاز معظمها على جوائز عربية وعالمية مثل جائزة اليونسكو وجائزة الأمم المتحدة، وحصلت على جوائز أحسن نصوص، وغيرها يصعب حصرها الآن.

كما أنتجت نظرية تسمى "البُعد الخامس" وهي نظرية للتلقي بالنسبة للمسرح، وكرّمت عليها من الأمم المتحدة ومجمل أعمالي، فأنا ليس لي إلا أن أنكب على مكتبي لرغبتي في توفير كتب ومراجع ومصادر للمكتبة السعودية والعربية، لأننا عندما كنَّا طلابًا واجهنا صعوبة في الحصول على مصادر ومراجع.

أنتجت موسوعة "نقد النقد بين الأنس والاغتراب" وهي 3 أجزاء، وكتاب "موسوعة الجزيرة العربية.. الهوية.. المكان والإنسان" على جزأين، وكثير من الكتب الأخرى مثل كتاب الهوية العربية، وتأثير الهوية الإسلامية على مسرح السعودية، وكتب نقدية كثيرة، كما كُرّمت على مستوى الوطن العربي من مؤسسات عريقة ومدن جامعات، وحظيت بتكريمات في المغرب والعراق وغيرها، ولكن الأهم هو اختياري لأكون عضو مجلس إدارة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، وهو يُعد تتويجًا لإنتاجي وتكريمًا، والحمد لله أحظى بمحبة كل الفنانين والمسرحيين على مستوى الوطن العربي.

د. ملحة عبد الله

كانت مهنة الفن والمسرح في السعودية لعقود طويلة حكرًا على الرجال، فما التحديات التي واجهتكِ في البداية؟

تحديات كثيرة، أولها أنه لم يكن المسرح مدرجًا على قائمة الدراسات في السعودية، فجئت إلى مصر خصيصًا لدراسة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت هذه هي العقبة الكبيرة.

وبعد حصولي على البكالوريوس اعترفت بها الملحقية الثقافية آنذاك، لأنه كان صعب اعتمادها وقتها، وبالتأكيد حدث تطور وتنمية شيئًا فشيئًا، ووجودي كامرأة في المسرح السعودي كان صعبًا لأن تخصصي مسرح الذي كان حكرًا وقتها على الرجال فقط، ولكن مسرحياتي كانت تُعرض في السعودية كنص، وكنت أكُرَّم وأحضر احتفالات وأشارك بأوراق بحثية كنشاط أدبي لي.

ماذا عن التحديات الأخرى؟

وجودي كامرأة في واقع مسرحي سعودي يسيطر عليه الرجال، خاصة أنني العنصر النسائي الوحيد في المسرح، ولكن مصر عوضتني في وجودي على الساحة العربية، وعروضي كانت موجودة في السعودية، حتى وإن لم أكن موجودة بجسدي، ولكن موجودة بكلماتي ونصوصي ومشاركاتي ونظرياتي وتواصلي في هذا المجال، فلم أتنحَ عن وجودي كامرأة في المسرح السعودي، بل بالعكس كنت موجودة في الاحتفالات والتكريمات ونصوصي تقدم على خشبة المسرح.

ثم بعد ذلك أصبح هناك مسرح للمرأة السعودية، فكان هناك انقسام، وهو تقديم مسرح للمرأة وآخر للرجال لأنه من الصعب الاختلاط بينهما، فكتبتُ مسرحيات فقط للنساء، وعروضًا أخرى للرجال بالمسرح السعودي، فقدمت لمسرح المرأة بالسعودية مسرحيات مثل "طائر الرماد" و"المجنحات" و"العازفة" وكثير من العروض.

وقدَّمتُ مسرحيات أخرى متخصصة للرجال فقط، ولكن لم أتوقف عند مسألة الفصل بين الجنسين في أعمالي، فقدَّمتُ أعمالًا تجمع الرجال والنساء لباقي دول الوطن العربي مثل المغرب وتونس ومصر وغيرها، كما أن هناك أعمالًا كتبتها للرجال فقط وعرضت في مصر مثل "سر الطلسم" و"جوكستا" وغيرها.

ماذا عن ارتباطكِ بمصر وكيف احتضنت موهبتك؟

أنا مقيمة في مصر منذ 30 عامًا، وأعيش بين مصر والسعودية، إذ إن بيتي وأهلي ومزرعتي وأهلي بالمملكة، ولدي بيت في مصر، فمن الصعب الاستغناء عن القاهرة، وأرى أن مصر هي درة وجامعة للثقافة العربية التي تتيح التواصل مع كل الثقافات العربية من كل الجنسيات، وكانت فرصة طيبة ليّ أن أقابلهم بمصر، وكوَّنت شبكة من العلاقات الكبيرة من خلالها، حيث إن كل الفنانين المسرحيين من البلدان العربية يلتقون بمصر، فهي جامعة الشعوب.

ماذا عن تأثر الشباب السعودي بمسرح ملحة عبد الله؟

هناك كثير من الشباب الذين تأثروا بمسرحي، وهناك أكثر من 20 رسالة ماجستير ودكتوراه تناولت المسرح الذي قدّمته وناقشت أعمالي.

المطرب محمد فوزي

ماذا عن مشاريعكِ الجديدة؟

انتهيت من كتابة مسرحيتين، وهما "من النافذة"، وهو نص كبير جدًا عن الواقعية السحرية، كما انتهيت مؤخرًا من كتابة "شحات الغرام.. محمد فوزي"، وهو عمل استعراضي ضخم يضم 50 شخصية، وهناك جهات تعمل على إنتاجه حاليًا ليخرج للنور قريبًا، وفي الغالب سيقدم في مصر.

ما الذي استعنتِ به للتحقق من العرض خاصة أنه يُعد إرثًا فنيًا مصريًا؟

جمعتُ لمدة عام معلومات ومصادر عن الفنان المصري محمد فوزي، ولم أعتمد على الأقاويل أو فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، بل رجعت لكتب موثقة ومقالات، وموضوعات صحفية نشرت عنه بصحف الأهرام والجمهورية، وغيرها من الصحف، بالإضافة لمصادر أخرى موجودة عندي للتحقق منها.

ماذا عن الحقبة التي رصدتِها في العرض؟

تناولت بداية من فترة ميلاده حتى وفاته والمواقف التي صادفته وتطورات حياته سواء الأحداث الفنية والعقبات وتكوينه الفني وحياته الشخصية ومشروعاته، لأنه كان أحد رجال الاستثمار بمصر، وعملتُ على الإلمام بكل الأبعاد المحيطة بمحمد فوزي التي أثرت فيه وفي بناء شخصيته، وهو شخص مبدع ووطني وفنان كبير وشخصية لن تتكرر.