الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كيف ترى الصين فوز المعارضة بالانتخابات المحلية في تايوان؟

  • Share :
post-title
رئيسة تايوان تساي إنغ-ون تدلي بصوتها في الانتخابات البلدية في تايبيه

Alqahera News - محمود غراب

أظهرت نتائج الانتخابات المحلية في تايوان، تقدم حزب المعارضة الرئيسي "كومينتانج"، على حساب الحزب الديمقراطى التقدمى الحاكم، وهو ما اعتبرته الصين انتصارًا لها.

وتصدر "كومينتانج" المنفتح على علاقات وثيقة مع الصين، نتائج الانتخابات المحلية لاختيار 21 رئيس بلدية ومقاطعة في أنحاء تايوان. وقد أقر الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، بهزيمته في انتخابات رئاسة بلدية العاصمة تايبيه، وقدم مرشحه "تشين شيه تشونج" التهنئة لمنافسه "واين تشيانج" من "كومينتانج" المعارض.

واستقالت رئيسة تايوان "تساي إينج وين" من رئاسة الديمقراطي التقدمي الحاكم للبلاد، معلنة أنها تتحمل مسئولية النتائج الهزيلة للحزب في الانتخابات المحلية.

ويمثل فوز "كومينتانج" في انتخابات رئاسة بلدية تايبيه، انتكاسة لرئيسة البلاد، التي صورت الانتخابات المحلية على أنها تدور حول تحدى العداء المتصاعد من جانب الصين.

ودفعت "تساي" باتجاه تصوير الانتخابات على أنها أكثر من مجرد اقتراع محلي، وقالت إن "العالم يراقب كيف تدافع تايوان عن ديمقراطيتها وسط التوترات العسكرية مع الصين."

وهنا تجدر الإشارة إلى الأزمة التي تفجرت بين الصين وتايوان في أغسطس الماضي، وسط مخاوف عالمية من اندلاع حرب جديدة بين بكين وتايبيه، وذلك عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وهو الأمر الذي أغضب الصين، التي أطلقت مناورات عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة، وأوقفت حركة السفن وتحليق الطائرات لبعض الوقت.

وكان "كومينتانج" قد اكتسح الانتخابات المحلية في عام 2018، واتهم "تساي" والحزب الحاكم آنذاك، بالإفراط في التصادم مع الصين. ويقول مراقبون إن نتائج الانتخابات البلدية في تايوان، تتعلق أساسا بالقضايا الداخلية مثل جائحة كوفيد-19 والجريمة، ولن يكون للفائزين فيها رأي مباشر في سياسة التعامل مع الصين.

غير أن تلك الانتخابات تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للصين، التي قالت حكومتها، اليوم السبت، إن نتائج الانتخابات المحلية في تايوان، كشفت أن التوجه الرئيسي للرأي العام في الجزيرة "للسلام والاستقرار والحياة الهانئة".

وقال مكتب شئون تايوان في الصين، في بيان نشرته وكالة الإعلام الرسمية "شينخوا"، إن بكين ستواصل العمل مع شعب تايوان، في توطيد علاقات السلام ومعارضة استقلال الجزيرة والتدخل الأجنبي بحزم.

ويعود السبب وراء تردي العلاقات بين الصين وتايوان، إلى أن الصين ترى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتصر على وحدة الأراضي الصينية ولو بالقوة.

وتجدر الإشارة إلى أن لتايوان دستورها الخاص، وقادتها المنتخبين ديمقراطيًا، وجيشها البالغ تعداد قواته نحو 300 ألف جندي في الخدمة. ويعترف بالجزيرة عدد قليل من الدول، والغالبية العظمى من الدول تعترف بالحكومة الصينية في بكين بدلا من ذلك.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الجزيرة، ومع ذلك، تحافظ على علاقة قوية مع تايبيه، بموجب قانون أقرته الولايات المتحدة عام 1979 في عهد الرئيس جيمي كارتر، يعرف باسم "قانون العلاقات مع تايوان"، والذي ينص على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وهذا هو السبب في استمرار الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى تايوان.