الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أقصى اليمين يجتاح أوروبا.. ما تداعياته على مستقبل الاتحاد؟

  • Share :
post-title
أقصى اليمين يجتاح أوروبا

Alqahera News - مروة الوجيه

بأربعة عشر وزيرًا بينهم 6 سيدات تقود جورجيا ميلوني، أكثر حكومة يمينية التوجه في إيطاليا، منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تخوفات من أجندة روما المثقلة بالتحديات، خلال الفترة المقبلة.

وعقب حلف اليمين الدستوري، تعهدت "مليوني" بالعمل عن قرب مع شركائها الدوليين رغم تباين وجهات نظر حلفائها في الائتلاف، وقالت رئيسة وزراء إيطاليا، عبر تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع تويتر: هذا الفريق الحكومي الذي سيخدم إيطاليا بفخر وحسّ بالمسؤولية.. الآن إلى العمل".

إلا أن ولاية ميلوني أثارت المخاوف في ربوع أوروبا، من اتجاه روما إلى السير على خطى بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موقفها من الحرب في أوكرانيا.

القلق الأوروبي

وآثار صعود تيار أقصى اليمين في المشهد السياسي داخل إيطاليا جدلًا واسعًا، خاصة وأن أيديولجية هذه الأحزاب تتركز على بعض المبادئ التي تعتبر تهديدًا قويًا لقوة الاتحاد في أوروبا.

ورغم اختلاف سياساتها بشأن قضايا داخلية، فإن أحزاب أقصى اليمين بأوروبا تشترك في سمات رئيسية، منها النزعة القومية، التي تعد الاندماج مع ثقافات أخرى تهديدًا لهويتها، ورفض المهاجرين بشكل عام، والتشكك في قوة الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

وأخذ زحف أقصى اليمين السياسي في أوروبا يتسع بصورة متسارعة، خلال الأعوام الماضية في كل استحقاق انتخابي، وهو ما أثار تساؤلات بشأن أسباب جنوح صناديق الاقتراع إلى اليمين في عواصم أوروبية مهمة.

ووفق خبراء، فإن هناك عدة أسباب أدت إلى نمو قوة أقصى اليمين في الداخل الأوروبي، كان أهمها قوة هذه التيارات السياسية في انتقاد الحكومات الأوروبية بصورة قوية، بسبب الأزمات الاقتصادية واستراتيجية تعاملتهم، خاصة خلال تفاقم أزمة الوقود والغاز الروسي وأيضًا العقوبات على موسكو.

من جهه أخرى بعد توالي الأزمات الأوروبية منذ جائحة كورونا وتفشي الوباء في القارة العجوز، وعجز الحكومات أمام تفاقم الجائحة، ثم توالي الأزمات الاقتصادية عقب الحرب الروسية الأوكرانية، وجدت الأحزاب اليمينية المتطرفة طريقًا سلسًا للوصول إلى الشارع الأوروبي ونشر ثقافتهم، خاصة بعد توالي التظاهرات في أوروبا، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والركود الذي وصل مراحل متفاقمة لم تشهدها الدول منذ الحرب العالمية الثانية.

أما العامل الثالث والأهم لصعود هذه التيارات القومية، يتعلق بزيادة عدد اللاجئيين عقب الحرب الروسية في أوكرانيا، كذلك المساعدات المقدمة من قبل الحكومات الأوروبية لكييف، في وقت ينهار فيه الاقتصاد الأوروبي وتراجع اليورو بصورة واضحة، وهذه العوامل كافة، ساعدت في نمو الشعور القومي لدى شعوب القارة الأوروبية، ويرى البعض أن مبدأ "قوة الاتحاد" الذي تتركز عليه مبادئ منطقة اليورو لم تعد مجدية بل تسهم في تفاقم الأزمات وتردي الأوضاع المعيشية للشعوب.

إيطاليا.. ليست النموذج الوحيد

لم يكن فوز حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، بقيادة جورجيا ميلوني (44.2%)، هو الهزة الأولى في سياسة أوروبا، لكن هناك نماذج أخرى قد تنامت في الحكومات الأوروبية خلال العام الجاري:

السويد

في 11 سبتمر الماضي، فازت كتلة من أقصى اليمين واليمين المحافظ الليبرالي بالانتخابات بنسبة 51%، إذ حصلت على 176 مقعدًا، مقابل 173 مقعدًا لليمين الوسطي والخضر، من أصل 349 مقعدًا.

وحصل "ديمقراطيو السويد" على 73 مقعدًا، أي أكثر بـ11 مقعدًا من الانتخابات السابقة عام 2018، في حين نال "المعتدلون" 68 مقعدًا، و"المسيحيون الديمقراطيون" 19 مقعدًا، و"الليبراليون" 16 مقعدًا.

المجر

في أبريل الماضي، حصل حزب "فيدز"، بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على 59%، في رابع فوز له على التوالي منذ 2010.

وتمكن الحزب مع تحالف أحزاب أقصى اليمين من الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان المكون من 199 مقعدا.

فرنسا

على الرغم من فوز الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، في الانتخابات الفرنسية، إبريل الماضي، لكن لا يمكن أن نتغافل عن ما شهدته هذه الانتخابات بمنافسه شرسة بين ماكرون ومارين لوبن زعيمة حزب التجمع الوطني لأقصى اليمين المعارض لنفوذ الاتحاد الأوروبي والهجرة، رغم فوز ماكرون بنسبة 58.5% من الأصوات، فازت لوبن بنسبة لا يستهان بها هي 41.5 %.

ولجون ماري لوبن، والد مارين لوبن، الرئيس السابق للتجمع الوطني (الجبهة الوطنية آنذاك)، تاريخ طويل من التصريحات العنصرية والتوجه القومي، بالإضافة إلى تصريحات المناهضة للاجئيين والمهاجرين، وسعى حزبه إلى الربط بين الهجرة والإرهاب في محاولة لحشد تأييد الناخبين.

من بين تصريحات مارين لوبن العديدة المناوئة للهجرة ما قالته في مقابلة مع صحيفة ذا تايمز، عام 2017: "إننا نواجه طوفانًا من المهاجرين يغرقنا ويكتسح كل ما في طريقه، هناك صلوات في الشوارع، هناك مقاه تحظر دخول السيدات، وهناك شابات يتلقين نظرات تهديد إذا ارتدين تنورات.. لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن سوف نتحول إلى منطقة عملاقة محظور دخولها"، وأضافت أن "المجتمع متعدد الثقافات هو مجتمع متعدد الصراعات".