الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حلمي بكر: فوجئت بوصول رصيدي إلى 1800 أغنية.. ومشروعي الفني سيكتمل بموتي (حوار)

  • Share :
post-title
الموسيقار حلمي بكر

Alqahera News - إيمان بسطاوي

عبد الحليم حافظ علمني القلق.. وتعلمت منه نصيحة أعمل بها حتى الآن

وردة أكثر مطربة ارتحت في العمل معها.. وتعرضَت للظلم في بدايتها

لا أختار المطرب الذي يعطيني "فلوس" ولكن الصوت الذي يُظهر عملي

تاريخ زاخر بالأعمال الفنية، قدمها الموسيقار المصري الكبير حلمي بكر، فلم يتوقف يومًا عند نجاح حققه أو شهرة اكتسبها، لإيمانه أنه لا يزال في جعبته الكثير ليقدمه، وهو ما ساهم في وصول رصيده الفني لما يقرب من ألفي أغنيه، أثرى بها المكتبة الموسيقية العربية بألحان لكبار المطربين في مصر والوطن العربي، ليؤكد قدرته المستمرة على التجديد.

تاريخ طويل

لم ينشغل حلمي بكر -الذي يحتفل اليوم بذكرى ميلاده مشعلاً الشمعة 85- بحصر أعماله ليكشف عن سبب ذلك في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، قائلا إنه لم يكن يهتم بحصر أعماله، لاعتقاده أنه إذا ما قام بذلك سيتوقف ويكتفي بما قدمه، ولكنه كان حريصًا طوال الوقت على تقديم المزيد للفن، ويقول حلمي بكر: "فوجئت عندما أبلغتني جمعية المؤلفين والملحنين أن عدد الأغاني التي قمت بتلحينها وصل لـ 1800 أغنية، وهذا يرجع إلى أنني لا أنظر إلى ما فعلته، وإذا حققت نجاحًا لا أفرح به لأنني أفكر في العمل الذي يليه، فيكون قلقي من العمل القادم وليس من ذلك الذي انتهيت من تقديمه".

صناعة اسمه

يرى حلمي بكر أن اسمه الذي صنعه في عالم الموسيقى، جاء نتاج جهد سنوات طويلة من العمل والعطاء، حيث يقول: "لن أقول إن أغنية واحدة صنعت اسم حلمي بكر، في حين أن هناك مطربين جددًا يقدمون أغنية واحدة، ويرون أنهم حققوا نجاحًا، كما يتباهى البعض بأنهم قدموا 4 أغانٍ وطنية، في حين أن رصيدي من الأغاني الوطنية وصل إلى 74 أغنية".

نصيحة عبد الحليم حافظ

جمعت علاقة صداقة بين الفنان المصري عبد الحليم حافظ والموسيقار حلمي بكر، الذي تأثر به، حيث قدم العندليب الأسمر نصيحة لبكر ظل يعمل بها طوال حياته تتمحور حول التركيز فيما هو قادم، وعن ذلك يقول بكر: "لا أتوقف كثيرًا عند العمل الذي أقدمه، فعندما يتم العمل أنظر لما هو قادم، لأن الفنان الحقيقي يعيش في حالة قلق من القادم، وتعلمت هذا الأمر من عبد الحليم حافظ، حيث كنت معه في إحدى حفلاته وكان هذا الحفل ناجحًا، وأثناء تناول العشاء وجدت عبد الحليم يمسك بالشوكة ويخبط على الطبق وبدا قلقًا للغاية، فسألته عن سبب هذا التوتر، فقال لي :"يا حلمي المهم العمل القادم وليس ما قدمته".

فبالرغم مما حققه حلمي بكر من نجاح، فإنه لديه شعور دائم بأنه يبدأ من جديد في كل مرة، حيث يقول: "الفنان يشعر دائمًا أنه في كل مرة يبدأ لأول مرة، وأنا حتى هذ اللحظة أبدأ رغم أنني أعمل منذ أكثر من 65 عامًا، إلا أن بداخلي إحساسًا أنني لا أزال في بداياتي، لأنني إذا توقفت، التاريخ سيحاسبني والأجيال الجديدة والقديمة".

وعلى ذكر الأجيال الجديدة يتطرق حلمي بكر بالحديث عنهم قائلا: "فقدنا تواصل الأجيال، ولدينا الآلاف من المطربين، ولكن للأسف من سيعيش وتتذكره الأجيال المقبلة، يعدون على أصابع اليد الواحدة".

أول ميوزيكال شو

وعن الأغنية التي كانت وجه الخير عليه وأحدثت نقلة نوعية في حياته قال: "كنت أول من أدخل ميوزيكال شو أو عرض موسيقي في مصر على خشبة المسرح، من خلال مسرحية "سيدتي الجميلة"، وكانت فرقة رضا قدمت جزءًا من الميوزيكال شو في عروضها، ولكنني مزجت بين كل عناصر الميوزيكال شو، وأتذكر وقتها أنها حصدت تصفيقًا حادًا من الجمهور بعد مشاهدته، وكان هذا العرض "وش الخير" عليَّ، وكل عمل قدمته كان لبنة في تكوين اسم حلمي بكر".

نجوم الوطن العربي

يفتخر حلمي بكر أنه تعاون مع عدد كبير من المطربين قائلا: "لا يوجد مطرب لم أعمل معه من مطربي مصر والعالم العربي وشمال إفريقيا، سواء عبد الحليم حافظ، وردة، فايزة أحمد، نجاة، محمد رشدي، شفيق جلال، محمد قنديل، وغيرهم مئات الفنانين، وأحيانا أصفق لنفسي وأقول برافو كيف قدمت كل هذه الأعمال".

كانت حسابات حلمي بكر مختلفة في تعامله مع المطربين حيث يقول: "لم أختر يومًا صوتًا لأنه سيعطيني أموالًا أكثر، ولكن كنت أذهب للصوت الذي سيُظهر عملي، وأغنيتي بشكل جيد، وكل مطرب مختلف عن الآخر، فمثلا نجاة مختلفة عن فايزة وعن محمد رشدي وغيرهم".

لم يتوقف عطاء حلمي بكر عند التلحين للمطربين فحسب، ولكن كان للممثلين نصيب من ألحانه أيضًا حيث يقول: "لحنت لكبار الممثلين مثل شويكار وفريد شوقي وغيرهم الكثير من الأغاني التي قدموها في أعمالهم، كما قدمت لأكثر من 20 عامًا فوازير مع نيللي وشريهان".

وردة اختارتني

وعن أكثر المطربين الذين شعر بالارتياح في العمل معهم قال: "كانت وردة أكثر فنانة شعرت بارتياح معها في العمل، وهي صوت ظلمناه في بدايته وقالوا عنها إنها "بتزعق ولا تغني"، ولكن للأسف اعترف الناس بعد ذلك بأنها من أجمل الأصوات وأمينة في الغناء وصاحبة رصيد مقامي في الأداء".

ويضيف: "هي من اختارتني لألحن لها ووقتها كنت حديث التخرج في الجامعة، وقدمنا سويا 13 أغنية عاطفية، بخلاف الأغاني الوطنية والدينية، فمثلا أغنية "معندكش فكرة" قدمتها قبل ما يقرب من 40 عامًا، ورغم ذلك كل مطربي الخليج يتغنون بها حتى الآن، فليس هناك شيء اسمه قديم وجديد ولكن المطرب يعيش بأعماله ولذلك صنعنا الريادة".

يرى حلمي بكر أن كل ما تمناه حققه حيث يقول: "ما أراده الله لي تم وحققته، وكل شيء مُقدر وأنا راضٍ بما حققته، فعُرضت عليّ مناصب في إذاعات عربية وكنت أصغر عضو في المجلس الأعلى للثقافة".

مشروع لم يرَ النور

وعن تفاصيل مشروعه الذي لم يظهر للنور قال: "قدمت عملًا يحمل اسم "كلنا بنكمل بعض" وغنى فيه 13 مطربًا ومطربة منهم من رحل ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، وللأسف لم يُقدّر لهذا العمل أن يظهر للنور، وكان يهدف للم شمل الأمة العربية".

يؤكد حلمي بكر أنه لم يكتفِ نهائيا، رغم ما قدمه من مشوار فني طويل، ولا يزال لديه شغف لتقديم المزيد، موضحًا أن مشروعه لن يكتمل إلا بعد أن يواري جسده الثرى، حيث يقول: مازالت لدي مشروعات فنية مع مطربين جدد من خارج مصر، وهناك أصوات جديدة منهم".