الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نسخ مُرممة خطفت أنظار الجمهور في "البحر الأحمر".. "خلي بالك من زوزو" و"غرام في الكرنك" 50 عامًا من النجاح

  • Share :
post-title
خلي بالك من زوزو

Alqahera News - محمد عبد المنعم

بمحاذاة شاطئ البحر بمدينة جدة السعودية، اصطفت طوابير من جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي أمام قاعة السينما المخصصة لعرض الفيلم المصري المعاد ترميمه بعد عقود من إنتاجه "خلي بالك من زوزو"، بينما ينتظرون اليوم عرض فيلم "غرام في الكرنك" بعد ترميمه أيضًا.

استمتاع الجمهور في الهواء الطلق على أنغام "يا واد يا تقيل" و"الأقصر بلدنا"، الأغنيتان الشهيرتان من الفيلمين المعروضين على هامش المهرجان ضمن برنامج "كنوز البحر الأحمر"، وضعهما في منافسة قوية مع عروض عالمية ودولية جاءت من جميع أنحاء العالم لاقتناص جوائز المهرجان.

أكثر من 50 عامًا مرت على إنتاج فيلمي "خلي بالك من زوزو" للفنانة سعاد حسني، و"غرام في الكرنك" للفنان علي رضا والفنانة فريدة فهمي، ورغم كل هذه العقود، فإن الفيلمين ما زالا مؤثرين في وجدان الجمهور المصري والعربي، وهو ما كان دافعًا قويًا لإدارة مهرجان البحر السينمائي لترميم العملين، وإعادة عرضهما للجمهور العربي والعالمي الذي جاء لحضور فعاليات المهرجان، في مشهد يعبر عن مدى تأثير السينما المصرية في وجدان الفن العربي مهما مر الزمان.

سعاد حسني
أبطال العملين

الفنان حسين فهمي أعرب عن سعادته بعرض فيلم "خلي بالك من زوزو" في مهرجان البحر الأحمر، حيث أكد أنه استقبل حب كبير من الجمهور العربي الذي شاهد الفيلم بالمهرجان، وتوجه بالشكر لكل من ساهم بترميمه، بحسب بيان رسمي أصدره أمس.

بسعادة كبيرة قالت الفنانة فريدة فهمي لموقع "القاهرة الإخبارية" عن عرض النسخة المرممة من فيلم"غرام في الكرنك" بالمهرجان: "مفيش أحلى من كده"، لتؤكد أن الفيلم خطوة مهمة جدا في صناعة السينما، ومسألة ترميمه من قبل مهرجان عربي يدل أنه مازال ساكنا في وجدان الجمهور بتفاصيله وأغانيه، كما أنني كنت أتمنى أن يتم تكريم مخرج العمل الراحل الكبير علي رضا على التحفة الفنية التي تركها لنا، فهو عمل اجتمعت فيه كل عناصر النجاح.

مشهد من فيلم غرام في الكرنك
كلاسيكيات الموسيقى

لا تكمن أهمية الفيلمين المصريين "خلي بالك من زوزو" و"غرام في الكرنك" في القصة أو النجوم المشاركين فحسب، ولكن في كل العناصر التي اكتملت واجتمعت لتحقق نجاحًا كبيرًا في العملين، وكان أحد أهم هذه العناصر الأغاني والاستعراضات التي لا تزال حاضرةً بيننا حتى اليوم، فمَن لا يرتبط في ذهنه أغنية "يا واد يا تقيل" أو "الأقصر بلدنا"، وكان وراء نجاح هذه الأغاني فريق عمل متكامل يقوده كبار الملحنين المصريين، بينهم الراحلان سيد مكاوي وعلي إسماعيل، وحرصنا على التواصل مع أبنائهما الذين عبروا عن سعادتهم بترميم النسخة المرممة من العمل في السعودية، كما تطرقوا للحديث عن كواليس هذه الأعمال.

حفظ للتاريخ

أميرة سيد مكاوي بدأت حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية"، قائلة: "سعيدة بعرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لمحو الالتباس عند الجمهور الذي كان يظن أن العمل كله من ألحان كمال الطويل فقط، بينما والدي سيد مكاوي وإبراهيم رجب عملا في الفيلم، كما أن والدي هو الوحيد الذي لحّن أغنيتين بالعمل وهما خلي بالك من زوزو، واستني".

وتابعت: "لم أرَ كواليس تحضير الأغنيات، ولكنني رأيت علاقة والدي والشاعر المصري الراحل صلاح جاهين بالسندريلا سعاد حسني، فكانا مؤمنين بها جدًا، وكان والدي يحب أن يقدم لها ألحانًا مميزة لأنه يشعر تجاه موهبتها الكبيرة بالمسؤولية".

أما عن إعادة ترميم الأعمال القديمة، فتقول أميرة: "هذا حفظ للتاريخ لأن السينما هي إحدى أدوات كتابة التاريخ، وحينما نشاهد على سبيل المثال فيلمًا في السينما نعرف طبيعة العصر الذي عُرض فيه القصة على الأقل، وكيف كان يعيش الأشخاص وقتها، كما أن عرض الأعمال القديمة والشهيرة بشكل مرمم لأجيال لم تعد تتعامل مع التليفزيون التقليدي، أمر مهم، لأنهم لا يطّلعون على ما سبق من أعمال، ويركزون على الجديد الذي يبث على المنصات الإلكترونية".

سيد مكاوي
موسيقى من قلب التراث

"والدي من مؤسسيي فرقة رضا" هكذا بدأت أشجان علي إسماعيل حديثها عن والدها وفيلم "غرام في الكرنك"، حيث تقول: "كلما كانت تكبر فكرة فرقة رضا، كان يزيد طموحهم لأن يقدموا أفلامًا استعراضية، لذلك ظهر هذا الفيلم الذي لا ينسى، ولا يمكن أن ينكر أحد مجهودات المخرج المصري علي رضا الذي أخرج فيلمًا مشرفًا، بدايةً من استعراضات محطة مصر حتى حتشبسوت والكرنك، فكلها أغانٍ سياحية لم يقدمها فيلم من قبل في ذلك الوقت ليشجع السياحة بهذا الشكل".

وعن كواليس تحضير والدها لموسيقى الفيلم، قالت: "والدي لم يكن يستسهل في تقديم الاستعراضات، وكان يسافر ويشاهد فولكلور البلد والثقافة المتوارثة هناك، ولدية باع من الثقافة لأن يعرف طبيعة الآلات التي يستخدمها وتتناسب مع المكان، وهاتفني أحد المقربين من أسوان في مرة وقال لي حينما أشاهد الفيلم أقول إن علي إسماعيل كانت جذوره من هنا".

كما توضح أن والدها في أغنية "الأقصر بلدنا" كان حريصًا على اختياره للحن المستخدم من ثقافة البلد، فاستخدم على سبيل المثال إيقاع من حدوة الحصان لأن الخيل من تراث المدينة، وفي النهاية كل من في العمل بذل جهودًا متكاتفة أخرجت فيلمًا عاش حتى الآن، ويرمم ويعرض للجمهور العربي في السعودية.

الملحن علي إسماعيل