الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استثناء لا يرسخ قاعدة.. المخرجون يجسدون الواقع بأبطاله الحقيقيين

  • Share :
post-title
فيلم السد

Alqahera News - محمد عبد المنعم

ليست كل تجربة يخوضها أي إنسان يمكن أن تُجسد للجمهور، ولكن هناك بعض المخرجين وجدوا في قدراتهم الإبداعية المهارة والتحدي لتحويل أشخاص حقيقيين إلى ممثلين، يروون تجربتهم بأنفسهم مرة أخرى أمام جمهور السينما، لتجوب حكاياتهم مهرجانات العالم بعد أن عاشوها بمفردهم، ولكن هل هذا الاستثناء يرسخ لقاعدة؟

الإجابة عند صنّاع الفن والنقاد، بعد 4 أعمال قرر مخرجوهم ألا يستعينوا بممثلين، بل أرادوا أن تخرج المشاعر الحقيقية من صنّاع الحدث نفسه، وتأهيلهم وبذل الجهد المتواصل ليكونوا ممثلين لأول مرة، ومن بينهم:

السد

يحكي فيلم "السد" قصة شاب يدعى "ماهر" يعمل في مصنع للطوب بالسودان، ويحرص مساء كل يوم على أن يترك كل من حوله ويتوغل في الصحراء، ليصنع شيئًا غامضًا لمن حوله.

بطل الفيلم والقصة الحقيقية للسوداني ماهر الخير، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل مناصفة، مع الممثل محمود بكري بطل فيلم "عَلم" في الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، وكان الفيلم هو ظهوره الأول على شاشة السينما التي حوّلته من عامل بمصنع للطوب إلى نجم سينمائي يجوب المهرجانات العالمية بفيلمه ويبحث عن حصد الجوائز.

يقول "ماهر" لموقع "القاهرة الإخبارية": "وقوفي الأول أمام الكاميرا لم يكن سهلًا، لكن المخرج اللبناني علي شري، عقد عددًا من جلسات العمل معي لأتمكن من تجسيد المشاهد حسب رؤيته الإخراجية".

وأضاف: "أرى أن هذا الدور بمثابة تأدية واجب وطني تجاه بلدي السودان، كما أن الجمهور العربي استقبل الفيلم بكل حب، وأيضًا حينما عُرض الفيلم بمهرجان كان السينمائي تلقيت ردود فعل رائعة على العمل الذي أطمح أن يكون خطوة لنهضة السينما السودانية".

أما المخرج اللبناني علي شري فيفسر سبب اختياره أحد العمال لتجسيد القصة قائلا لموقع "القاهرة الإخبارية": "كتبت الفيلم بعدما التقيت بالعمال في صحراء السودان عند سد "مروى"، وتعرفت على حياتهم، وتفاصيل صناعة الطوب، لذلك كنت حريصًا على أن أُخرج الصورة الحقيقية التي وجدت عليها الناس هناك".

فيلم السد
بعيدًا عن النيل

في الدورة نفسها التي عُرض فيها "السد" تم عرض عملًا تسجيليًا آخر يحمل اسم "بعيدًا عن النيل" للمخرج المصري شريف القطشة، والذي فاز بجائزة أفضل عمل غير روائي بمسابقة "آفاق السينما العربية" في الدورة نفسها لمهرجان القاهرة السينمائي.

الفيلم يقدم 12 موسيقيًا من دول حوض النيل، ويسرد عددًا من المواقف الخاصة بهم، من خلال جولاتهم حول العالم.

المخرج المصري شريف القطشة يحكي سبب اختيار موسيقيين حقيقيين أبطالًا لفيلمه وعدم الاستعانة بممثلين محترفين، حيث يقول لموقع "القاهرة الإخبارية: "أعجبت بما يقدمه هؤلاء الموسيقيون لذلك اقترحت عليهم أن أصور معهم فيلمًا، وأن أكون موجودًا معهم في جولة بأمريكا، لرغبتي في تسجيل مواقف طبيعية وعفوية لهم، لأنقلها إلى الجمهور".

فيلم بعيدا عن النيل
يوم الدين

عام 2018 ظهرت تجربة مميزة وهو فيلم "يوم الدين" للمخرج المصري أبو بكر شوقي، الذي حرص على توثيق رحلة "بشاى" وهو أحد المصابين بمرض الجذام.

الفيلم حقق قدرًا كبيرًا من الإشادة والنجاح في المهرجانات الدولية المختلفة، ونافس على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي، وحصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل من مركز السينما العربية.

فيلم يوم الدين
جلد حي

قدّم المخرج المصري أحمد فوزي صالح تجربة مميزة عام 2010 من خلال فيلم "جلد حي" الذي وثّق به حياة العاملين بالمدابغ من خلال رصد حياة الطفلين "محمد فرج" و"شوشو" وهما أحد العاملين في هذا المجال.

استثناء

الناقد المصري طارق الشناوي يعلّق على مشاركة أبطال القصص الحقيقيين في الأعمال ويقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "هو الاستثناء الذي يؤكد للقاعدة ولا يرسّخ لها، لأن كل من عاش تجربة لن يستطيع تجسيدها، ولن نستطيع أن نُحصي ما قامت به هذه الشخصية في الحياة أمام الكاميرا، ولكن تزداد هنا قوة وجود المخرج الذي سيُضيف أشياء غير موجودة في الشخص أمام الكاميرا ليحوله إلى ممثل، مثلما حدث في فيلم "يوم الدين" فقد جعل المخرج أبو بكر شوقي من بطل فيلمه ممثلًا حقيقيًا أمام الكاميرا".

وتابع: "أغلب من يخوضوا تلك التجارب لن يكملوا مشوارهم في التمثيل، مثل بطل فيلم يوم الدين، بينما أعتقد أن السوداني ماهر الخير بطل فيلم "السد" سيكمل المشوار خاصة أن لديه الموهبة لأن يستمر".

فيلم جلد حي