الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد انتخاب الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد.. ما هي أبرز التحديات؟

  • Share :
post-title
الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد

Alqahera News - محمد صبحي

بعد تسلم الرئيس العراقي الجديد، عبد اللطيف رشيد، مهامه بقصر السلام، وتجاوز العراق لأزمة سياسية عميقة، لمدة عام كامل، أخفق خلاله البرلمان العراقي في انتخاب رئيس للجمهورية 3 مرات، خرج الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، بتصريحات متفائلة، عبر فيها عن أمله في تشكيل الحكومة بسرعة، وأنه يسعى للتركيز على إقامة علاقات متوازنة بين بلاده ودول الجوار، وأنه سيبذل قصارى جهده للتقريب بين القوى السياسية ورعاية حواراتها، إضافة إلى حماية الدستور، والمساهمة في حل المشاكل بين إقليم كردستان والحكومة المركزية.

وفي الوقت الذي يضع الكثيرون آمالهم على هذه الخطوة، لخروج العراق من المأزق السياسي، وأن يفتح انتخاب الرئيس العراقي الطريق أمام تشكيل الحكومة الجديدة، وإجراء الانتخابات البرلمانية كان للسياسيين العراقيين رأي آخر.

فكيف يرى رجال السياسة العراقيون الوضع في المرحلة المقبلة وما هي أبرز التحديات أمام الرئيس العراقي الجديد؟

الدكتور حسن الجنابي
الجنابي: لا يوجد أي إشراقة

الدكتور حسن الجنابي، دكتور العلوم السياسية وعضو مجلس النواب العراقي السابق، قال: "إن الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والصحي والتعليمي، وكافة الخدمات في العراق، سيئ إلى درجة كبيرة، وفي حالة تراجع منذ 2003 إلى يومنا هذا".

وأضاف الجنابي في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن أسباب هذا التراجع واضحة، لأن مفاصل الدولة يعتريها الفساد، وأضاف عضو البرلمان العراقي السابق، أنه منذ تشكيل أول حكومة عام 2006 وحتى 2018، تم سرقة ألف مليار دولار ، حسب تقارير هيئة الرقابة المالية العراقية.

وتابع "الجنابي"، أن آخر فضيحة قبل أيام ليست ببعيدة، بعد سرقة أكثر من 10 مليارات دولار من هيئة الضرائب، ومن مبالغ التأمينات لأصحاب الشركات التي نفذت مشاريع، وعن توقعاته المستقبلية، قال الجنابي إنه يرى أن مسلسل القتل والتصفيات مستمر بسبب امتلاك المليشيات للسلاح ، وختم الجنابي كلامه قائلاً: "لا أرى أي إشراقة تُخرج البلاد من النفق المظلم".

عبد الكريم الوزان: أتوقع عمليات مسلحة

من جانبه يقول الدكتور عبد الكريم الوزان، المحلل السياسي والأكاديمي العراقي، إنه لا يتوقع نهاية الأزمة بانتخاب الرئيس العراقي الجديد، وإنه يتوقع بداية أزمة جديدة.

وأكد الوزان في تصريحات خاصة لـ "القاهرة الإخبارية"، أن الأزمة لا تنتهي بانتخاب الرئيس الجديد، لأنها لا تحظى بموافقة تيار سياسي كبير مثل التيار الصدري، والشعب بالدرجة الأولى، مؤكدا أن انتخاب عبد اللطيف رشيد، يمثل عودة حزب الدعوة، وهو ما يعني العودة إلى المربع الأول أي للصفر، وأشار إلى أن انسحاب مقتدى الصدر من العملية السياسية، لا يعني حل الأزمة، لأن مواقفه غير ثابتة، ومتغيرة وكل يوم تجد له قرار، مؤكدا أهمية إرضاء التيار الصدري، وأنه إذا أرضى الرئيس العراقي التيار الصدري عليه أن يلجأ إلى محاولة إقامة علاقات مع القوى الوطنية في العراق التي في المهجر العام، لأن هناك أحزاب ومعارضة مئات الألوف عليهم ألا يتجاهلوهم.

وعن الانتخابات البرلمانية، قال "الوزارن" إنها لا تتم إلا بتغيير كامل للحكم، وأنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات حرة نزيهة في ظل وجود الأحزاب، وأنها يمكن أن تتم بعيدا عن التدخلات الإيرانية، ولكنها لن تتم بعيدا عن التدخلات الأمريكية.

وتوقع السياسي العراقي، أن يحدث تغيير في نظام الحكم، إما بسبب التظاهرات في إيران، والتي يمكن أن تفقد نظامها الحالي الحكم، وإما بسبب ضربة للمفاعل النووي هناك، وفي الحالتين سيتم ضرب أذرع إيران في العراق وعندها يمكن إجراء انتخابات حرة.

وأوضح "الوزان" أن وعود الرئيس العراقي الجديد والتي أطلقها بعد انتخابه، لا يمكن أن تتم بدون حسم الأمور، وأهمها إرضاء التيار الصدري حتى يدخل العملية السياسية، وأهمها إجراء انتخابات حرة يجب أن تحظى بمراقبة دولية وعربية.

وتابع: "المطلوب في الانتخابات أن تكون البلاد خالية من المليشيات والأحزاب، والدولة العميقة ولا تصدق وجود انتخابات حرة بوجود هؤلاء ويجب أن تكون هناك مراقبة دولية وعربية للانتخابات"، وعن أبرز التحديات التي تواجه العراق، بعد انتخاب الرئيس العراقي الجديد، قال الوزان إنها تتمثل في الصراع الصدري والرفض الكبير لأكبر تيار شعبي في العراق، وهو تيار مقتدى الصدر، وهذا تحدٍ يجب أن يؤخذ في الحسبان، وتوقع السياسي العراقي، أن تشهد العراق عمليات عسكرية أو مسلحة داخل المدن خاصة.

وأشار "الوزران" إلى أن هناك مشاكل كثيرة للعراق، منها أزمة المياه ومنها جيوب تنظيم "داعش" الإرهابي، هنا وهناك، وبالتالي لا خيار أمام الرئيس الجديد والحكومة سوى التوافق مع مقتدى الصدر، ومحاولة إدراجه في العملية السياسية، والأمر الآخر هو أنه لا حل شامل شافي إلا بإجراء انتخابات برلمانية شعبية بمنأى عن التدخلات الإيرانية بالدرجة الأولى والأمريكية، وأن تكون هذه الانتخابات بإشراف دولي لتأمينها وبإرضاء التيار الكبير المعارض وهو تيار مقتدى الصدر ومن خلال هذين العاملين يمكن أن تستقر الأمور.