الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واقعية أوصلته للعالمية.. عاطف الطيب مخرج البسطاء

  • Share :
post-title
عاطف الطيب

Alqahera News - إيمان بسطاوي

تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد المخرج المصري الراحل عاطف الطيب، صاحب المناحي المتنوعة التي تناولت حياة المواطن البسيط بمنظور واقعي، ليُعبر عنه من خلال أفلامه من منطلق سينما الواقعية الجديدة التي ميّزت جيله من المخرجين، ومنهم محمد خان وداود عبد السيد وغيرهما، متأثرين بما شهدته السينما العالمية، خصوصًا الإيطالية في ذلك الوقت، من رصد لواقع المجتمع.

تثير أعمال عاطف الطيب الكثير من التساؤلات وتصنع حالة من الجدل، لأنه قادر على الوصول بها لعقل وقلب المواطن، حتى إنه لُقّب بـ"مخرج الغلابة"، إذ أثرت نشأته ومولده في قلب محافظة سوهاج جنوب مصر، في مثل هذا اليوم عام 1947، على نظرته للحياة، التي انعكست بدورها على أعماله بدفاعه عن البسطاء، فكان مُغرمًا بالسينما منذ الصغر ليسير وراء حلمه ويدخل المعهد العالي للسينما ويتخرج في قسم الإخراج، ليبدأ مشواره بتقديم أروع الأفلام على مستوى الوطن العربي، حتى إن ثلاثة أفلام منها تُصنف ضمن  قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

كان شغفه الدائم بالسينما دافعًا للعمل خلال فترة الدراسة مساعد مخرج ثان في عدد من الأفلام منها "ثلاثة وجوه للحب" مع مدحت بكير عام 1969، ثم مساعد مخرج في أفلام منها "إسكندرية ليه" للمخرج يوسف شاهين، حتى أنتج وأخرج أولى أفلامه "الغيرة القاتلة" بطولة نور الشريف ويحيى الفخراني، لكن العمل لم يلق قبولًا نقديًا، ولم ترحب المقالات النقدية وقتها بالسينمائي الشاب الجديد.

لكن نفس من هاجموه في تجربته الإبداعية أولى، أذهلهم ما قدمه في تجربته الثانية مع نور الشريف أيضًا "سواق الأتوبيس" الصادر في العام نفسه 1982، ونال العمل جوائز عدة منها جائزة العمل الأول لمخرجه من مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة التمثيل الذهبية لبطله في مهرجان نيودلهي السينمائي الدولي، والسيف الفضي من مهرجان دمشق، وغيرها.

رغم أن القدر لم يمهل المخرج عاطف الطيب وقتًا طويلًا بسبب مرضه بالقلب ووفاته عن عمر ناهز 48 عامًا، لكنه قدّم على مدار 15 عامًا نحو 21 فيلمًا.

تعامل عاطف الطيب مع عدة نجوم منهم أحمد زكي، مكونًا ثنائياً فنيًا مميزًا، وكان بطلًا شعبيًا في كثير من أفلامه منها "الهروب" و"البرئ"، و"التخشيبة"، و"ضد الحكومة" و"الحب فوق هضبة الهرم"،  كما كان للفنان نور الشريف نصيب كبير من تصدر بطولة أفلامه منها "سواق الأتوبيس"، و"ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"، و"كتيبة الإعدام" و"قلب الليل"، و"ضربة معلم"، و"الزمار"، كما قدّم مع الفنان محمود عبد العزيز أفلام "أبناء وقتلة" و"الدنيا على جناح يمامة" وغيرهما.

كان لعاطف الطيب تجربة عالمية من خلال مشاركته في إخراج فيلم للنجم جيمس بوند "الجاسوس الذي أحبني" من خلال مشاركته كمساعد مخرج في هذا العمل، كما شارك في إخراج  الفيلم العالمي "جريمة على النيل" للكاتبة أجاثا كريستي، وأخرجه جون جويلرمن، وتم إنتاجه في الولايات المتحدة الامريكية عام 1978، كما تعاون مع المخرج فرانكلين شافنر في فيلمه العالمي" أبو الهول" عام 1980.

ظل "الطيب" متحيزًا للفقراء حتى في مرضه بعد أن عُرض عليه السفر للعلاج على نفقة الدولة للعلاج والخضوع لعملية جراحية، لكنه قال "ظللت لسنوات في أعمالي أدافع عن الفقراء، فغيري أولى بهذه الفرصة"، ليسدل الستار على حياته التي انتهت في 23 يونيو من عام 1995، مُخلّدًا اسمه بأعمال اتسمت بالعمق والواقعية واستطاعت أن تعيش مع الجمهور رغم تعاقب الأجيال.