الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"باتريوت".. سلاح الحسم أم ورقة ضغط في الأزمة الروسية الأوكرانية؟

  • Share :
post-title
منظومة الباتريوت الأمريكية

Alqahera News - محمد أبوعوف

توشك الحرب "الروسية - الأوكرانية" أن تدخل عامها الثاني بسلاح جديد، تشهده أرض المعركة، قد يقلب موازينها أو يكون بلا تأثير يذكر.

السلاح الجديد هو أنظمة الباتريوت الصاروخية "أرض - جو"، الذي يعد واحدًا من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى أوكرانيا للحصول عليه، فهل تتمكن "الباتريوت" من حماية سماء كييف؟.

عدد من الخبراء أكدوا لـ"القاهرة الإخبارية"، أن منظومة باتريوت الدفاعية خطوة جديدة من شأنها تعزيز قدرة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية المتفوقة، لكنها لن تكون حلًا سحريًا لإنهاء الحرب "الروسية - الأوكرانية".

لن تحسم المعركة

الدكتور أحمد عليبة، رئيس وحدة التسليح بالمركز المصري، قال في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية" إن ميادين الحروب ساحة خصبة لتجارب الأسلحة بشكل عام، وظهر ذلك خلال الأزمة السورية عندما استخدمت أطراف الصراع 1000 تجربة. 

وأضاف "عليبة" أن الوضع في أوكرانيا مختلف تمامًا، ومر بمراحل كثيرة شهدت ظهور العديد من هندسة التسليح، وتوقع أن تكون "الباتريوت" أحد العناصر المهمة في تغيير قواعد الاشتباك ويشكل قيمة قوية لأوكرانيا، لكنها لم تُختبر بالشكل الكامل. 

وتابع: "الجانب الروسي يتلقي دائمًا استفزازات ذات طابع سياسي؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تأخذ خطوة إلى الأمام في استمرار دعم أوكرانيا". 

وأشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي من هذا النوع فعّالة للدفاع عن القواعد العسكرية، ومن غير المرجح أن تكون قادرة على تغطية مدن أوكرانيا أو حسم المعركة، ولن تقوّض دور الأسلحة الأخرى. 

الباتريوت
إطالة أمد الحرب

أما الخبير في الشؤون الروسية الدكتور مسلم شعيتو، فقال إن الغرب وأمريكا لديهما رغبة قوية في إطالة أمد الحرب الأوكرانية رغم علمهما في النهاية؛ أن كييف ستكون مع روسيا.

وأكد أن منظومة الباتريوت ستعطل قليلًا الحرب لكنها لن تغير مجري المعارك، واستشهد "شعيتو" بالوقت الذى قذفت فيه العراق إسرائيل ولم تتمكن "الباتريوت" من اعتراض صاروخ واحد، وأن كثرة الحديث عن تسليم أوكرانيا لتلك الأنظمة بمثابة دعاية إعلامية.

وقال إن أنظمة الباتريوت محاولة أمريكية لإطالة أمد الحرب والمعاناة من أجل دفع الدول الأوروبية إلى دعم أوكرانيا وزيادة المساعدات، وذكر أن القوات الروسية تستهدف البنية التحتية الخاصة بـ"الجيش الأوكراني" والمرتزقة في نقل الأسلحة وتشغيل معداتهم ومصانعهم، وأكد أن القيادة الأوكرانية لا تأخذ بعين الاعتبار أن هذه البنية التحتية مدنية لكنها تستعملها عسكريًا.

أنظمة الباتريوت
خطوة مهمة لأوكرانيا

من جانبه، قال الدكتور بوهدان هورفات، المحلل السياسي الأوكراني، إن أنظمة الباتريوت ليست عنصرًا حاسمًا في الحرب "الروسية - الأوكرانية"، لكن حصول "كييف" عليها خطوة سياسية مهمة.

وأضاف "هورفات"، أننا نعيش أسطورة الاتحاد السوفيتي منذ الحرب العالمية الثانية، وأكد أن العامل الحاسم في هذه الحرب ليست أنظمة باتريوت، لكن الدعم الاقتصادي والتقني المستمر لكييف، وحماسة وعزيمة وشجاعة الجيش الأوكراني وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة.