الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصاد 2022.. الحرب الروسية الأوكرانية "خارج المنطق"

  • Share :
post-title
الدمار يسيطر على المشهد في أوكرانيا جراء الحرب

Alqahera News - هبة وهدان

قال الإعلامي إبراهيم الجارحي، إن عام 2022 بدأ بواحد من أكثر الأحداث التي تتحدى المنطق في التاريخ الإنساني، وهو شن روسيا لعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا (وفق المسمى الروسي) وأنه بالمنطق السياسي والعسكري لا يوجد توقيت أفضل من بداية هذا العام لهذا الغزو.

المنطق السياسي والعسكري لأزمة روسيا وأوكرانيا

أضاف "الجارحي" خلال أولى حلقاته برنامجه "بالمنطق"، المذاع على "القاهرة الإخبارية"، أنه بالمنطق السابق استعادت موسكو وضعية القوة والتأثير الإقليمي والعالمي على مدار الـ 10 سنوات الماضية، ويمكن اعتبار هذا العام الحالي عام حصاد لهذه القوة، موضحًا أن ضعف حلف الناتو، خصم روسيا الأول، جاء في صالحها، إذ إن قدرته حاليا على الحرب أقل بكثير من وقت سابق، وأنه لو حدث حرب مثل التي وقعت قبل 20 عامًا لكان الحلف على الأرض.

أشار "الجارحي"، إلى أنه "بالدليل المنطقي لعدم استعداد حلف شمال الأطلس للحرب، أنه حتى تلك اللحظة لم يدخل الحرب رغم مرور 10 أشهر، إذ إن شأنه شأن العالم الذي خرج توه من أزمة وباء الكوفيد، لا يملك طاقة نفسية أو اقتصادية لمحاربة روسيا التي اختارت فتح معركة في عمقها الاستراتيجي، وأن الولايات المتحدة هي الأخرى في أقل حالتها السياسية استعدادًا لدخول حرب جديدة، فضلًا عن أنها لا تريد الدخول في حرب مع موسكو".

لا أحد فائز من الحرب ضد موسكو

كما ذكر أنه من المعروف أن أي حرب ضد موسكو تتكلف الكثير، ولا يخرج أحد منها فائز، نظرًا للطبيعة الجغرافية لروسيا ولما تتوافر لها من إمكانيات سكانية واقتصادية وعسكرية.

نوّه "الجارحي" إلى أن روسيا في أول أسابيع من عمليتها العسكرية كانت تحشد قوات خارج العاصمة الأوكرانية كييف، وكان يمكنها إكمال السيطرة عليها، إذ إنها لم تكن المرة الأولى التي تشن فيها موسكو هجومًا على عاصمة أوكرانيا "كييف" في أيام، فهي أرض مدروسة بالنسبة للعسكرية الروسية منذ قرون، ومع ذلك توقف الزحف وتحولت الاستراتيجية الروسية لحرب مزمنة.

أضاف، أنه لا يوجد عقل بدائي يقول إن روسيا لديها استعداد لتعيد مأساتها في أفغانستان، التي ظلت تحاربها نحو 10 سنوات وخرجت منها بنتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن المنطق التاريخي أقرب وأنسب لطرف روسيا في الحرب حتى وإن كان ثقيل الخسائر.

المنطق الاقتصادي

من ناحية المنطق الاقتصادي، قال "الجارحي" إنه لا يوجد توقيت أسوأ من بداية 2022 لهجوم روسيا على أوكرانيا، فالعالم يعاني من انكماش اقتصادي صعب بعد عامين من كوفيد19، وبينما تستعد الدول لموجة من الانتعاش جاءت الحرب لتحبط الجميع وتهبط بنسب النمو الاقتصادي للقاع.

وأوضح أن المنطق يتحدث بأن الدول المتحاربة هي أكثر دول تأثرًا بالحرب، وهي الدول التي تنفق على السلاح وتخسر بنيتها التحتية، والأكثر تأثرًا بعمليات النقل والإمداد والتموين، وهي الدول التي تزيد فيها عمليات الفقر ويضطرب اقتصادها بشكل عام، لكن روسيا وأوكرانيا خالفتا تلك الحقيقة، إذ إن هذه الحرب خالفت المنطق وتأثيرها خلّف نتائج مرعبة على العالم بأسره، إذ إن هاتين الدولتين المتحاربتين أسواقهما لم يواجها أزمة طاقة وغذاء وعملة ونقص الحبوب وزيوت الطعام رغم أن الحرب تجري في أراضيهما.