الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وحيد سيف.. كوميديان ظلمه الفن وأنصفه الجمهور

  • Share :
post-title
الفنان المصري وحيد سيف

Alqahera News - محمد عبدالمنعم

حينما تشاهده على الشاشة أو على خشبه المسرح، من الصعب ألا يلفت انتباهك، فمهما كانت الظروف في حياته إلا أنه حينما يقف أمام الكاميرا يتحول إلى كوميديان لا مثيل له، رغم أن دوره ليس أساسيًا أو نجم شباك، لكنه يتسرب إلى قلبك بسرعة، فتبحث عن باقي أدواره وتتعلق به، وهي الطريقة نفسها التي تسرب بها إلى الوسط الفني بخفة وتلقائية ومهارة، جعلت اسمه بين الكبار في فترة وجيزة، ولا يكتمل عمل إلا بوجوده.

مصطفى سيد أحمد سيف أو" وحيد سيف " كما اشتهر بلقبه الفني ابن مدينة الإسكندرية، الذي ولد عام 1939 وتحل ذكرى وفاته اليوم، كان الابن الأكبر لأسرة مكونه من 4 أولاد وبنتين، فكانت والدته تحب دائما أن تناديه بـ "وحيد" رغم أن اسمه الحقيقي مصطفى، لكنه ارتبط بالاسم الذي فضلته والدته ليظل معه حتى النهاية.

إخوان غانم

انتقل "سيف" إلى القاهرة، وخلال تواجده في الجامعة حيث كان مُلتحقًا بكلية الآداب قسم التاريخ، التقى بالفنان الراحل سمير غانم، الذي يدرس في كلية الزراعة ويحكي عن اللقاء الأول قائلا: "كنت أعمل في مسرح الجامعة وكان كل الطلاب يحبون أن يأتوا إلى كلية آداب للجلوس هناك، وذات يوم قابلني سمير غانم وقال لي "ممكن أشتغل معاك يا بيه"، فقلت له وريني مشهد، وحينما سار بطريقته الكوميدية سقطت من الضحك، وكونا وقتها فرقة "إخوان غانم"، وكان معنا عادل نصيف، حيث عملنا سويًا لفترة وكنا نأخذ أجرًا ٤ جنيهات، وبعدها قرر سمير أن يكون ثلاثي أضواء المسرح ولكنني لم أستمر معهم".

ويرجع السبب في عدم استمرار وحيد سيف مع سمير غانم في فرقته رغم النجاح الذي حققاه، هو انشغاله بوظيفة حكومية حسبما روى الأخير في لقاء سابق له.

روبابكيا

يستكمل وحيد سيف مشواره بعد التخرج ويصادفه الحظ بلقاء الفنانة تحية كاريوكا، التي كان لها فضل كبير عليه في مشواره ويحكي في لقاء متلفز ويقول: "عملت معها في مسرحية روبابكيا، وهو العمل الذي جعلني أنتشر سريعًا وسط الجمهور".

وتابع: "كما أنني دائمًا أحب أن أحكي في أي لقاء لي عن تحية كاريوكا الإنسانة، فقد كانت امرأة قوية ولا يهمها أحدًا، ولكنها في الوقت نفسه عطوفة وأحبت المسرح، ولها موقف معي لا أنساه، فقد استيقظت يومًا مبكرًا، وذهبت معي إلى المحافظ لتطلب لي شقة.

الرتمير

أبهر وحيد سيف المخرج حسن الإمام، في فيلم "خلي بالك من زوزو" وقال في لقاء تلفزيوني له: "كنت في بداياتي وأريد أن أثبت نفسي حيث أسند لي المخرج حسن الإمام دورًا صعبًا، فرغم أنه مشهد واحد لكنه كان طويلًا ويجب أن يُنفذ باحترافية ويؤخذ في نفس واحد، لذا تدربت عليه جيدًا، وعندما قال أكشن لم يصدق ما أفعله ووقف يصفق لي، وأطلق عليّ لقب "الرتمير" وقال لهم "بياخد ويدي على المسرح بسرعة وقوة".

ضعف وقوة

وحيد سيف الذي قدّم في مشواره ما يزيد عن الـ 300 عمل متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون، يرى أنه ظُلم في مشواره الفني حيث يقول في لقاء تلفزيوني: "أنا بكيت كتير لوحدي، واتظلمت في حياتي كتير، وأتذكر مرة أن نجمًا كبيرًا وجدني أقف في كواليس عمل درامي وأقرأ السيناريو فغار مني، وبعدها عدت إلى منزلي هاتفني المنتج ليقول لي إن هذا النجم هو من سيقوم بالدور".

ويحكي في اللقاء نفسه عن نقاط ضعفه وقوته ويقول: "لدي نقاط ضعف وهي دموع الآخرين ونقطة القوة في داخلي هي الاحتمال فقد أكون مريضًا جدًا ولا أستطيع الوقوف أمام الكاميرا، ولكن حينما يقولون أكشن أتحول لشخص آخر"..

شرط العمل مع عادل إمام 

كان وحيد سيف يثق في قدرته الكوميدية، ودوره الفعال في أي عمل، وعلى الرغم من أنه عمل مع الفنان عادل إمام في ٦ أفلام، فإن المسرح كان له وضع مختلف، ولم يقدم أي عمل مع "الزعيم"، ويقول في لقاء تلفزيوني: "عادل إمام كوميديان جبار وأبكاني جدًا في أفلامه أيضًا، ولكن إذا أراد أن يجمعنا عملًا سويًا في المسرح عليه أن يهاتفني بنفسه ويطلب مني ذلك، وأحب أن أنوه إلى أنني أعشق ارتجال سمير غانم فهو عبقري".

وحيد سيف وعادل إمام
ليس عائليا 

تزوج وحيد سيف ثلاث مرات، وأنجب الممثل أشرف سيف وناصر وإيمان وإيناس، وعلى الرغم من تعدد زيجاته إلا أنه يعتبر نفسه شخصًا ليس عائليًا ويقول: "أنا لست عائليًا لعدم استقراري في الزواج، كما أن ظروفي كانت أقوى مني، وفشلت في زيجاتي".

رحيل 

في صباح مثل هذا اليوم عام 2013، وعن عمر ناهز 79 عامًا، انتهت حياة هذا الكوميديان الكبير، ولكن ما زالت أعماله باقية في قلوب كل محبيه، وما زال متناقلًا بين الأجيال، يحكون عن سيرته الفنية وحياته، فإذا كان سيف شعر أنه ظلم في مشواره الفني، فإن الجمهور أحبه وأنصف فنه الحقيقي.