الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 3 أيام من الكارثة.. الأمم المتحدة تجد الوقت ملائما لتقييم احتياجات سوريا

  • Share :
post-title
آثار الزلزال في سوريا

Alqahera News - سمر سليمان

"الطرق مدمرة والناس يموتون، حان الوقت لاستكشاف جميع السبل الممكنة لتوصيل المساعدات والأفراد إلى جميع المناطق المتضررة، يجب أن نضع الناس أولًا"، بتلك الكلمات وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الوضع المأساوي في سوريا، كاشفًا عن عزم واضح من المؤسسة الأممية لتقديم الدعم للدولة المنكوب أهلها جراء الزلزال القوي، الذي ضرب المنطقة هذا الأسبوع، وأسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

بينما تتواصل عمليات البحث للعثور على ناجين في أجواء من البرد الشديد، تتضاءل معها فرص إخراج ناجين من تحت الأنقاض بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال، قالت الأمم المتحدة، إن مساعدات الطوارئ إلى سوريا لا ينبغي أن تُسيس.

وضرب فجر الإثنين الماضي، زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف قرابة 20 ألف حالة وفاة، وخسائر كبيرة بالممتلكات في البلدين.

ومنذ اللحظات الأولى، وعلى مدار 3 أيام طلبت سوريا مد يد العون لفرقها الإغاثية، لإنقاذ الآلاف من ضحاياها العالقين تحت الأنقاض، إلى جانب دعم إمكاناتها الطبية والإغاثية، وبالمقابل استنفر الدعم العربي، جيران المنطقة إليها لنجدتها بفرق ومساعدات، في ظل كارثة تستدعي تحركًا دوليًا شاملًا، من أجل تسريع وتيرة إنقاذ الأرواح، وإيواء المتضررين، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.

فيما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديم الدعم للمتضررين في سوريا، لكنه بعد طلب سوريا تفعيل آلية الحماية المدنية، من جانبها قالت لندن: إنها تتواصل مع الأمم المتحدة بشأن تقديم الدعم لسوريا، الأمر الذي قابله مسؤولون سوريون باعتباره تذرعًا بالعقوبات المفروضة على البلاد.

حان الوقت لتقييم احتياجات سوريا

قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الخميس: إن مارتن جريفيث، مسؤول المساعدات بالمنظمة، سيزور غازي عنتاب في تركيا، وحلب ودمشق في سوريا، مطلع الأسبوع المقبل، لتقييم الاحتياجات والاطلاع على أفضل سبل تعزيز الدعم من جانب الأمم المتحدة.

وأعرب جوتيريش، في مؤتمر صحفي بنيويورك، عن آماله في أن تتمكن الأمم المتحدة من استخدام أكثر من معبر حدودي واحد لإيصال المساعدات، في إشارة إلى تسهيل سبل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر تركيا.

فتح معابر حدودية

قال جوتيريش: "هناك العديد من وكالات الإغاثة غير التابعة للأمم المتحدة التي تقدم بالفعل خدماتها عبر معابر أخرى.. سأكون سعيدًا جدًا إذا كان هناك إمكان لقيام الأمم المتحدة بذلك أيضًا من خلال أكبر عدد ممكن من المعابر".

ووفق ما أفادت وكالة رويترز، استؤنف تسليم مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا، من تركيا، اليوم الخميس بعد أن توقف لفترة وجيزة بسبب الزلزال.

كانت تركيا أعلنت مساعٍ جارية لفتح معبرين حدوديين آخرين مع سوريا، للتمكين من تدفق المساعدات الإنسانية إلى جارتها، التي ضربها الزلزال، وفق تصريحات أدلى بها مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، أمس الأربعاء.

ولطالما قالت الحكومة السورية، إنه يمكن إيصال المزيد من المساعدات إلى جميع الخطوط الأمامية من داخل البلاد.

سوريا: الوضع صعب.. ارفعوا العقوبات

قال حسن الغباش، وزير الصحة السوري، إن بلاده رغم ما تمر به من كوارث وفي ظل ظروف صعبة وتحديات، ستقدم كل ما تستطيع من خدمات لمواطنيها، لافتًا إلى أن حجم الكارثة كبير وتداعياتها ستكون كبيرة الأمد.

وأكد "الغباش"، خلال مؤتمر صحفي، اليوم، تضافر جميع مؤسسات الدولة السورية بمختلف قطاعاتها الحكومي والخاص والأهلي والنقابات المهنية والمجتمع المدني، الذي ساعد بشكل كبير تعويض النقص الحاصل نتيجة العقوبات المفروضة على البلاد.

وانتقد وزير الصحة السوري، موقف المجتمع الدولي المتباطئ في دعم بلاده في مصابها، متفقًا مع تصريحات سابقة، الثلاثاء الماضي، لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي طالب وقتها الدول الأوروبية بإرسال مساعدات إلى بلاده المنكوبة، داعيًا إلى ضرورة "عدم التذرع بالعقوبات" المفروضة على سوريا.

ومنذ عام 2011، تفرض الولايات المتحدة ودول أوروبية عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية.

يساعدون سوريا

وإلى جانب فرق إنقاذ عربية من مصر والعراق ودول أخرى تعمل حاليًا لتقديم الدعم في سوريا، أعلنت الولايات المتحدة أنها تقدم بالفعل مساعدات هناك من خلال "المنظمات الإنسانية المدعومة أمريكيًا في البلاد، وأصدرت روسيا أوامر لقواتها المتواجدة في البلاد بالمساعدة في جهود الإنقاذ، كما أرسلت فرق إنقاذ لتقديم العون والمساعدة، ومن جانبها فعّلت منظمة الصحة العالمية شبكتها من فرق الطوارئ الطبية من أجل تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمصابين والأكثر عرضة للخطر.

وفي أحدث إحصاء حتى كتابة التقرير، ارتفعت وفيات شمال غرب سوريا إلى أكثر من 2030 وفاة، وأكثر من 2950 جرحى، فيما أعلنت الصحة السورية ارتفاع الوفيات إلى 1347 حالة، و2295 مصابًا في 4 مدن، هي "اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس".