الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الإيمان والإنسانية وحب الوطن.. 3 دروب لفهم عالم تحية كاريوكا

  • Share :
post-title
الفنانة المصرية تحية كاريوكا

Alqahera News - محمود ترك - محمد عبد المنعم

دروب كثيرة يجب أن يسلكها من يريد الاقتراب من عالم النجمة الراحلة تحية كاريوكا ليفهمها عن قرب، يبدو أولها بديهيًا للغاية، ويتعلق بتاريخها الفني المعروف للجميع، إذ ظهرت علامات الموهبة والتميز على الفنانة المصرية منذ الوهلة التي عرفت طريقها إلى صالة بديعة مصابني في وسط البلد بالقاهرة، وهي في سنوات المراهقة الأولى، لتنطلق بعد ذلك محققة شهرة عريضة في السينما بدأتها بخطوات بسيطة، وكأنها تستكشف هذا العالم على مهل، إذ كانت أول مشاركة سينمائية لها عام 1935 بفيلم "الدكتور فرحات"، بدور بسيط لتتبعه بأفلام منها "خفير الدرك" و"راء الستار" وغيرها دون أن يعرف اسمها الطريق إلى الملصقات الدعائية لهذا الأعمال.

وجاءت الانطلاقة الفنية الحقيقية لها في بداية الأربعينيات، بعد أن اشتهرت برقصة الكاريوكا، وظلت الفنانة التي تمر اليوم ذكرى ميلادها على هذا الحال من الشهرة في صالات بديعة مصابني، والحضور على استحياء في السينما عدة سنوات بل إنه في فيلم "ليالي القاهرة" الصادر عام 1939 تمت الإشارة فقط على الملصق الدعائي إلى مشاركة راقصات من فرقة بديعة، لكن بعد ذلك بدأت شهرتها تزداد فيلمًا بعد الآخر لتميزها في فن الرقص الشرقي، لتقدم العديد من الأفلام، وتتألق فيها للغاية وأبرزها فيلم "لعبة الست" مع نجيب الريحاني في منتصف الأربعينيات.

تحية كاريوكا

شباب إمرأة

واستمرت تحية كاريوكا في سلسلة الأفلام التي تقدم فيها دور راقصة مع أداء تمثيلي مميز، حتى اختارها المخرج صلاح أبو سيف ليقدمها في أحد أبرز أعمالها الفنية "شباب امرأة" لتجسيد دور امرأة تغوي شابًا لتتقرب منه وتسيطر عليه بأموالها تارة وبالإغراء الجسدي تارة أخرى، لتفتح لنفسها بهذا الدور الباب نحو أدوار مختلفة فيما بعد، إذ يسجل مشوارها الفني أيضًا تجسيدها لشخصية "شجرة الدر" في فيلم و"إسلاماه" الذي تزامن مع قرارها باعتزال الرقص.

السيرة الذاتية الفنية لتحية كاريوكا توضح أنها كانت ذكية في اختياراتها، خصوصًا مع توفيق في اختيار التوقيت المثالي لهذه القرارات، فرغم أنها في البداية لم تكن تعشق الفن بل لجأت إليه لكي تدبر نفقات حياتها اليومية وتستطيع العيش، لكنها عشقت ذلك الفن لتخلص له، ويكون له الفضل الكبير في شهرتها، التي ساهمت في أن تمارس دورًا آخر، أو أن تسلك دربًا ثانيًا نتبع علاماته الإرشادية في هذا التقرير في محاولة لفهم جانب مهم من حياتها.

تحية كاريوكا في دور "شجرة الدر"
حب الوطن

الجانب أو الدرب الآخر للوصول إلى شخصية تحية كاريوكا تمثّل في عشقها لوطنها، وخدمتها لقضيته في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ففي عام 1948 كانت تمد يد العون إلى شباب الفدائيين وتنقل بعضهم عبر سياراتها وتخفيهم عن الأعين، وبعد دخول مصر في مرحلة جديدة عقب ثورة 23 يوليو، باعت بعضًا من مجوهراتها لكي تتبرع لصالح الجيش المصري عام 1955، وأيضًا كان لها دور في مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956.

جانب إنساني

أما الدرب الثالث في الطريق إلى شخصية تحية كاريوكا، يتعلق بتفاصيل شخصيتها والجانب الإنساني الذي يكشف عن نقائها، الأمر الذي تكشفه أميرة ابنة الفنانة رجاء الجداوي وحفيدة الفنانة المصرية الراحلة، والتي تحتفظ في ذكرياتها بالكثير من الحكايات عنها، إذ قالت لـ "القاهرة الإخبارية": "لا أنسى أبدًا اللقطة التي كنت أراها دائمًا حينما كنت أدخل إلى غرفتها لأجدها تمسك بالمصحف الشريف، ووجهها به قبول لافت، وكانت تحب السيدة نفيسة للغاية، وكانت في أواخر عمرها تذهب للعمرة كثيرًا وتظل هناك حتى تؤدي مناسك الحج ثم تعود.

وتضيف أميرة: حياة تحية كاريوكا كانت نقية للغاية، وعاشت تقدم الخير وتناصر الضعيف، وفي أحد الأيام وجدت طفلة رضيعة تركها مجهول على باب شقتها، لتأخذها وتربيها وتتكفل برعايتها وأصبحت بعد ذلك بمثابة حياتها وروحها وأطلقت عليها اسم "عطية الله".

تحية كاريوكا