الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

البابا فرنسيس يحذر من العنف ويدعو للتقارب بين البشرية فى ختام ملتقى البحرين العالمى للحوار

  • Share :
post-title
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة يستقبل البابا فرانسيس

Alqahera News - محمود غراب

حذر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، من العنف واللجوء إلى السلاح حول العالم، وقال فى كلمته بالجلسة الختامية لملتقى البحرين العالمى للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني": "عازمون على اختيار طريق اللقاء والحوار بين الشرق والغرب، وليس طريق المواجهة. وأضاف أن وثيقة الأخوة الإنسانية تضع أسس الحوار والتقارب، من أجل مصلحة البشرية.

و خصص البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الجزء الأكبر من يومه الثاني، في البحرين لتعزيز الحوار مع الإسلام. ويلتقي البابا فرنسيس، بعد ظهر اليوم الجمعة، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. ووقع المرجعان الدينيان عام 2019 في أبوظبي وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية .

كما يتحدث البابا أمام "مجلس الحكماء المسلمين"، في مسجد القصر الملكي، ثم يلقي كلمة أخرى، خلال صلاة مسكونية في كاتدرائية سيدة العرب، أكبر كنيسة كاثوليكية في الخليج "افتتحت في نهاية عام 2021".

ويشارك البابا -على هامش الزيارة التي يجريها للمملكة- في ملتقى البحرين العالمي للحوار، بمشاركة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من قادة ورموز وممثلي الأديان حول العالم، وهي مبادرة جديدة تقودها مملكة البحرين لتحقيق التقارب بين الشرق والغرب، وتعزيز التعايش بين الأديان والثقافات ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني معًا على مدار يومي 3 و4 نوفمبر الجاري.

واستقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، في قصر الصخير، أمس الخميس، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. وفي بداية الاستقبال، رحب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بزيارة قداسة البابا فرنسيس لمملكة البحرين، وتبادلا الهدايا التذكارية.

وجرت لقداسة البابا مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني، للكرسي الرسولي والسلام الملكي البحريني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة؛ تحيةً لمقدم ضيف البلاد الكريم. ورحب ملك البحرين باسم أهل المملكة، بضيافة البابا فرانسيس، معربًا عن اعتزازه بالزيارة التاريخية، في بلد التسامح والتعايش والسلام، متمنيًا للبابا والوفد المرافق له طيب الإقامة.

وفى اليوم الأول من زيارته للبحرين، أعرب البابا فرنسيس عن جزيل شكره لملك البحرين، على دعوته لزيارة المملكة، وترحيبه الحار، وكلماته الودودة التي وجهها له. ووجه البابا رسالة محبة للشعب البحريني قائلًا: "أحيي بحرارة كل واحد منكم. وأود أن أوجه فكرة مودة ومحبة إلى الذين يعيشون في هذا البلد، إلى كل مؤمن، وكل فرد، وكل عائلة، العائلة التي يعرفها دستور البحرين بأنها حجر الزاوية في المجتمع".

وأشار البابا فرنسيس إلى طبيعة البحرين، حيث يلتقى القديم والحديث، وتمثل فيها ناطحات السحاب المدهشة المرتفعة إلى جانب الأسواق الشرقية التقليدية، التاريخ والتقدم معًا، يعيش فيها أناس من أصول مختلفة، تشكل فسيفساء حياة فريدة.

وقال البابا فرنسيس، إن الموقع الجغرافي والميول والمهارات التجارية للناس، بالإضافة إلى بعض الأحداث التاريخية، أعطت البحرين فرصة لتُكوّن نفسها على ملتقى طرق؛ لإثراء متبادل بين الشعوب. "بهذا يظهر أحد أوجه هذه الأرض: كانت دائما مكان لقاء بين شعوب مختلفة".

اعتبر البابا فرنسيس تنوع الأعراق والثقافات في البحرين وعيشها معًا في سلام، هو الماء الحي الذي ما زالت جذور البحرين تستمد منه الحياة. وأشار إلى أن البحرين "فيه تنوع من غير تسوية ساحقة، ولا تذويب للاختلافات، هذا هو كنز كل بلد متطور حقا".

ودعا البابا لتجنب الصراعات، والعمل معا من أجل الأمل، من خلال منتدى الحوار بين الشرق والغرب، "من أجل عيش الناس معا في سلام".

قال البابا: "لنوزع ماء الأخوة، لا ندع إمكانية اللقاء بين الحضارات والأديان والثقافات تتبخر، ولا نسمح أن تجف جذور البشرية! لنعمل معًا، ولنعمل من أجل الكل معًا، ومن أجل الأمل! أنا هنا، في أرض شجرة الحياة، زارع سلام، لأعيش أيام اللقاء، ولأشارك في منتدى الحوار بين الشرق والغرب، من أجل عيش الناس معًا في سلام".

وتحدث البابا عن قضايا الاحترام والتسامح والحرية الدينية التي أقرها دستور البحرين، قائلًا: "هذه التزامات يجب ترجمتها باستمرار إلى عمل، حتى تصبح الحرية الدينية كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة؛ وحتى يتم الاعتراف، لكل جماعة ولكل شخص، بكرامة متساوية، وفرص متكافئة؛ وحتى لا يكون تمييز ولا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، بل يتم تعزيزها. أفكر قبل كل شيء في الحق بالحياة، وضرورة ضمانه دائمًا، حتى عند فرض العقوبات على البعض، حتى هؤلاء لا يمكن القضاء على حياتهم".