دخلت الاستوديوهات والمنصات الرقمية البارزة في هوليوود مثل "ديزني" و"نتفليكس"، في مفاوضات ومحادثات جادة مع نقابة الكتّاب الأمريكية بعد الإعلان عن إضراب لآلاف الكتّاب السينمائيين والتلفزيونيين الأمريكيين الذين يطالبون بزيادة أجورهم، وفي حال عدم التوصل لاتفاق مع الفاعلين في القطاع بهوليوود ومع اقتراب انتهاء المهلة التي منحوها لهم سيبدأون في إضرابهم صباح غد الثلاثاء.
وتهدد مثل هذه الخطوة بإيقاف بث عدد من البرامج الناجحة التي تعرض مساء، كما من شأنها تأخير عرض مسلسلات تلفزيونية وأفلام من المقرر طرحها هذا العام، ففي الوقت الذي تؤكد فيه شركات الإنتاج أنها مضطرة لخفض تكاليفها بسبب الأوضاع الاقتصادية يطالب كتّاب السيناريو برفع أجورهم والحصول على حصة أكبر من الأرباح، إذ يؤكدون أنهم يواجهون صعوبات في العيش من مهنتهم، في ظل ركود رواتبهم أو حتى انخفاضها بسبب التضخم، في وقت تحقق فيه الشركات أرباحًا وترفع رواتب المديرين التنفيذيين فيها، خاصة أنهم لم يكونوا سابقًا بهذا العدد الكبير للعمل بالحد الأدنى للأجور الذي حددته النقابات، بينما تستأجر شبكات التلفزيون عددًا أقل من الأشخاص لكتابة مسلسلات قصيرة.
وتدعو نقابة الكتّاب الأمريكية إلى إعادة النظر بهذه المبالغ التي تُعد منخفضة جدًا بالنسبة لإعادة استخدام الأعمال عالميًا، وكذلك التطرق إلى التأثير المستقبلي لتقنية الذكاء الاصطناعي على مهنة كتابة السيناريو، إذ يمثل أحد الخلافات الرئيسية في كيفية احتساب رواتب كتّاب السيناريو لقاء المسلسلات المعروضة عبر منصات البث التدفقي، التي غالبًا ما تبقى مُتاحة لسنوات بعد كتابتها عبر هذه المنصات كنتفليكس.
ويتلقى كتّاب السيناريو منذ عقود مبالغ عن إعادة استخدام أعمالهم، ويكون عبارة عن نسبة مئوية من الإيرادات التي تحققها الاستوديوهات عن فيلم أو برنامج، أو مبلغ ثابت يُدفع لقاء كل مرة يُعاد فيها عرض العمل، بينما اختلف الأمر مع المنصات، بعد ما بات الكتّاب يتلقون سنويًا مبالغ ثابتة، حتى وإن حقق العمل نجاحًا عالميًا على غرار مسلسلي "Bridgerton" و"Stranger Things" اللذين حصدا مئات ملايين المشاهدات في مختلف أنحاء العالم.
أما الاستوديوهات التي يمثلها تحالف منتجي السينما والتلفزيون، فتشير إلى أنّ المبالغ التي دُفعت لكتّاب السيناريو عن إعادة استخدام الأعمال وصلت عام 2021 إلى مستوى قياسي بلغ 494 مليون دولار، مقابل 333 مليون دولار كانت تُدفَع قبل عشر سنوات، ويرجع سبب ارتفاع هذه الأرقام إلى الزيادة الكبيرة في وظائف كتابة السيناريو المرتبطة بارتفاع الطلب على منصات البث التدفقي.
ويؤكد مديرو المنصات أنهم يواجهون ضغوطات كبيرة من المستثمرين لخفض الإنفاق وتحقيق أرباح، وينفون أنّهم يتذرّعون بالصعوبات الاقتصادية لتعزيز موقفهم في المفاوضات مع كتّاب السيناريو.
ويعود آخر تحرّك اجتماعي كبير في هوليوود إلى 2007-2008 حين نفّذ كتّاب السيناريو إضرابًا أدى لشلّ المجال السمعي والبصري في الولايات المتحدة، فيما استمر لمئة يوم وتكبّد القطاع بسببه خسائر بملياري دولار.