وضعت الاشتباكات القائمة في السودان سكان الخرطوم أمام خيارين أحلاهما مُر، فما بين تحمل ويلاتها الحرب والبحث عن العيش بمدينة أخرى آمنة، وجد سكان الخرطوم أنفسهم أمام ضرورة اتخاذ قرارات معيشية مفاجئة، تؤثر على وضع أسرهم بشكل كبير، بحثًا عن الأمان المفقود في عاصمتهم.
وسلّط تقرير على شاشة "القاهرة الإخبارية"، الضوء على أوضاع السودانيين داخل الخرطوم، والذين رفضوا مغادرة العاصمة لأسباب عدة، أهمها تمثّل في استقرار أوضاعها المعيشية وإمدادات الطاقة والغذاء، مُقارنة بالمدن الأخرى، وذلك على الرغم من الاشتباكات التي أثّرت على عدة مناطق في العاصمة.
وروى السودانيون المقيمون في الخرطوم تجاربهم المؤلمة في تغيير مسكنهم؛ جراء الأوضاع القائمة في العاصمة، إذ عاشوا العديد من الأزمات خلال رحلة البحث عن مسكن بمدينة أخرى، كان أبرزها الارتفاع المستمر وغير المنطقي في أسعار الإيجارات، فضلًا على الانقطاع المُستمر للتيار الكهربائي، الأمر الذي اضطرهم للرجوع مُجددًا إلى الخرطوم وتحمل ويلاتها.
وبالمثل، رأى آخرون أن مغادرة العاصمة – وإن مزقتها الاشتباكات – ستكون خطأً كبيرًا، لا سيما أن ذلك سيؤثر بشكل رئيسي على نمط المعيشة الذي اعتادوا عليه بالخرطوم، في ظل الصعوبات التي تعيشها المدن الأخرى فيما يتعلق بإمدادات الغذاء واستقرار التيار الكهربائي.
واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش النظامي وميليشيا الدعم السريع المُتمردة، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات؛ لحقن دماء الشعب السوداني.