الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أنور وجدي.. "وحيد" السينما المصرية المخلص لفنه

  • Share :
post-title
الممثل الراحل أنور وجدي

Alqahera News - محمود ترك

"وحيد".. اسم شخصية تكررت في عدة أفلام للنجم الراحل أنور وجدي، وكأنه يرى في الأفق شيئًا لا نراه، أو يشعر بالوحدة في داخله رغم الشهرة التي حققها، وربما يجتمع هذا مع تذكره لسنوات الطفولة التي عاشها طفلًا وحيدًا وسط 3 شقيقات، يعاني من رفض والده تحقيق حلمه بالتمثيل وإصراره على أن يخلفه في التجارة التي أسسها في مصر بعد مجيئه من سوريا أواخر القرن الـ19.

أنور وجدي الذي توفي في مثل هذا اليوم (14 مايو عام 1955) اتخذ من "وحيد" اسمًا في عدة أفلام بارزة هي "ليلى بنت الأغنياء"، "قلبي دليلي"، "طلاق سعاد هانم"، "غزل البنات"، "ياسمين"، "قطر الندى"، "حبيب الروح"، "دهب"، وأخيرًا "4 بنات وضابط" آخر أفلامه التي صورها قبل رحيله، وكما كان محبًا لاسم "وحيد"، أخلص لفن السينما إذ إن رصيده الإبداعي يضم نحو 70 فيلمًا، ولم يعد مطلقًا إلى خشبة المسرح التي شهدت خطواته البطيئة الأولى بعد تألقه على الشاشة الكبيرة.

عشق أنور وجدي السينما، رغم أن حب التمثيل سيطر عليه بسبب إعجابه بالفنان يوسف وهبي المعروف بأدائه المسرحي المتميز، ليذهب إلى شارع عماد الدين على غير رغبة والده، ويعمل كومبارس في فرقته، وعارض والده وأصر على تحقيق حلمه، حتى إذا اضطره ذلك إلى النوم في كواليس المسرح، ويبدو أن الفنان الراحل كان ينظر إلى المستقبل دائمًا ويراهن عليه.

أنور وجدي في مرحلة الشباب
الحلم يتحقق

مهما تأخر الحلم لم ييأس أنور وجدي، فبعد رحلة بعدد من الفرق المسرحية منها "عبد الرحمن رشدي"، و"الفرقة القومية"، بدأ مشواره في السينما بأدوار الفتى الطائش غريم البطل الذي يثير المشكلات، وكان أول فيلم يشارك به يحمل عنوان "جناية نص الليل" للمخرج محمد صبري إنتاج عام 1930، تبعه عدد من الأفلام تدرجت فيها مساحة أدواره، حتى وصل إلى البطولة المطلقة وهو في عمر الـ40.

6 أفلام في تاريخ السينما

رصيد أنور وجدي في السينما لا يتعلق فقط بعدد الأفلام، لكن أيضًا بقيمة هذه الشرائط السينمائية وتأثيرها، حتى أن 6 منها ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي "العزيمة"، "غرام وانتقام"، "غزل البنات"، "أمير الانتقام"، "ريا وسكينة"، و"الوحش"، كما أن إنجازه الإبداعي يتمثل أيضًا في مساهمته بمختلف فروع صناعة السينما، إذ أسس شركة للإنتاج تحت مسمى "الأفلام المتحدة للإنتاج والتوزيع السنيمائي"، ليس فقط من أجل أفلامه بل أنتج أفلام لفنانين آخرين منهم إسماعيل ياسين في فيلم "المليونير" الصادر عام 1950.

أنور وجدي وفيروز

أيضًا تولي بطل فيلم "أمير الانتقام" إخراج نحو 13 فيلمًا، فيما وصلت مساهماته في التأليف إلى الرقم 16، ليكون بمفرده نموذجًا فريدًا لفنان أحب فن السينما بشكل خاص وتعلّق به، حتى إنه يعزى له الفضل في اكتشاف الموهبة فيروز، التي قدمها إلى السينما وراهن عليها، لتشاركه في بطولة أفلام منها "دهب"، "ياسمين"، "فيروز هانم"، وتعيش قمة تألقها الفني معه.

لم يمهل القدر أنور وجدي سنوات أكثر، إذ توفي يوم 14 مايو عن عمر 51 عاما، متأثرًا بمرض وراثي في الكلى، وهو المرض نفسه الذي توفيت بسببه شقيقاته الثلاثة ووالده أيضا، ليرحل عن عالمنا فنان طالما أخلص لمهنته.