الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جيش من المُسيّرات.. برنامج أوكرانيا السري لصناعة "الدرونز"

  • Share :
post-title
فاليري بوروفيك خلال مشاركته في مسابقة الدرونز بكييف

Alqahera News - محمود غراب

تزايدت في الأونة الأخيرة على نحو لافت الهجمات الأوكرانية بالمُسيّرات على الأراضي الروسية، ما استدعى إلقاء الضوء على ترسانة "الدرونز" لدى كييف.

وفي هذا الصدد، أوردت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، تقريرًا عن برنامج "الدرونز" السري داخل أوكرانيا. واستهلت الشبكة تقريرها بحديث عضو في البرنامج الأوكراني السري لتصنيع "الدرونز"، يُدعى"فاليري بوروفيك"، الذي يقول إنه وفريقه يعملون على تطوير "الدرونز" التي تستخدم في أغراض المراقبة، وكذلك في تنفيذ الهجمات.

وحسب بوروفيك، يبلغ مدى المسيّرات 40 كيلومترًا، ويمكن أن تحمل رأسًا حربيًا من كيلوجرامين إلى ثلاثة، وتستهدف في الغالب المعدات الروسية باهظة الثمن.

وشركة "بوروفيك" بصدد رفع مستوى إنتاجها بعد توقيع صفقة مع مصنع في أوكرانيا من شأنها زيادة الإنتاج من 50 طائرة دون طيار شهريًا إلى أكثر من ألف، ولديهم العديد من النماذج بجميع الأشكال والأحجام.

ولفت مطور"الدرونز" الأوكراني إلى أن شركته ليست سوى جزء صغير من صناعة مبنية على البراعة الأوكرانية، التي تحرص الحكومة والجيش في البلاد على دعمها.

جيش الدرونز

وتطرق تقرير الـ"سي. إن. إن" إلى مسابقة للطائرات دون طيار، التي نظمتها وزارة التحول الرقمي الأوكرانية، في حقل مفتوح بضواحي كييف، وشارك فيها صانعو "الدرونز" الأوكرانيون والأجانب.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، وزير التحول الرقمي: إن "الطائرات دون طيار أصبحت سلاحًا تتزايد أهميته على الخطوط الأمامية، لتنفيذ ضربات مستهدفة، لذلك نحن بحاجة إلى عشرات الآلاف من هذه المُسيّرات".

ومسابقة" الدرونز" تعتبر جزءًا من مبادرة الحكومة الأوكرانية التي تُسمى "جيش المسيّرات"، وتشمل تخفيف قيود الاستيراد والضرائب على تكنولوجيا الطائرات دون طيار، ما حفز تطوير صناعة محلية لتزويد جيش البلاد بشكل أفضل بهذا السلاح.

وشارك في المسابقة العديد من مطوري"المسيّرات"، الذين يتطلعون إلى الحصول على دعم الحكومة الأوكرانية من أجل رفع مستوى الإنتاج.

وقال دينيس سيجا، أحد المطورين المشارك في المسابقة: "مُسيّراتنا أثبتت فاعلية كبيرة، لأنه يتم فكها بسرعة، ويمكنك العمل فورًا بعد 5 دقائق. يمكنك مغادرة منطقة العمل بسرعة لإنقاذ حياة طيارينا". وأضاف أن "الطائرات دون طيار كانت هواية قبل الحرب، ثم أصبحت لا غنى عنها".

ووضعت مسابقة "الدرونز" المطورين في اختبار، ما دفعهم إلى إظهار قدراتهم في مهاجمة الأهداف الأرضية. وعندما شنت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا قبل ما يزيد على 15 شهرًا بأيام، كان لدى كييف عدد أقل من الدبابات والطائرات والصواريخ، لكن الطائرات بون طيار رخيصة وسهلة الإنتاج نسبيًا، كل الصفات التي يقول فيدوروف، إنها ساعدت الطائرة على أن تصبح "عامل تغيير" في المجهود الحربي للبلاد.

وهذا ما أكده الرجل المسؤول عن شراء الطائرات دون طيار للجيش الأوكراني، الجنرال يوري شيهول، الذي قال إن الطائرات دون طيار غيّرت الحرب، لافتًا إلى أن كييف يمكنها استخدام جميع أنواع المُسيّرات.

يقول شيهول، رئيس دائرة الدولة للاتصالات الخاصة في أوكرانيا: "لكل نوع من الطائرات دون طيار تطبيق مختلف تمامًا". هناك حاجة إلى مُسيّرات رخيصة الثمن وباهظة الثمن. وطائرات دون طيار مع أنواع مختلفة من الاتصالات. كلما زاد عدد النماذج التي لدينا زاد عدد قنوات الاتصال لدينا، وارتفعت كفاءة عملنا".

30 شركة في أوكرانيا تنتج الدرونز

وكشف "شيهول" أن الهدف النهائي هو الإنتاج الضخم من المسيّرات، وقال: "هناك نحو 30 شركة في أوكرانيا تنتج بالفعل هذه الطائرات دون طيار بكميات كبيرة، وهدفنا شراء ما يصل 200 ألف بحلول نهاية العام".

وأضاف: "لقد وقعنا حتى الآن عقودًا لشراء 2000، وهذا لبضعة أسابيع فقط. كل أسبوع، يتم توسيع نطاق هذه العملية".

وتابع: "تعد الكمية والتنوع أمرًا أساسيًا، خاصة وأن أوكرانيا توسع نطاق برنامج الطائرات دون طيار وكذلك استخدامها في ساحة المعركة".

الدرونز الأوكرانية اخترقت الأراضي الروسية

وشنت أوكرانيا هجمات بالمسيّرات، خلال الأيام القليلة الماضية، استهدفت منطقة موسكو. وتشير الهجمات الأخيرة على مصافي النفط الروسية وأهداف أخرى إلى أن أوكرانيا تطور نماذج يمكنها اختراق الأراضي الروسية بشكل أعمق، لكن بحمولات محدودة.

وفي ذلك الوقت، كتب سيرهي بريتولا، الذي جمعت مؤسسته الأموال لبرامج جديدة للطائرات دون طيار، على تويتر: "هل تتذكر حملتنا الكبيرة للتمويل الجماعي من أجل الانتقام؟.. طائرات كاميكازي دون طيار بمدى يصل 1000 كيلو متر. حسنًا.. لا يمكننا أن نؤكد أو ننفي، لكن بعض مستودعات النفط واجهت أوقاتًا عصيبة أخيرًا".

واستهدفت هجمات بطائرات دون طيار أوكرانية أخرى، باستخدام مركبات مُعاد استخدامها تعود إلى الحقبة السوفيتية، القواعد الجوية الروسية، ما تسبب في أضرار محدودة على ما يبدو.

المسيّرة "يو جيه-22" بعيدة المدى

ولفت تقرير "سي. إن. إن" إلى إحدى الدرونز الأوكرانية بعيدة المدى، تلك التي تحمل اسم" يو جيه-22" وتصنعها شركة "أوكرانيا جيت"، ويبلغ مداها 800 كيلومتر "500 ميل".

وتحطمت طائرة دون طيار تشبه "يو جيه-22" أو أُسقطت على بعد نحو 100 كيلومتر من موسكو، فبراير الماضي. وذكرت السلطات الروسية أنها لم تسبب أي أضرار. وقال المسؤول الأوكراني أنتون جيراتشينكو، الذي نشر صورة للطائرة المحطمة، إن المسافة كانت على بعد أكثر من 500 كيلومتر من الحدود.

ومن غير الواضح ما إذا أي طائرة من طراز "يو جيه-22" كانت من بين المسيّرات، التي أُرسلت نحو موسكو هذا الأسبوع، لكن بسرعة 120 كم / ساعة "75 ميلًا في الساعة" وحمولة متواضعة فلن تتسبب في أضرار جسيمة.

ولم تعترف أوكرانيا بشكل مباشر بتنفيذ الهجوم، لكن عندما سُئل عما إذا كانت الطائرات الأوكرانية دون طيار يمكن أن تصل موسكو، قال فيدوروف: "إن هناك بعض الاختراقات على تلك الجبهة".

وأضاف وزير التحول الرقمي الأوكراني: "أننا نزيد إنتاج الطائرات دون طيار بعيدة المدى". كما يقر العديد من المطورين في مسابقة "الدرونز" بأنهم يعملون على تطوير مُسيّرات يمكنها الطيران لمسافات أطول وتحمل حمولات أكبر.

ونجح البعض في تطوير تلك النوعية من المُسيّرات بالفعل، من بينهم بوروفيك، الذى قال: "من 15 كيلومترًا إلى 700 كيلومتر، اعتمادًا على الرأس الحربي".

وأضاف: "برأس حربي يبلغ وزنه 20 كيلوجرامًا يمكننا الذهاب إلى موسكو".