الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ثالث أكبر المساجد الأثرية.. مصر تفتتح جامع "الظاهر بيبرس" درة العمارة المملوكية

  • Share :
post-title
مسجد الظاهر بيبرس بعد ترميمه

Alqahera News - هبة وهدان

في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وبمناسبة الاحتفال بمرور 800 عام على ميلاد الظاهر بيبرس، اجتمع رموز دينية مصرية وكازاخستانية اليوم الأحد، الرابع من يونيو، لافتتاح جامع "الظاهر بيبرس" بعد ترميمه، الذي قال عنه المؤرخون إنه شغل كرسي السلطنة 17 عامًا، وهي مدة طويلة لم يبلغها أحد سلاطين دولة المماليك البحرية باستثناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون.

ويعد جامع "الظاهر بيبرس"، أيقونة العمارة المملوكية في مصر، ذا أهمية أثرية، وتاريخية، ودينية، وسياحية، وقد جاء افتتاحه رسميًا اليوم بعد نحو 225 عامًا من الإغلاق لم يكن فيها الجامع يؤدي دوره كمسجد، إذ استخدم كقلعة حربية ثم مصنع للصابون ثم مخبز ومذبح، بحسب كلمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري خلال الافتتاح.

وبلغت تكلفة مشروع ترميم الجامع نحو 237 مليون جنيه مصري، ساهم فيها الجانب الكازاخي بنحو 4,5 مليون دولار عام 2007، بما يعادل نحو 27 مليون جنيه مصري في حينه، كما ساهمت وزارة الأوقاف المصرية بنحو 60,500 مليون جنيه مصري من مواردها الذاتية، ونحو 150 مليون جنيه مصري من وزارة السياحة والآثار المصرية من بين مواردها الذاتية، ودعم الدولة المصرية من وزارتي المالية والتخطيط.

كما يعد جامع الملك بيبرس ثالث أكبر الجوامع الأثرية بمصر مساحةً، بعد جامعي أحمد بن طولون، والحاكم بأمر الله، إذ تبلغ مساحته ما يقرب من ثلاثة أفدنة، بحسب بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية.

وجرى البدء في مشروع ترميم وإعمار جامع الظاهر بيبرس عام 2007م، ثم تعثر المشروع لعدة أسباب منذ عام 2011م، حتى استؤنفت الأعمال عام 2018، التي تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية، والانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية، والترميم الدقيق والمعماري للجامع، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين به، كما تم خلال أعمال الترميم اكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن الجامع.

كما تم تطوير الخدمات المقدمة للزائرين لتحسين تجربتهم السياحية أثناء الزيارة، إذ تم وضع لوحات إرشادية وتعريفية بالجامع، وتوفير كل سُبل الإتاحة للسياحة الميسرة من ذوي الهمم حتى يتسنى لهم زيارة المسجد بكل سهولة ويسر، بالإضافة لتنفيذ مرافق البنية الأساسية بكامل المشروع من أعمال تدعيم الأساسات والعزل والأعمال الإنشائية وأعمال شبكة تثبيت منسوب المياه الجوفية وتركيب منظومة إطفاء الحريق، وأعمال شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية وتركيب وحدات الإضاءة الداخلية حيث تم عمل إضاءة بانورامية تخصصية على وجهات ومداخل وبوابات الجامع من الخارج والداخل لإظهار جميع الزخارف والتفاصيل المعمارية لتكون أيقونة إضاءة جميلة للجامع داخل ميدان الظاهر.

تنظيف الواجهات الحجرية الداخلية والخارجية للجامع تم بأحدث الطرق الميكانيكية المتبعة مع مراعاة الحفاظ على العناصر الحجرية ذات الزخارف الكتابية والنباتية والعمل على تقويتها وتدعيمها، بالإضافة إلى ترميم واستكمال الشبابيك الجصية الموجودة أعلى حوائط الجامع وترميم ومعالجة الأشرطة الجصية الداخلية التي تحتوي علي آيات قرآنية بإيوان القبلة، وترميم الأبواب الخاصة بمدخل الجامع وعمل التقوية والتعقيم والتسكيكك للأبواب، وكذلك أعمال إحلال وتجديد الميضأة الحديثة، وترميم المداخل التذكارية الحجرية الثلاثة.

وأشار الدكتور أبو بكر أحمد عبدالله، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، إلى أن جامع الظاهر بيبرس أنشأه السلطان المملوكي البحري الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري ما بين عامي 1266م / 1268م، لافتًا إلى أن الظاهر بيبرس هو المؤسس الفعلي للدولة المملوكية البحرية ورابع السلاطين المماليك، الذي بدأ حياته في مصر لدى السلطان الصالح الأيوبي كمملوك، مضيفًا أن الجامع عاني الكثير من الإهمال أثناء الحملة الفرنسية على مصر، بعد ما حوّله الفرنسيون إلى قلعة يتحصنون بها ونصبوا المدافع أعلى أسواره، ثم تحول لمصنع للصابون في عهد العثمانيين ومحمد على باشا، ثم أُقيم به فرن لخبز جراية العسكر، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أزيل الفرن وتم تنظيف الموقع واستعمله الجيش الإنجليزي مخبزًا ثم مذبحًا، واستمر كذلك حتى عام 1915م، مشيرًا إلى أنه تم ترميم الجامع أكثر من مرة، حيث عانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتساقط دعامته وأعمدته.

أما عن تخطيط الجامع فأشار إلى أنه يتبع التخطيط التقليدي للمساجد الإسلامية الذي يعتمد على وجود صحن أوسط مكشوف يحيط به أروقة أربعة أكبرها رواق القبلة التي كانت عقودها محمولة على أعمدة رخامية، فيما عدا المشرفة منها على الصحن فقد كانت محمولة على أكتاف بنائية مستطيلة القطاع، كذلك صف العقود الثالث من شرق كانت عقوده محمولة على أكتاف بنائية أيضًا.

أما عقود القبة التي كانت تقع أمام المحراب فإنها مرتكزة على أكتاف مربعة بأركانها أعمدة مستديرة، وكانت هذه القبة كبيرة مرتفعة على عكس نظائرها في الجوامع السابقة، فإنها كانت صغيرة متواضعة، أما وجهات الجامع الأربع فمبنية من الحجر الدستور فتحت بأعلاها شبابيك معقودة وتوجت بشرفات مسننة وامتازت بأبراجها المقامة بأركان الجامع الأربعة وبمداخلها الثلاثة البارزة عن سمت وجهاتها.

ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها في منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب، وقد حلى هذا المدخل كما حلى المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحلي فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة، اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية، وكانت المنارة تقع في منتصف الوجهة الغربية أعلى المدخل الغربي.