جاءت التغييرات الأخيرة في الإدارة الاقتصادية التركية الجديدة، بهدف التحفيز واهتمام المستثمرين الأجانب بالأسهم التركية، إذ يُنظر لقرار تعيين محمد شيمشك وزيرًا للخزانة والمالية، وحفيظة غاية أركان كرئيسة للبنك المركزي، بشكل إيجابي في الأسواق الدولية.
وانعكست الأسماء الجديدة التي قام بتعيينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، على إدارة الاقتصاد في تركيا إلى زيادة توجه المستثمرين الأجانب إلى الأسهم التركية، إذ ساد توقع أن "شيمشك" و"أركان"، سيقللان من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية ما يؤدي للعودة إلى السياسات التقليدية التي أدت إلى نتائج إيجابية في الماضي.
شراء أسهم تركية بقيمة 262 مليون دولار
وأعاد هذا الوضع إحياء اهتمام المستثمرين الأجانب بالأسهم التركية، وساعد في خلق بيئة استثمارية إيجابية. ووفقًا لـ"بلومبرج"، فإنه بعد تعيين شيمشك وحفيظة، اشترى المستثمرون الأجانب ما قيمته 262 مليون دولار من الأسهم التركية وهو أعلى معدل في الأشهر الستة الماضية، إذ سجل على أنه الأكبر منذ ديسمبر الماضي، كما تحقق تدفق صافٍ بقيمة 25 مليون دولار في السندات التركية.
مع العلم بأن السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي اعتمدتها البلاد في السنوات الأخيرة كانت أدت إلى ابتعاد المستثمرين الأجانب عن الأسهم التركية، لتأتي التعيينات الجديدة بمثابة إعلان أن تركيا ستتبع سياسة اقتصادية أكثر تقليدية، وترفع الآمال في الأسواق المالية.
شيمشك وأركان.. أصحاب خبرة ونظرة اقتصادية
ويعد وزير الخزانة والمالية الجديد، محمد شيمشك، (56 عامًا) واحدًا من أبرز الشخصيات الاقتصادية في حزب العدالة الحاكم، وحاصل على لقب أفضل وزير مالية باقتصادات أوروبا الناشئة.
وسبق أن تولى محمد شيمشك منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية بين عامي 2015 و2018، كذلك منصبا وزير المالية ووزير الاقتصاد، ويوصف بأنه مهندس السياسات المالية والاقتصادية الناجحة لتركيا، وحاصل على عدة جوائز وتكريمات دولية.
وعيّن أردوغان، المسؤولة التنفيذية المالية، حفيظة غاية أركان، كرئيسة للبنك المركزي التركي، التي تتمتع بخبرة كبيرة في الأعمال المصرفية والاستثمار وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والابتكار، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تركيا.
"أركان" من مواليد إسطنبول عام 1982 وتخرجت في جامعة البوسفور قسم الهندسة الصناعية عام 2001. حصلت على برنامجين تعليميين، الأول في مجال علوم الإدارة من كلية هارفارد للأعمال، والثاني حول القيادة من جامعة ستانفورد، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال بحوث العمليات والهندسة المالية من جامعة برينستون.