مُحمّلة بذكريات بداياتها الأولى في برنامج "ركن الأطفال" الذي كان يُبثّ عبر أثير البرنامج الأوروبي، تدخل لبنى عبد العزيز إلى استوديوهات الإذاعة مرة أخرى لتقديم برنامج "العمة لولو"، عقب 3 سنوات ظلت تقدم فيها البرنامج من منزلها، بسبب انتشار فيروس كورونا، ورغم أن الفنانة المصرية لم تغب عن تقديم البرنامج، يبقى إحساس دخول الاستوديو مميزًا ومختلفًا بشكل كبير.
عشق لبنى عبد العزيز للإذاعة بدأ منذ صغرها، عندما اكتشفها مدير البرامج الأوروبية بالإذاعة وقتها عبد الحميد يونس، الذي كان أيضًا صديقًا لوالدها، واندهش من طريقة إلقائها وذكائها، إذ رشحها بعد ذلك لـ"ركن الأطفال" ونجحت به، ومنذ ذلك الوقت تعلّقت بالإذاعة أكثر وتوطدت علاقتها بها، إذ أُسند بعد ذلك تقديم البرنامج لها.
عودة "العمة لولو"
"لولو" أصبح اسم لبنى عبد العزيز في البرنامج الإذاعي الأقدم، وظلت تقدم البرنامج لسنوات حقق خلالها نجاحًا كبيرًا، مما جعله يستمر حتى الآن على إذاعة البرنامج الأوروبي، ورغم أن التمثيل استحوذ على وقتها مما جعلها لا تركز كثيرًا في الإذاعة فترة ما، تمكنت بعدها من العودة سريعًا من خلال برنامج "العمة لولو".
حول أسباب فترة توقف البرنامج والعودة إليه مرة أخرى، صرحت لبنى عبد العزيز لموقع "القاهرة الإخبارية" بأنها لم تنقطع عن البرنامج، حيث كانت تسجل الحلقات في منزلها، لأن الضيوف المشاركين بالبرنامج كانت لديهم تخوفات من الإصابة بفيروس كورونا، لذا جرى اتباع إجراءات احترازية، سمحت للجميع بالاستمرار في أمان، حتى العودة مؤخرًا إلى الاستوديوهات لتقديمه بشكل طبيعي.
وتابعت: "كنت أعمل في البرنامج منذ طفولتي، وأيضًا كنت موظفة في الإذاعة طوال مدة دراستي في الجامعة الأمريكية، وقدمت عدة برامج منها (بورتريه الأسبوع)، وحاورت عددًا من الشخصيات في العديد من المجالات المختلفة، منها الثقافية والسياسية".
فترة توقف
توقفت لبنى عبد العزيز فترة في بدايتها، لأنها ذهبت لعمل الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، والحصول على الماجستير في علوم الدراما، وعند عودتها استكملت عملها في الإذاعة وزاد نشاطها منذ ذلك الوقت، ثم اتجهت إلى التمثيل، إذ قالت: "اتجاهي للعمل في التمثيل لم يجعلني أتوقف عن تقديمي البرنامج في الإذاعة، حيث كنت أعمل في الاثنين بوقت واحد، وأنسق جيدًا بين مواعيد التصوير والتسجيل في الإذاعة بشكل دقيق للغاية".
أشارت لبنى عبد العزيز إلى أن برنامج "العمة لولو" يعد أقدم برنامج في تاريخ الإذاعة يقدمه الشخص نفسه، إذ قالت: "أنا أقدم وأكبر شخص في الإذاعة سنًا لا يزال يقدم نفس البرنامج".
التكنولوجيا والعمة لولو
استمرار البرنامج الإذاعي طيلة عقود لم يمنع من أن يتسلل له التطور التكنولوجي، إذ أثر في تغيير شكل البرنامج ومحتواه وأيضًا مدته، وعن ذلك قالت: "بالفعل (العمة لولو) تغير كثيرًا عما مضى، لأن جمهوره المتمثل في الطفل بدوره تغير، والبرنامج أصبح يخاطب شبابًا وأهالي الأطفال والصغار أيضًا"، مشيرة إلى أن التكنولوجيا محت الطفولة التقليدية، لذا نحن نركز على الملامح الإنسانية للوصول إلى الجمهور.
وحول تفاصيل البرنامج، قالت: "نقدم حلقة يوم الجمعة من كل أسبوع، تتناول موضوعات مختلفة، تتشعب في مجالات منها التنشئة الاجتماعية والسلوك المجتمعي والأصول في المعاملات، والاهتمام بالصحة، كما أننا نحتفل بالمناسبات والأعياد الوطنية المختلفة، ونقدم معلومات تفيد جميع المستمعين سواءً كانوا صغارًا أم كبارًا".
العودة إلى التمثيل
في سجل الفنانة لبنى عبد العزيز العديد من الأعمال، أبهرت بها الجمهور بأداء سلس وبسيط، لذا تعيش هذه الأدوار حتى الآن، وحفرت بها اسمها في قلوب محبيها بصوتها الذي يحمل نبرة مميزة، ومن أشهر أعمالها دور سميحة في فيلم "الوسادة الخالية"، وهاميس في "عروس النيل"، وأيضًا أميرة في "آه من حواء".
لم تترك لبني عبد العزيز التمثيل ولكن لم تصادف -حسبما قالت- الدور الملائم لها بالسنوات الأخيرة: "قدمت أعمالًا قليلة خلال السنوات الماضية لأنها كانت مميزة، ومنها فيلم (جدو حبيبي) إذ أعجبتني فكرة الحب والغرام في سن الشيخوخة، أما مسرحية (سكر هانم) فشاركت بها لأنني كنت أتمنى الوقوف على خشبة المسرح، وهو عشقي الأساسي، وقدمت مسلسل (عمارة يعقوبيان) لأنه مثّل تحديًا خاصًا لي، وأردت من خلاله الرد على الاعتقاد الخاطئ بأن ممثل السينما لا يستطيع أن يقدم عملًا تليفزيونيًا، إضافة إلى أن قصة العمل مميزة في حد ذاتها".