الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السودان.. نيران دارفور تستعر واشتباكات عنيفة حول شرطة الاحتياطي المركزي بالخرطوم

  • Share :
post-title
دخان الاشتباكات يغطي سماء السودان

Alqahera News - سمر سليمان

في ظل وتيرة مستعرة للقتل والدمار غير مسبوقة في السودان، وهجمات على المدنيين ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، دخلت، اليوم الأحد، الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، أسبوعها الحادي عشر، وسط دعوات لاحترام القانون الدولي الإنساني وتأمين ممرات للفارين، لا سيما من إقليم دارفور المنكوب.

صراع لا يتوقف

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، منذ ليل السبت وحتى اليوم الأحد، وتيرة متصاعدة في حدة الاشتباكات بين الجيش النظامي والدعم السريع شملت القصف المدفعي والضربات الجوية.

وتحت وطأة القصف العنيف، عاش سكان الخرطوم وبحري وأم درمان، الليلة الماضية وحتى صباح الأحد، وفق شهود عيان نقلت عنهم وكالة "رويترز".

وأكد الجيش السوداني، توجيه قواته لعدد من الضربات بالخرطوم وغرب أم درمان وشمال بحري، انتهت بعمليات تمشيط ناجحة وعمليات نوعية ببعض المناطق، وفق بيان رسمي.

ونوّه الجيش بأن قواته ترصد بدقة جميع تحركات ونوايا الدعم السريع وأنها تتمتع بكامل الجاهزية للتعامل الحاسم معها.

اشتباكات "الاحتياطي المركزي"

وزعم الدعم السريع، اليوم، إحكام سيطرته على مقر شرطة الاحتياطي المركزي بالعاصمة الخرطوم، وفق بيان منشور عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، نقلت عنه وسائل إعلام سودانية، وأرفقته بفيديو يظهر آثار الدمار الذي ألحقته قواتها بعتاد وأسلحة المقر، ولم يعلق الجيش على بيان الدعم السريع.

في الوقت الذي أكد فيه عثمان الجندي، مراسل القاهرة الإخبارية في الخرطوم، أن معركة تدور، مساء الأحد، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ويشارك فيها الطيران السوداني للتصدي للدعم السريع ومحاولته السيطرة على رئاسة شرطة الاحتياطي المركزي جنوب العاصمة.

وأكد عثمان الجندي مراسل "القاهرة الإخبارية" في الخرطوم، أن الاشتباكات بلغت ذروتها واشتدت، بعد أن كثّف الدعم السريع هجومه على تلك المنطقة الاستراتيجية.

وعلى مدار نحو ثلاثة أيام دحرت قوات الاحتياطي المركزي محاولات الدعم السريع للسيطرة على مقرها، دون جدوى، حتى أحدث بيان أورده الجيش عن صد ثلاث محاولات للهجوم على قوات الاحتياطي المركزي جنوبي العاصمة، وتكبيد عناصر الدعم السريع خسائر كبيرة تضمنت عددًا من العربات وقتلى وجرحى، بحسب بيان مقتضب نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

دارفور المنكوب

ولا يزال الصراع الذي اتخذ في بعض مدن إقليم دارفور المنكوب، منحى عرقي، يحتدم بشراسة ودون توقف، مخلّفًا آلاف القتلى والجرحى، انضمت إليه نيالا قبل أيام.

ورصدت وسائل إعلام سودانية، تدهورًا كبيرًا بالوضع الأمني في مدينة نيالا، أخيرًا، واندلاع اشتباكات عنيفة في بعض الأحياء السكنية.

والأسبوع الماضي، اندلع قتال بين القوات المتحاربة في السودان بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، الأمر الذي عطّل وصول الإمدادات إليها.

أما مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، فبلغ بها الوضع حد وصفها بـ"الجحيم" على الأرض، إذ شهدت على مدار الأسابيع الأخيرة، انقطاعًا كاملًا بالخدمات وإمدادات الإغاثة، ورصدت آلاف الجثث دون هويات، وبلا ظروف ملائمة لدفنها، وسط استمرار الاقتتال وعمليات الاغتصاب والسلب والنهب.

وبينما انحرف الاقتتال في المدينة نحو الصراع القبلي الذي ألفته المدينة قبل سنوات، حرقت أكثر من 20 منطقة سكنية بالداخل وحول الجنينة، خلال الأسابيع الأخيرة، وثمة حملة يشنها مسلحون لاستهداف الناشطين والصحفيين والحقوقيين، وسط أنباء حول تورط الدعم السريع.

ممرات آمنة للفرار

ودعت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس السبت، لإنشاء ممر آمن للفارين من الجنينة ومساعدة عمال الإغاثة في الوصول إليها.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو مليوني شخص نزحوا داخليًا على أثر الصراع في السودان، وفر ما يقرب من 600 ألف إلى البلدان المجاورة.

ويشهد السودان، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات ضارية بين الجيش والدعم السريع، مخلفًا آلاف القتلى والجرحى، ودفع بأكثر من مليوني شخص للنزوح داخليًَا، بعيدًا عن مناطق الصراع، وسط أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار دون تهدئة حقيقية تسمح بمرور المساعدات.