الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تصاعد العنف في "جنين" ومزاعم إسرائيلية لتبرير جرائم الاحتلال

  • Share :
post-title
مخيم جنين _أرشيفية

Alqahera News - سامح جريس

مزاعم بوجود "مركز قيادة" تستخدمه مجموعات مُتشددة في جنين، كانت مبررًا لجريمة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم جنين بالضفة الغربية المُحتلة، وباستخدام طائرات مُسيرة وجرافات، شنت قوات الاحتلال غارة وعدة مداهمات، صباح أمس، سقط خلالها عدد من الشهداء وعشرات المصابين.

مزاعم إسرائيلية

وزعمت قوات الاحتلال أن المبنى الأول الذي تعرض للهجوم، كانت تديره "كتيبة جنين"، وهي وحدة تشكلت من فصائل فلسطينية مُختلفة، وأظهرت لقطات فيديو دخانًا يتصاعد من أسطح بعض المباني، بينما يحوم عدد من الطائرات المُسيرة في الهواء، كما سمع دوي إطلاق النار في مناطق مُختلفة من المخيم، كما تم قطع الكهرباء في بعض المناطق، وشوهدت جرافات عسكرية في الشوارع الضيقة ما ألحق أضرارًا بتلك الشوارع.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 10 فلسطينيين استشهدوا في الهجوم الذي كان مستمرًا حتى مساء أمس، مع عدد غير محدد من المصابين، وعلى الرغم من أن إسرائيل تشن غالبًا غارات في مدن مثل نابلس وجنين، إلا أن حجم القوات التي انتشرت يوم أمس واستخدام المُسيرات، يُعد تصعيدًا غير مبرر، فقوات الاحتلال تقوم بتنفيذ ضربات جوية، كما تستخدم المسيرات، بشكل أكثر اعتيادًا في قطاع غزة المحاصر، ولكن يبدو أن جيش الاحتلال بات يستخدم تكتيكات غزة في التعامل مع الضفة الغربية.

لعدة أسابيع، واجهت حكومة إسرائيل ضغوطًا شديدة من اليمينيين، من أجل اتخاذ موقف أكثر تشددًا من بعض الفصائل في جنين، تحت مزاعم مسؤوليتهم عن شن عدد من الهجمات ضد الإسرائيليين، وتصاعدت تلك الدعوات في يونيو الماضي بعد مقتل أربعة إسرائيليين في مستوطنة إيلي في الضفة الغربية.

حرب داخل المخيم

ونقلت وكالة "رويترز" عن سائق سيارة إسعاف فلسطينية قوله: "ما يحدث في المخيم هو حرب حقيقية، كانت هناك ضربات من السماء تستهدف المخيم، وكل مرة تدخل حوالي خمس إلى سبع سيارات إسعاف وتعود مُحملة بالمصابين"، وأشار مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، محمود السعدي، لوكالة "فرانس برس": "هناك قصف من الجو وهجوم من الأرض، كما تم قصف عدة منازل.. والدخان يتصاعد من كل مكان".

صور مزعومة لتبرير الهجوم

كشف جيش الاحتلال عن صور جوية مزعومة لما وصفه بـ"مركز متقدم للمراقبة والاستطلاع" استهدفته المُسيرات الإسرائيلية في وقت مُبكر من صباح أمس، مُشيرًا إلى أن المركز، وهو عبارة عن مبنى سكني في وسط مخيم جنين للاجئين، كان يستخدم للتحذير من اقتراب قوات الاحتلال، بالإضافة إلى مراكز لصنع القنابل والذخيرة، على حد زعم جيش الاحتلال.

وتُعد هذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل غارات جوية في الضفة الغربية منذ عام 2006، بعد هجوم مماثل الشهر الماضي على سيارة أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين.

لا خطط لتوسيع الهجوم

من جانبه، صرح المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، بأنه لا توجد خطط لنشر القوات لـ"احتلال الأرض" في جنين، وأن التركيز يتم على تدمير أو مصادرة الأسلحة، فيما قالت قوات الاحتلال إنها استهدفت أيضًا "منشأة إنتاج الأسلحة" و"منشأة تخزين العبوات الناسفة" خلال الهجوم، ورجح مسؤولون استمرار العملية ليوم أو عدة أيام، دون وجود خطة للقيام بحملة طويلة الأجل ضد عناصر الفصائل الفلسطينية.

غارات يومية

وعلى مدى العام الماضي، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات يومية تقريبًا على جنين ونابلس، والتي أدت إلى مقتل مدنيين، بما في ذلك الأطفال، وتقول إسرائيل إن هدف مثل هذه الغارات هو وقف خطط شن هجمات على المدنيين الإسرائيليين، في تل أبيب، والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المُحتلة.

ترحيب يميني ورد الفصائل

ورحبت القوى السياسية المتشددة في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالعملية، وطالبوه باتخاذ موقف أكثر صرامة ممن أسموهم بـ"المقاتلين الفلسطينيين" في الضفة الغربية.

وكتب إيتامار بن جفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، في تغريدة على تويتر: "نفخر بأبطالنا على جميع الجبهات وصباح اليوم بشكل خاص بجنودنا الذين يعملون في جنين.. نصلي من أجل نجاحهم"، فيما أصدرت "كتائب جنين" بيانًا قالت فيه: "سنحارب قوات الاحتلال حتى النفس الأخير، كما ستتوحد جميع الفصائل والتشكيلات".