بحجة البحث عن مطلوبين مختبئين زعم أنهم يديرون أعمالًا إرهابية، شهدت الضفة الغربية المحتلة، تحديدًا مدينة جنين ومخيمها، على مدى اليومين الماضيين، أكبر عملية عسكرية إسرائيلية منذ 20 عامًا، بعدما نفذت مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية، فجر الإثنين، عملية قصف واسعة النطاق للمخيم.
الهجوم على مخيم جنين
بدأت قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بقصف منزل وسط المخيم، كما قصفت بالطائرات عدة مواقع داخله وعلى أطرافه.
وداهم جيش الاحتلال الإسرائيلي 14 شقة بالمخيم، للبحث عن مطلوبين مختبئين زعم أنهم يديرون أعمالًا إرهابية، كما استجوبت قوات الاحتلال أكثر من 300 فلسطيني واعتقلت 30 شخصًا منهم.
تهجير 3 آلاف وتدمير البنية التحتية
قال أكرم الرجوب، محافظ جنين، إنّ جرافات الاحتلال الإسرائيلي دمرت كل البُنى التحتية في مخيم جنين، وأضاف "الرجوب" خلال حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أمس الثلاثاء، أنّ إسرائيل تشن حربًا شاملة على الشعب الفلسطيني تستهدف وجوده وتنفذ عملًا عدوانيًا فاشيًا يُعبر عن عنصريتها.
وذكر "الرجوب" أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي هجّرت 3 آلاف مواطن خارج منازلهم، مؤكدًا أنّ إسرائيل تقود حربًا لإلغاء فلسطين من عقول أبنائهم، والاحتلال لن يتوقف عن الاعتداءات، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني وأهالي جنين لن يرفعوا الراية البيضاء.
استهداف المقبرة الشرقية
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، المقبرة الشرقية في مخيم جنين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وبينما ذكر جيش الاحتلال، في بيان أمس، أن جنديًا إسرائيليًا قُتل خلال تبادل إطلاق النار، قالت الدكتورة مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من استهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في مدينة جنين.
وأضافت "الكيلة" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت صاروخًا بجواره، وكذلك أطلقت النار داخل ساحته، ما أدى إلى إصابة 5 مواطنين داخل المستشفى بجروح، بينهم 3 في حالة خطرة، واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى ابن سينا بالمدينة.
انتهاء العملية
وأعلن جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، أنَّ العملية العسكرية التي شنها على مدينة جنين الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة انتهت رسميًا، فيما أعلنت الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد شهداء العدوان إلى 12 شهيدًا، بينهم 5 أطفال وأكثر من 140 إصابة بينها نحو 30 حرجة.
ونقلت وكالة"رويترز" للأنباء عن دبلوماسيين إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة، الجمعة المقبل، لمناقشة أحداث الشرق الأوسط، مضيفين أن الإمارات طلبت عقد الاجتماع في ضوء التطورات المقلقة في فلسطين.
جاء ذلك بعد ساعات من اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان على مدينة ومخيم جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية.
عرقلة جهود المصالحة
وقال محمد مصطفى عرفي، مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية، إن العملية ستعرقل جهود تحقيق المصالحة بعد عنف متصاعد على مدى شهور.
وأضاف أن ما حدث في جنين من قتل وحشي باستخدام آلة الحرب الإسرائيلية، يهدف إلى تقليص فرص إعادة إحياء عملية السلام إلى حد بعيد.
يذكر أن مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، حيث يعيش نحو 14 ألفًا في أقل من نصف كيلومتر مربع، أحد بؤر موجة العنف التي تجتاح الضفة الغربية، منذ ما يزيد على عام، وهو ما يثير قلقًا دوليًا مُتزايدًا.